زوجة أبو عرمانة تروي تفاصيل الاتصال الأخير الذي تلقاه زوجها قبل استشهاده

زوجة أبو عرمانة تروي تفاصيل الاتصال الأخير الذي تلقاه زوجها قبل استشهاده
حجم الخط

"كان ينتظر الغداء،  فإذا بمتصلٍ يهاتفه ويستنجد به، قائلاً له: الحقنا يا أحمد، قفز من مكانه وذهب لنجدة المجاهدين".

هكذا بدأت زوجة الشهيد أبو عرمانة "25" عاماً، أول شهداء النفق الذي قصفته قوات الاحتلال، ظهر أمس الإثنين، حديثها وهي غارقة في دموعها على فقدانها زوجها ونظراً لاشتداد آلام ولادتها- اللحظات الأخيرة في حياة زوجها أحمد، قائلة "كنت أحضر طعام الغداء، وكان أحمد بجواري، فإذا بمتصلٍ يهاتفه، ويستنجد به، قائلاً له "الحقنا يا أحمد".

وأضافت،وهي تبكي بحرقة على مصابها الجلل: "لم يتردد أحمد وخرج مسرعاً، وأبلغني أنه لن يتأخر أكثر من 5 دقائق، وبعدها خرج ولم يعد".

وأوضحت زوجة الشهيد أبو عرمانة: "أن أحمد يتمتع بأخلاق حميدة .. أحمد حنون، وصاحب قلب طيب، ويحمل همَّ الناس، وأخوته، ودار عمه، وعموم عائلته، وكان يفكر في الناس أكثر مما يفكرُ في نفسه".

وأضافت وهي غارقة في دموعها "كنت مدركة تماماً للطريق التي يسلكها أحمد، وكان دائماً يشعر أنه سيستشهد، ودائماً كان يوصيني على أولادنا".

وتابعت:" أحمد إنسان بسيط، محب لدينه ووطنه، وكان يعشق أصحابه المجاهدين، وكان دائماً يقول لي إن استشهدت أصحابي لن يتركوك ولن يتركوا أبي وأمي وأخوتي وأهلي، داعية له:" ربنا يرحمه ويتقبله في الفردوس الأعلى".

فيما تستعد زوجة الشهيد أبو عرمانة لاستقبال مولودها الجديد (أحمد) الذي سيحمل اسم أبيه، حيث أجرت العديد من الفحوصات الطبية في مستشفى شهداء الأقصى الذي رقد فيها جثمان زوجه الطاهر، والتي اعتبرتها بأنها رسالة وبشارة من الله عزوجل لأهل الشهيد أبو عرمانة أن لا تحزنوا على استشهاد (أحمد) الذي صعدت روحه إليه، وأن استبشروا بأحمدٍ جديدٍ يحمل اللواء، ويسير على درب ذات الشوكة التي سلكها الأنبياءُ والشهداءُ والصادقين".

والشهيد أحمد ابو عرمانة كان أول شهداء النفق الذي قصفته قوات الاحتلال، ظهر أمس الإثنين، إذ انطلق المقاوم مسرعاً لإنقاذ رفاقه داخل النفق.

ويذكر أن 7 شهداء ارتقوا أمس الإثنين، بينهم قياديان في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، جراء قصف الاحتلال لنفق سرايا القدس شرق خانيونس جنوب قطاع غزة.