شاركت دولة فلسطين في مؤتمر الأطراف الثالث والعشرين لإتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ والذي عقد في مدينة بون الالمانية في الفترة من 6-17 نوفمبر، بهدف الاتفاق على حزمة الآليات التنفيذية لإتفاقية باريس .
وشارك الوفد برئاسة السفير د. رياض منصور، مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة و د. خلود ادعيبس، سفيرة فلسطين لدى ألمانيا ونضال كاتبة نقطة الاتصال الوطنية في سلطة جودة البيئة، في الاجتماعات بهدف ضمان حصول فلسطين على الحق في التمكين فيما يخص وسائل التنفيذ وهي التمويل وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا.
وكانت فلسطين الدولة الوحيدة التي طلبت الكلمة في افتتاح مؤتمر الأطراف ، وقدمها د. رياض منصور في الاجتماع رفيع المستوى مؤكدا على التزام فلسطين باتفاقية باريس وحرصها على تحقيق اهدافها والذي أكد عليه سيادة الرئيس في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.
وأشار منصور إلى الإنجازات العديدة التي حققتها فلسطين خلال فترة قياسية وإلى الخطط الطموحة التي وردت ضمن تقرير المساهمات المحددة وطنيا مؤكدا الى أهمية دعم فلسطين ومساندتها لتحقيق هذه الأهداف على قاعدة المشاركة في المسؤولية والعمل المشترك .
وشدد منصور على أن الاحتلال الإسرائيلي يحد من قدرة فلسطين على تنفيذ الخطط الوطنية في مجال التكيف مع الآثار السلبية لظاهرة تغير المناخ.
وتم انتخاب فلسطين ممثلا عن منطقة آسيا والباسفيك لعضوية اللجنة التنفيذية لآلية وارسو الدولية للأضرار والخسائر والتي تعتبر اللجنة التوجيهية على المستوى الدولي التي تضخ الخطط التوجيهية فيما يخص الأضرار والخسائر الناتجة عن ظاهرة تغير المناخ، وتعتبر هذه المرة الأولى التي تشارك فيها فلسطين في الأجسام التنفيذية للإتفاقية مما يعزز من دورها الدولي ويمكنها من المشاركة بفعالية في الجهود الدولية الحثيثة للتعامل مع ظاهرة تغير المناخ.
وعلى هامش المؤتمر ، عقد د. منصور العديد من الاجتماعات مع رؤساء الوفود المشاركين ، وشارك في الاجتماع الوزاري العربي، مشيرا خلاله إلى أهم الإنجازات التي تم تحقيقها وأهم التحديات التي تواجهها فلسطين.
وعقد الوفد العديد من الاجتماعات الثنائية بهدف تمكين فلسطين من تنفيذ الخطط الوطنية في مجال التغير المناخي، بالإضافة الى اجتماعه مع صندوق المناخ الأخضر والذي وافق على مشروعين لدولة فلسطين في مجال تكنولوجيا المناخ ورفع القدرات في مجال التمويل.
واجتمع الوفد مع ممثلي الصندوق الدولي للتنمية الزراعية والوكالة الفرنسية للتنمية وشبكة ومركز تكنولوجيا المناخ ، ومع رئيس الوفد البلجيكي بمشاركة بعض الخبراء بهدف الطلب من بلجيكا مواصلة الدعم بما يضمن تنفيذ المشروع الوطني الطموح حول بناء القدرات والذي يستمر لعدة سنوات ويغطي جميع القطاعات ويستهدف جميع الشركاء في الوطن.
وافتتح المؤتمر بكلمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس والرئيس الألماني شتانمير والمستشارة الألمانية ميركل والرئيس الفرنسي ماكرون ، الذين أكدوا على أن العمل الدولي في مجال تغير المناخ والمضي قدما في تحقيق أهداف اتفاقية باريس قرارا لا رجعة عنه وأن على الجميع بذل كل جهد ممكن في هذا الاتجاه. وان عدم أخذ الإجراءات الجادة والجدية في الوقت المناسب سيؤدى إلى آثار كارثية لا يمكن تفاديها أو السيطرة عليها.
وشارك في الجزء رفيع المستوى العديد من رؤساء الدول الذين أكدوا في كلماتهم على خطورة ظاهرة تغير المناخ وضرورة تكاثف الجهود الدولية للتصدي لها بحزم وجدية وفعالية قبل فوات الأوان.
ويذكر بان الاجتماعات التنسيقية للمؤتمر بدأت في الثاني من الشهر الحالي باجتماعات مكثفة لمجموعة ال77 والصين والمجموعة العربية ، وعقد العديد من الاجتماعات الهادفة إلى تقريب وجهات النظر قبل عقد المؤتمر.
وانهى المؤتمر أعماله بالاتفاق على جميع القضايا التي تجعل من تنفيذ اتفاقية باريس وتحقيق أهدافها ممكنا وقابل للتنفيذ من خلال تضامن جميع الدول وخصوصا النعية منها التي كانت السبب في حدوث الظاهرة وما نجم عنها من آثار كارثية شهدها العالم على شكل أعاصير وفيضانات وجفاف وغيرها من الظواهر المناخية المتطرفة والعنيفة والتي راح ضحيتها الآلاف في العديد من دول العالم.
ويذكر بان اتفاقية باريس هي التي وضعت الأسس والإطار العام لإتفاقية عادلة وطموحة تهدف إلى الحد من ارتفاق درجة حرارة الكرة الأرضية والحد من الآثار السلبية لتغير المناخ، وسيتم اعتمادها في المؤتمر القادم في بولندا.