لا يتوانَ الاحتلال الإسرائيلي عن تشديد الخناق على صيادي قطاع غزة، من خلال تقليص مساحة الصيد المسموح بها، وممارسة شتى أنواع التعذيب من إطلاق النار صوب قواربهم ومصادرتها وتدميرها، بالإضافة إلى اعتقال أعداد منهم أثناء ممارسة عملهم.
وتتواصل اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي الوحشية بحق صيادي قطاع غزة أثناء تواجدهم في عُرض البحر لمزاولة مهنتهم وتحصيل قوت أطفالهم، والتي كان من بينها تدمير قارب الشقيقين محمد وحسن مقداد واعتقالهما أثناء ممارسة عملهم ببحر غزة.
"محمد وحسن" تعرضا قبل أيام لشتى أنواع الإرهاب والإجرام الإسرائيلي، من خلال تدمير قارب تعتاش منه أسرة كبيرة، عدا عن إصابتهما بجراح بعد أن أمطرت زوارق الاحتلال قاربهما بالرصاص، واقتادتهم إلى مراكز التحقيق.
مراسل وكالة "خبر" التقى بهما داخل منزلهما في مخيم الشاطئ شمال غرب مدينة غزة، وقال محمد: "نحن كنا ذاهبين للصيد ككل يوم وفوجئنا ونحن في المسافة المسموحة للصيد مقابل شاطئ بحر غزة على بعد 4 أميال، بدء الزوارق الإسرائيلية بملاحقتنا وإطلاق النار الكثيف على مراكبنا، الأمر الذي نجم عنهإصابة الزورق وإصابتي أنا وشقيقي بالرصاص الحي والمطاطي".
وتابع: "بالرغم من إصابتنا والدماء تسيل من جسدنا إلى أننا رفضنا خلع ملابسنا بالكامل والقفز بداخل البحر كما طلب الاحتلال منا، الأمر الذي أدى إلى غضب الجندي وقال لي سأطلق النار على رأسك إن رفضت النزول بالماء، فقفزنا والدماء تسيل من كل مكان، على الرغم من أني أخبرت الجنود بأننا لسنا مقاومين ونعمل بمهنة الصيد لنجلب قوت أطفالنا".
وأضاف: "تم اعتقالنا وتم تربيط أيادينا وإغماء عيوننا إلى درجة أنني كدت أن أشعر بالاختناق، ولم تشفع الدماء التي تسيل من قدمي لدي أمام الجنود الذين استمروا بمعاملتي بكل هنجعية وإجرام".
واستطرد محمد قائلاً: "تم اصطحابنا نحن وقاربنا إلى ميناء سدود، وتم الإفراج عن شقيقي الساعة الثانية عشر ليلاً وإرساله إلى معبر بيت حانون، وأنا تم إرسالي إلى مستشفى سوروكا الإسرائيلي لتلقي العلاج".
أما حسن، فقال لمراسل وكالة "خبر" وهو أصيب برصاص الاحتلال أيضاً ، إن "الاحتلال صادر مركبنا ومعداتنا وأجهزتنا والشباك التي نعمل من خلالها، وقيمة هذه المعدات المالية كبير جداً وقد يصل إلى 10 ألاف دينار أردني".
وأضاف حسن "أنا وأخي نعيل أسرة مكونة من 12 شخص، وصيد الأسماك هي التي تلبي احتياجاتنا المنزلية، ونحن الآن لان نعلم كيف ستسير بنا الحياة وكيف سنطعم أولادنا"، مطالباً المؤسسات الحقوقية والدولية بتقديم التعويض لهما ولو بجزء يسير.
يشار إلى أن صيادي "غزة" يمارسون أعمالهم غير مكترثين للمخاطر اليومية التي تُحدق بهم لهدفٍ واحد هو توفير لقمة العيش لعائلاتهم، ويبلغ عدد الصيادين في قطاع غزة قرابة (3700) صياداً، يملكون حوالي (700) مركباً، كما يعتاش من هذه المهنة ما يقدر بـ(70.000) مواطناً.