حذر رئيس المفوضية العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية لدى الولايات المتحدة حسام زملط، من مغبة اتخاذ الإدارة الأميركية أي خطوة تغير من الوضع القانوني والسياسي لمدينة القدس المحتلة خلافا لما أقرّته الإدارات المتعاقبة بعدم الاعتراف بسيطرة إسرائيل العسكرية على القدس، وتكون بذلك أفقدت نفسها الأهلية لرعاية السلام.
وأضاف زملط خلال لقاء طارئ مع رؤساء المنظمات الفلسطينية والعربية في واشنطن، اليوم الاثنين، لإحاطتهم بآخر التطورات بشأن القدس، إن تنفيذ أي قرار من هذا النوع كارثي، مضيفا أنه فيما تضع الإدارة الأمريكية العراقيل أمام مساعي فلسطين في الأمم المتحدة والنظام الدولي لتثبيت حل الدولتين على حدود 1967، تقوم باتخاذ خطوات أحادية لتدمير حل الدولتين، لأن القدس تحتل الأولوية وأهم مبادئ هذا الحل كونها من قضايا الحل النهائي، الذي لن يتم التوصل إليه بدون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين كاملة السيادة.
وأكد أن خطوة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو نقل السفارة الأميركية للقدس ستخرج الولايات المتحدة من الإجماع الدولي حول مكانة القدس القانونية والسياسية، وتضعها كطرف في المشكلة وليس طرفا في الحل، وهذه الخطوة تشكل ضربة استباقية لمساعي الرئيس ترامب التوصل لسلام عادل وشامل.
وقال زملط إننا لا نخشى على القدس لأن وضعها القانوني والسياسي والمعنوي محمي بشعبها وقيادتها وإجماع العالم، مذكرا بهبة القدس في تموز الماضي والتي شكلت إعلان آخر من الشعب الفلسطيني وقيادته أن للقدس من يحميها، وإنه لشرف عظيم للشعب الفلسطيني وقيادته وممثليه في الخارج أن نحظى بشرف الدفاع عن القدس.
وأطلع زملط المجتمعين على اللقاء العاجل مع البيت الأبيض الذي جرى الأحد، وتم خلاله نقل رسالة من القيادة الفلسطينية بأن أي تغيير في سياسة الولايات المتحدة بشأن القدس سيفقد الولايات المتحدة أهليتها كوسيط في مساعي السلام وسيدمر الأمل في التوصل لسلام عادل وشامل ويجر المنطقة للمزيد من انعدام الاستقرار وسيغذي التطرف.
وتطرق السفير خلال الاجتماع مع رؤساء المنظمات إلى الجهود المتواصلة التي يقوم بها الرئيس محمود عباس من خلال اتصالاته بالرؤساء والملوك العرب وقيادات العالم والمنظمات الإقليمية والدولية مطالبا الجميع بالوقوف عند مسؤولياته.
وقال إن اللقاءات تسير على قدم وساق في واشنطن منذ يوم الجمعة مع العديد من الأطراف الأميركية في الإدارة والكونجرس لإيضاح مخاطر وتداعيات هذه الخطوة، وأن اتصالات على مدار الساعة تجري مع السفراء العرب والدوليين المعتمدين في واشنطن بما فيها اجتماع طارئ لمجلس السفراء العرب، مؤكدا تعاون وتفهم جميع الأطراف حول خطورة المسألة.
وعرض المجتمعون للسفير الفلسطيني برنامج تحركاتهم واتصالاتهم مع المنظمات والمؤسسات الأميركية لحث الإدارة الأميركية على التراجع عن الإقدام على هكذا خطوة.