أظهرت بروتوكولات سرية للحكومة الإسرائيلية في أعقاب حرب الأيام الستة عام 1967 تخطيطها لتهجير الفلسطينيين، وذلك خشية ازدياد عددهم بشكل يهدد فكرة "الدولة اليهودية".
ووفقًا لما سمح بنشره اليوم الخميس من تلك البروتوكولات فقد اقترح رئيس الوزراء آنذاك "ليفي أشكول" ووزير جيشه "موشي ديان" تشجيع هجرة الفلسطينيين للخارج عبر فرص عمل انطلاقًا من مبدأ عدم رغبة من يهاجر بالعودة إلى فلسطين وهذا ما حصل بالفعل.
فقد هاجر عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة بعد الحرب إلى دول الخليج والدول العربية والعالمية الأخرى وفقدوا هوياتهم وتحولوا إلى لاجئين.
كما جرى اقتراح قطع المياه عن قطاع غزة لإجبار من تبقى فيه على الهجرة، إذ اعتبر "ديان" أن 100 ألف فقط من سكانه البالغ في حينه 400 ألف هم سكان غزة الفعليين والباقي لاجئين، ويتوجب إخراجهم من هناك بتسوية ما ومن بين الأفكار التي طرحت تهجيرهم إلى الأردن.
وفيما يتعلق بالسيطرة العسكرية على الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال اقترح "ديان" عدم إدخال الجيش إلى المدن الفلسطينية واحتفاظه بمواقع مفصلية خارجها.
وتحدث عن مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، وقال إنه "ليس من المفيد إدخال الجيش للتدخل في حياة الفلسطينيين وبالإمكان تمركزهم على التلال المشرفة عليها.. وهذا ما حصل فعلياً بعد اتفاقية أوسلو".
وشهد الخامس من حزيران/يونيو عام 1967، هجومًا مباغتًا لسلاح الجو الإسرائيلي على قواعد سلاح الجو المصري بسيناء، إيذانا باندلاع شرارة حرب "الأيام الستة"، كما تسميها "إسرائيل"، والمعروفة عربيًا بـ"النكسة". وكان ذلك الهجوم، النقطة الفاصلة بعد ثلاثة أسابيع، من التوتر المتزايد بين "إسرائيل" وكل من مصر، والأردن، وسـوريا.
وأطلق الإسرائيليون اسم "الأيام الستة"، على الحرب نظرا لتفاخرهم بأنها استغرقت هذه المدة الزمنية القليلة فقط في هزيمة الجيوش العربية.
وخلال تلك الحرب احتلت "إسرائيل" الضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء والجولان، وامتدت من 5 إلى 10 حزيران/يونيو، وأدت إلى مقتل نحو 20 ألف عربي و800 إسرائيلي، وتدمير من 70 -80% من العتاد الحربي في الدول العربية مقابل 2-5% في "إسرائيل"، وفق إحصائيات إسرائيلية.
وترتب على "النكسة"، وفق إحصائيات فلسطينية تهجير نحو 300 ألف فلسطيني من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، معظمهم نزحوا إلى الأردن، ومحو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية المحتلة.
وأسفرت عن احتلال "إسرائيل" للضفة الغربية وشرقي القدس وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء المصرية، والجولان السوري. ولم تنته تبعات حرب 1967 حتى اليوم، إذ لا تزال تحتلّ الضفة الغربية، كما أنها ضمت القدس والجولان لحدودها.
وأدت حرب 67 إلى فصل الضفة الغربيّة عن السيادة الأردنيّة، وقبول العرب منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 بمبدأ "الأرض مقابل السلام"، الذي ينصّ على العودة لما قبل حدود الحرب لقاء اعتراف العرب بـ"إسرائيل". وصدر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار 242 بنوفمبر عام 1967 الذي يدعو "إسرائيل" إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في حزيران/يونيو عام 1967.
وفي عام 1982 أكملت "إسرائيل" انسحابها من سيناء بموجب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، وظل قطاع غزة تحت الحكم العسكري الإسرائيلي.
وعقب توقيع منظمة التحرير اتفاقية أوسلو للسلام مع "إسرائيل" عام 1993، دخلت السلطة إلى بعض مناطق قطاع غزة. وعقب تطبيق خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل أريئيل شارون للانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة، تم إزالة جميع المستوطنات الإسرائيلية (22 مستوطنة).