هناك معتقدات قديمة في بعض المجتمعات تفترض أنّ المرأة هي التي تحدِّد جنس المولود، وقد كان الأمر يتطوّر إلى حدوث خلافات وحالات طلاق أو الزواج الثاني، بحيث يهدف الرجل إلى تجربة حظه مع امرأة أخرى، ظناً منه أن زوجته لا تنجب إلا الإناث.
فمن هو برأي الدراسات العلمية المسؤول عن تحديد جنس الجنين، الرجل أو المرأة؟
الكروموسومات هي المسؤولة..!
بحسب الدراسات العلمية، تبيّن أنّ المرأة بريئة من التهم التي تُوجَّه إليها بالنسبة إلى تحديد نوع الجنين الذي يتكوّن في أحشائها، وأنها فقط متلقية في ما خص هذا الموضوع، أما المسؤولية الأساسية فهي تقع على عاتق كروموسومات الرجل. كيف ولماذا؟
تتكوّن الكروموسومات أي الصبغيات الموجودة في جسم الإنسان من 46 كروموسوم، مقسّمة إلى 23 زوجاً، 22 زوجاً منها مهمتها تنظيم الجسم ونقل الصفات الوراثية من الأهل إلى الجنين، بينما زوج واحد من بيها مسؤول عن تحديد جنس الجنين عندما يحصل الحمل. وهذه الصبغيات التي تحدد نوع الجنين تختلف تركيبتها بين الرجل والمرأة، فصبغيا المرأة تتكوّن من XX أما صبغيات الرجل فهي عبارة عن XY.
كل واحد من الحيوانات المنوية عند الرجل يحمل كروموسوم واحد، وكل بويضة عند المرأة تحمل أيضاً كروموسوم واحد، لكن وبما أن المرأة لديها XX، بالتالي الكروموسوم الموجود في البويضة هو بالتأكيد X، بينما يمكن لكروموسوم الحيوان المنوي الذي يلقح البويضة أن يكون X أو Y.
عند التلقيح، إذا وصل الحيوان المنوي ذي الكروموسوم Y إلى البويضة أولاً، فإن النتيجة تصبح XY والمولود يكون ذكراً، أما إذا وصل الكروموسوم X إلى البويضة، لتصبح النتيجة XX، تكون المولودة فتاة. إذاً احتمال الصبي أو الفتاة متعادل بنسبة 50%، وهو يُحَدَّد بحسب كروموسوم الحيوان المنوي.
هل من طريقة لتحديد جنس الجنين؟
تشير الدراسات إلى أنّ كروموسوم Y الخاص بالذكور هو أسرع وأخف وزناً من الكروموسوم X، لذلك هو يصل إلى البويضة بشكل أسرع ولكنه لا يعيش طويلاً في جسم المرأة. ومن جهة أخرى، تكون كروموسومات Y أكبر في الحجم، أثقل وأبطأ ولكنها تعيش لفترة طويلة في جسم المرأة.
لذلك يقال أن الثنائي إذا أراد زيادة احتمال الحمل بصبي، يجب ممارسة الجماع في يوم التبويض، أما إذا أرادا إنجاب فتاة فعليهما بالجماع قبل موعد التبويض بيوم أو يومين. ولكن تبقى هذه الأقاويل بمثابة اعتقادات لا يمكن وصفها بالحقيقة العلمية المثبتة.