اعتمد المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة، في ختام أعمال دورته العاشرة في العاصمة السودانية الخرطوم، عددا من التقارير والقرارات والوثائق لتحقيق تنمية ثقافية مستدامة لمدن المستقبل في العالم الإسلامي، وفي هذا الإطار اعتمد المؤتمر "الإعلان الإسلامي حول حماية التراث الثقافي في العالم الإسلامي".
وأعلن المؤتمر سنة 2019 سنة للتراث في العالم الإسلامي، تزامناً مع الاحتفاء بالقدس الشريف عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2019، وحث جهات الاختصاص فيها على برمجة مجموعة من البرامج والأنشطة لفائدة القدس الشريف، تزامناً مع حلول الذكرى الخمسين لجريمة إحراق المسجد الأقصى.
ودعا المؤتمر جهات الاختصاص في الدول الأعضاء التي تم اختيار عواصم الثقافة الإسلامية بها في العام 2019، إلى إعلان توأمة هذه العواصم مع مدينة القدس الشريف، واستضافة أسبوع خاص بمدينة القدس الشريف فيها ضمن البرنامج السنوي للاحتفالية.
ودعا المؤتمر إلى مضاعفة الجهود وتعزيز الإجراءات العملية المتعلقة بالمحافظة على التراث الثقافي المادي وغير المادي وحمايته، في ضوء المواثيق والقرارات الدولية ذات الصلة، وحث الدول الأعضاء على اعتماد الأيام الوطنية المفتوحة للتراث لتمكين المواطنين من زيارة المآثر التاريخية والمعالم التراثية والمتاحف بالمجان، قصد التوعية بأهمية التراث والتربية على المحافظة عليه.
ودعا المؤتمر، الإيسيسكو إلى تفعيل مضامين الإعلان الإسلامي حول حماية التراث الثقافي في العالم الإسلامي، والتعريف به والاستثمار الرشيد والمستدام فيه، مؤكداً على دور الإيسيسكو المركزي والأساس في حماية التراث الثقافي في العالم الإسلامي، وعلى إسهام مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا).
واعتمد المؤتمر تقرير المدير العام حول تنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي، وأكد تكليف الإيسيسكو بمواصلة تنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي، بالتنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي وبالتعاون مع أجهزتها الفرعية المعنية، والدول الأعضاء، والمنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة، ودعاها إلى تحيين الاستراتيجية بصفة دورية كلما دعت الحاجة لذلك.
واعتمد المؤتمر الصيغة المعدلة للاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي، ودعا الدول الأعضاء إلى الاسترشاد بالمضامين والتوجهات العامة للاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي في صيغتها المعدلة المعتمدة، عند وضع الخطط الوطنية الثقافية، ومضاعفة الجهود للتعريف بهذه الاستراتيجية الثقافية في الأوساط الثقافية وهيئات المجتمع المدني المعنية في الدول الأعضاء.
ودعا المدير العام للإيسيسكو إلى إعداد برامج وأنشطة تربوية وعلمية وثقافية لفائدة الدول الأعضاء والمسلمين خارج العالم الإسلامي، انطلاقاً من مضامين وتوجهات هذه الاستراتيجية في صيغتها المعدلة، واعتمد المؤتمر وثيقة المبادئ التوجيهية بشأن الثقافة والمدينة، ودعا أيضا إلى تعزيز الاهتمام بإدراج البعد التنموي للثقافة في سياسات المدينة والبعد الثقافي في التنمية المستدامة في الدول الأعضاء، من خلال التعريف الواسع بمضامين هذه الوثيقة، وتفعيل التنسيق مع القطاعات الحكومية المعنية والسلطات المحلية للمدن والجماعات الترابية.
كما دعا المدير العام للإيسيسكو، إلى إطلاق جائزة أفضل مشروع ثقافي في عواصم الثقافة الإسلامية، والإعلان عن المشروع الفائز ابتداء من الدورة الحادية عشرة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة.
واعتمد المؤتمر مشروع دراسة توجيهية حول المؤشرات الثقافية للتنمية، ورحب بطلب جمهورية السودان إنشاء مركز سنار الإقليمي لإدارة الحوار والتنوع الثقافي كمؤسسة مستقلة تعمل في إطار الإيسيسكو وتحت إشرافها، وتمول من قبل الحكومة السودانية، ودعا الإيسيسكو إلى توسيع هذه التجربة مستقبلا مع الدول الأعضاء المحتفى بمدنها عواصم للثقافة الإسلامية في إطار مشروع مراكز الإيسيسكو لعواصم الثقافة الإسلامية.
ووافق المؤتمر على عقد الدورة الحادية عشر للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة في تونس في الثامن والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2019، بمناسبة اختيار مدينة تونس عاصمة ثانية للثقافة الإسلامية عن المنطقة العربية لعام 2019. ورحب باختيار مدينة المُحَرّق البحرينية عاصمة للثقافة الإسلامية عن المنطقة العربية لعام 2018، بدلاً من مدينة المنامة، بناءً على طلب مملكة البحرين، وبطلبها عقد دورة استثنائية للمؤتمر في الثامن والعشرين من نوفمبر 2018.
من ناحية أخرى، اعتمد المؤتمر تعيين أعضاء لجنة التراث في العالم الإسلامي مدتها أربع سنوات، غير قابلة للتجديد. وتضم اللجنة في عضويتها ممثلي كل من: الكويت، والعراق، وموريتانيا، وإندونيسيا، وباكستان وأوزبكستان، والكاميرون، وكوت ديفوار، ونيجيريا.
واعتمد المؤتمر تعيين أعضاء المجلس الاستشاري للتنمية الثقافية في العالم الإسلامي لفترة مدتها سنتان، قابلة للتجديد مرة واحدة. ويضم المجلس في عضويته ممثلي كل من: الأردن، والبحرين ، وجزر القمر، وطاجيكستان، وتركيا، وكازاخستان، وتوغو، وسيراليون، والنيجر. كما يضم المجلس أعضاء استحقاقيين هم: السودان (رئيس المؤتمر الإسلامي العاشر لوزراء الثقافة)، والسعودية (مقر منظمة التعاون الإسلامي)، والمغرب (مقر منظمة الإيسيسكو)، والسنغال (رئيس الكومياك)، ودولة فلسطين (بلد القدس الشريف)، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، التي تقوم بمهام أمانة المجلس.