اعترف مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق مايكل فلين، في تصريح أمس الجمعة، بأنه طلب من روسيا تأجيل تصويت في الأمم المتحدة ينظر إليه على أنه يضر بـ "إسرائيل"، لكن دبلوماسيين قالوا إنها لم تكن الدولة الوحيدة التي ضغط عليها فلين والمستشار الرئاسي جيرارد كوشنير.
وثمة قانون يسمى لوجان ويعود لعام 1799 يحظر على المواطنين الأمريكيين غير المصرح لهم، ومن بينهم ترمب وفلين وكوشنر في ذلك الحين، التفاوض مع حكومات أجنبية.
وقال دبلوماسيون مطلعون على المحادثات وطلبوا عدم نشر أسمائهم إن فلين، في الساعات التي سبقت تصويت مجلس الأمن الدولي (15 عضوًا) يوم 23 ديسمبر الماضي، اتصل ببعثتي أوروجواي وماليزيا بينما تحدث كوشنر مع السفير البريطاني لدى الولايات المتحدة كيم دارو.
وجرت عملية الضغط قبل أن يتولى الرئيس دونالد ترمب المعروف بخطابه المؤيد لـ "إسرائيل" في 20 يناير الماضي.
ولم تفلح عملية الضغط إذ وافق مجلس الأمن الدولي على قرار يطالب بإنهاء البناء الاستيطاني الإسرائيلي على أراضي عام 67، وجرى التصويت بموافقة 14 عضوا وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت.
وتوجت الجهود المبذولة باسم "إسرائيل" عدة أيام من الدبلوماسية غير العادية؛ ففي خطوة مفاجئة يوم 21 ديسمبر الماضي دعت مصر إلى تصويت في اليوم التالي على مشروع القرار مما دفع ترمب و"إسرائيل" لحث واشنطن على استخدام حق النقض (الفيتو) ضد نص مشروع القرار.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لوكالة "رويترز"، إن مسؤولين إسرائيليين تواصلوا مع فريق ترامب الانتقالي على مستوى رفيع لطلب المساعدة بعد أن أخفقوا في إقناع إدارة الرئيس باراك أوباما في استخدام الفيتو ضد مشروع القرار.
وذكرت وثائق قضائية، كشف عنها أمس، أن أحد أعضاء فريق ترامب الانتقالي، الذي قالت مصادر فيما بعد إنه كوشنر صهر ترامب، طلب من فلين يوم 22 ديسمبر التواصل مع مسؤولين من حكومات أجنبية بما في ذلك روسيا لإقناعهم بتأجيل التصويت أو استخدام الفيتو ضد القرار.
وكشفت الوثائق القضائية أن فلين تحدث مع السفير الروسي لدى الولايات المتحدة آنذاك سيرجي كيسلياك في ذلك اليوم وتحدث معه مرة ثانية في اليوم التالي.
كما ناقش ترامب حينها مشروع القرار مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وسحبت مصر مشروع القرار من تصويت المجلس في نفس اليوم.
بعد أن سحبت مصر مشروع القرار، طرحته الدول المشاركة في رعايته وهي نيوزيلندا وماليزيا وفنزويلا والسنغال مرة أخرى للتصويت يوم اليوم التالي (23 ديسمبر 2016).
وفي واشنطن كان كوشنر على اتصال مع السفير البريطاني دارو بينما تحدث فلين مع السفير الروسي كيسلياك للضغط من أجل تأجيل التصويت أو استخدام الفيتو ضد القرار.
وتحتاج الموافقة على أي قرار في مجلس الأمن إلى تأييد تسعة أصوات وعدم استخدام الفيتو من أي دولة من الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس وهي الصين وبريطانيا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة.
وقال دبلوماسيون، إن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، الذي توفي في فبراير الماضي، قال لزملائه خلف الأبواب المغلقة في 23 ديسمبر إنه غير راض بالسرعة التي طرح بها مشروع القرار للتصويت لكنه لم يطلب تأجيل التصويت.
وحاول فلين أيضًا التحدث إلى السفير الماليزي لدى الأمم المتحدة رملان بن إبراهيم لكن إبراهيم لم يستقبل المكالمة.
واتصل أيضًا ببعثة أوروجواي في الأمم المتحدة وتواصل في نهاية المطاف مع نائب السفير لويس بيرموديز، الذي كان قائما بالأعمال، قبل دقائق من التصويت.