تميز القوارض الذكية الأصوات التي تتلقاها، ولا تستسلم للهلع فورا لأنها تمتلك صفات خاصة لا تحظى بها الكثير من الحيوانات.
نشرت مجلة "Behavioral Ecology" مقالا علميا عن يقظة السنجاب، تسلط الضوء على دراسة قام بها علماء أحياء من كندا على سناجب أمريكا الشرقية "Tamias striatus"، حيث بينوا في هذا البحث كيف أن هذه السناجب تنصت باهتمام إلى جيرانها وتقيّم الأخطار، من نوعية الأصوات الصادرة عنهم.
فهي لا تقيم وزنا لأصوات أبناء فصيلتها أبدا، لكنها على استعداد للهرب بالسرعة القصوى لدى سماعها أصواتا لحيوانات تشكل خطرا عليها. فهذه السناجب لا تعيش في مجموعات كبيرة، بل تفضل العيش بشكل منفرد. ومع ذلك، تبقى على تواصل مع أبناء جلدتها عبر إشارات مختلفة تطلقها وتفهمها السناجب جميعا، فمنها ما ينبه إلى خطر داهم ومنها ما يدل على أمور يومية عادية لا تقلق هذه المخلوقات بتاتا.
وقام العلماء بدراسة السناجب في بيئتها الأصلية حيث كانوا يرصدون تصرفات هذه القوارض وشدة حرصها وانتباهها لأي صوت أو حركة. كما اتبعوا تصنيفا يقيسون به "مستوى الشجاعة" لكل فرد من مجموعة السناجب التي تمت عليها الدراسة، بتسجيل ملاحظاتهم على الطرق المختلفة لردات فعل هذه القوارض على الأصوات والحركات المفاجئة غير المألوفة.
وفي المرحلة الثانية من التجربة أسمع الباحثون مجموعة السناجب أصواتا مسجلة لمجموعة من الحيوانات منها المسالمة ومنها المفترسة، ولاحظوا الفرق في ردات فعل كل فرد من هذه المجموعة، فمنهم من كان جريئا ولم يهب الأصوات العادية وتحفز فقط لدى سماعه أصواتا يعرفها من قبل حيوانات مفترسة، ومنهم من كان جبانا ويقلق بسهولة لدى سماعه أي صوت غريباستخلص العلماء في نهاية هذه التجربة، أن السناجب تعرف جيرانها في المنطقة التي تعيش فيها جيدا، كما تعرف صفات كل جار على حدة من خلال تمييزها لصوت كل واحد منهم، وتتصرف من هذا المنطلق، إذ أنها لا تعير انتباها بشكل عام لأصوات جيرانها إلا أنها تعرف تماما متى تتأهب بسرعة لدى سماعها صوت مفترس خطر يقرب منها ولا تنخدع عادة بأصوات الخطر الكاذبة.