وبدائل فشل المصالحة

تحليل هل تكون المواجهة العسكرية بديلاً عن تعثر لقاءات القاهرة؟!

بدائل فشل حوارات "القاهرة" وهل تكون المواجهة العسكرية وجهة "حماس" القادمة؟!
حجم الخط

أنهت الفصائل الفلسطينية لقاءًا موسعاً شاركت فيه مختلف القوى بالعاصمة المصرية القاهرة، لبحث ملف المصالحة وإنهاء الانقسام المتواصل منذ أكثر من أحد عشر عاماً، واستكمال الاتفاق الموقع بين حركتي فتح وحماس برعاية مصرية في 12 أكتوبر المنصرم.

وتلت الفصائل بنود البيان النهائي للقاءات استمرت يومين لبحث كافة الملفات العالقة بما فيها الأمن وتسلم الحكومة والحريات والانتخابات والموظفين، وذلك وفقاً لما أعلنت عنه الفصائل المشاركة قبيل انعقاد اللقاءات، إلا أن ما حملته البنود لم يرتقي لتطلعات وآمال الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة منذ سنوات، ولم يتم بموجب هذه اللقاءات وقف العقوبات التي فرضها الرئيس على القطاع.

وعلى الرغم من انعقاد اللقاءات والخروج ببيان ختامي، إلا أن المحللون والكتاب والمراقبون لمجريات اللقاءات أجزموا أن تحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس أمر صعب في الوقت الراهن، وذلك على الرغم من توصل الحركتين لعدة اتفاقات في عدة عواصم عربية كان آخرها القاهرة.

جولات الحوار

قال الباحث والمحلل السياسي حسن عبدو، إن جولات المصالحة في القاهرة  لم تُلبي أي من طموحات الشعب الفلسطيني، نظراً للضغوط الدولية والإقليمية على السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أن وفد حركة فتح ذهب لحوارات القاهرة دون الحصول على تفويض كامل بالوصول إلى اتفاق نهائي.

من جانبه، أكد المحلل السياسي مصطفى الصواف، على أن بيان الفصائل الختامي بالقاهرة لم يرتقي إلى طموحات الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن البيان لم يكن بمثابة بارقة أمل لمن كان ينتظر بشغف إنهاء الانقسام، خاصة أنه تم الإعلان عن لقاءات قادمة تمتد للعام القادم.

وبيّن عبدو، أن اللقاءات وضعت خمسة ملفات رئيسية على طاولة البحث، إلا أن وفد حركة فتح تمسك بقضية تمكين الحكومة في قطاع غزة بشكل مبدئي، دون بحث أيٍ من الملفات الأخرى.  

ولفت الصواف، إلى أن مصر لا ترغب بإعلان فشل المصالحة، وأردات أن تبقي الحوارات مستمرة، لأنها تعي تمام الوعي بأن ترامب يسعى لتصفية القضية الفلسطينية، مضيفاً أن مصر تلعب الدور الأكبر في إفشال المساعي الأمريكية كونها أقوى دولة عربية بالمنطقة.

وبيّن عبدو، أن الفصائل الفلسطينية لا تريد تسجيل أي فشل للجهود المصرية ولا تريد أيضاً إغلاق ملف المصالحة، لذلك فإن سعيها تركز على عدم إفشال المصالحة، حيث إن المضي بالمصالحة في خطوات بطيئة أفضل من إفشالها.

وقال الصواف، إن مشوار حركة حماس في خطوات المصالحة ما زال طويلاً، لأن الرئيس لا يرغب بإتمام المصالحة والاستمرار في التسويف والمماطلة، موضحاً أن الفصائل سعت لعدم قطع الطريق على المصالحة.

 المواجهة العسكرية كبديل للفشل

ورأى الخبير في الشؤون العسكرية، اللواء واصف عريقات، أن الأوضاع الراهنة غير مهيأة للمواجهة العسكرية، مشيراً إلى أن الاحتلال هو من يُصدر أزماته الداخلية بشن الحروب على قطاع غزة.

وأشار عبدو، إلى أن أطرافاً إقليمية ودولية  تتعاون مع إسرائيل لدفع الفصائل نحو الانفجار في اتخاذ قرار الحرب، مؤكداً على أن حركة حماس  تعي ذلك جيداً وتعمل على إفشال المخططات الإسرائيلية، بعدم الانجرارنحو مواجهة عسكرية.

وأكد عريقات، على أن المقاومة الفلسطينية تُدافع عن شعبها ولا تُصدر الأزمات الداخلية بمواجهة عسكرية مع إسرائيل، لذلك فإن قرار الحرب غير وارد وليس أي داعي، مبيّناً أن المقاومة وجدت لحماية أبناء الشعب الفلسطيني.

وقال عبدو، إننا "نشاهد الحريري في لبنان كيف نجح في التخلص من الضغوط الدولية، لذلك نتمنى من الرئيس محمود عباس ألا يخضع للابتزاز الإسرائيلي وأن يستجيب لنداء الشارع الفلسطيني بإتمام الوحدة الوطنية وإنقاذ قطاع غزة من مربع الفوضى".

بدائل حماس

وأكد الصواف، على أنه في حال فشل جهود المصالحة بشكلٍ قطعي، فإن حركة حماس ستلجأ للقوى الفلسطينية والشعب  لتلبية احتياجات القطاع والخروج من الأزمات الراهنة.

في حين، أشار عبدو إلى أن حماس تربطها علاقة متينة بالنائب الفتحاوي محمد دحلان، ولكنها لن تخرج عن مربع المصالحة، ولن يكون لها بديل آخر، مبيّناً أن مصر كانت وستبقى الحضن الدافئ للقضية الفلسطينية، وستسعى بقدر الإمكان لإنهاء الانقسام. 

ورأى الصواف ،أن إسرائيل اتخذت قرار الحرب على غزة، ولكنها لا تريد البدء في المواجهة، لكي لا تعطي مبررات لأي حديث دولي وعاملي، مُشدّداً على أن المقاومة تُدرك ذلك جيداً وتستعد للمواجهة المقبلة.