توافد عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني وحركة فتح، ظهر اليوم الخميس، إلى ساحة الكتيبة وسط مدينة غزة، لإحياء الذكرى الثالثة عشر لاستشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات، في مهرجان حمل اسم "على طريق الوحدة الوطنية" بمشاركة كافة الفصائل الفلسطينية.
وانطلقت فعاليات المهرجان بآيات عطرة من القرآن الكريم تلالها الشيخ عاهد زينو، ومن ثم ترحيب حركة "فتح" ساحة غزة بقيادة النائب محمد دحلان وهي الجهة المقيمة للمهرجان، بكافة الحضور من الجماهير الفلسطينية وفصائل العمل الوطني والإسلامي، مؤكدةً على أن الزعيم ياسر عرفات سيبقى رمزاً فلسطينياً يسير على نهجه الأجيال، ومن ثم السلام الوطني الفلسطيني.
وكانت اللجنة الوطنية الإسلامية للتنمية والتكافل الاجتماعي "تكافل"، قد أعلنت في وقت سابق أن المهرجان سيتضمن إعلان مراسم الصلح لـ 96 شهيداً من ضحايا الانقسام، وذلك بحضور عدد كبير من الشخصيات الوطنية والإسلامية والفصائل الفلسطينية وضحايا الانقسام.
بدوره، تحدث القيادي في التيار الإصلاحي لحركة فتح، النائب في المجلس التشريعي ماجد أبو شمالة عن مناقب الرمز الراحل ياسر عرفات، حيث كان لا يؤرقه قرارًا عربيًا أو دوليًا، وصورته شامخة في المجلس الوطني، وكان بمثابة الأب الحاضن للشهداء والقائد الثائر.
وقال أبو شمالة: " إننا ماضون لآراء وطنية واستراتيجية، حتى تصبح النزاعات خلف ظهورنا، ونسير على خطى القادة الشهداء لاستكمال المصالحة المجتمعية، بحيث تقرر احقاق مصالحة مجتمعية لـ 100 عائلة فلسطينية".
وتابع أبو شمالة، " أن المصالحة الوطنية ليست استلامًا للمعابر من قبل السلطة التنفيذية فقط، بل هي تفعيل لدور السلطات الثلاث "التشريعية والتنفيذية والقضائية"، ويجب أن تقوم المصالحة على الشراكة الوطنية، وتمكين المجلس التشريعي وإعادة تفعيله".
وحول المصالحة المجتمعية، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، أنها تمثل لوحة عظية تبث روح التسامح والثبات والأخوة والصفاء، موجهًا التحية لعوائل الشهداء اللذين قدموا أبنائهم فداءً لفلسطين.
وأضاف الحية: أن "أبو عمار" ليس فتحاويًا فقط بل فلسطينًا ويعتبر قامة عظيمة، كما رفيق دربه الشيخ مؤسس حركة حماس أحمد الياسين، فقيادتنا تمثّل الثورة والوطنية الخالصة، ونحن على دربهم سائرون.
وأردف: "نحن اليوم أمناء على تطبيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، ونسير فيها بكل مسؤولية ليشعر بها الجميع، ويجب أن تقوم على قاعدة الشراكة في العمل، لأن فلسطين تحتاج كل جهد عربي وإسلامي وفلسطيني، موجهًا الشكر لكل من دعم المصالحة خصوصًا مصر الشقيقة، لما بذلته من جهد مميز".\
وأعلن المتحدث باسم عوائل الشهداء محمد الفرا، أنه تمّ العفو عن الحق الثابت شرعًا وقانونًا، استجابةً لقول الله عز وجل: "إنما المؤمنون أخوة وأصلحوا بين أخويكم"، موجهًا الشكر لكل من قام بالجهد الوطني والإخلاقي في طور إحقاق المصالحة المجتمعية.
ودعا السلطة الفلسطينية والحكومة وسائر الفصائل، إلى تكريس جهدهم لتطبيق بنود المصالحة بما يخدم مصلحة الوطن، مؤكدًا ضرورة المحافظة على الثوابت الدينية والوطنية.
ويذكر أن عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة فتح البرلمانية، النائب أشرف جمعة، أكد في وقتٍ سابق أن المهرجان الذين ستقيمه اللجنة العليا للمصالحة المجتمعية، سيتم خلاله تكريم 96 شهيداً من ضحايا الانقسام الفلسطيني، على شرف إحياء الذكرى الثالثة عشر لاستشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات.