حالة من الغليان تشهدها الأراضي الفلسطينية والتي تبعت إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مدينة القدس عاصمةً لإسرائيل، تخللها مواجهات على كافة مناطق التماس، وتوتر الأجواء بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، عقب استهداف الطائرات الإسرائيلية مقار مدنية بغزة، أسفرت عن استشهاد مواطنِين وإصابة العشرات.
وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، في بيان أصدرته اليوم الأحد، إن "العدو سيدفع فاتورة حساب عسير على ما اقترف من عدوان وغدر وإجرام بحق شعبنا وأهلنا، وعليه أن يتحسس موضع رأسه، وأن يعلم أنه سيدفع ثمن كسر قواعد الاشتباك مع المقاومة في غزة، وستثبت قادم الأيام للعدو عظيم خطئه وسوء تقديره لإرادة وتصميم المقاومة".
كما لوحت إلى أن صمتها على جرائم الاحتلال لن يطول، قائلةً: "سنجعلهم يعضّون أصابع الندم على تقديرهم الأرعن لصمت المقاومة وطريقة إدارتها للمعركة".
وفي قراءة ما جاء بالبيان، قال المحلل السياسي مصطفى الصواف، إن ما ورد في بيان القسام يُشير إلى نفاذ صبر المقاومة على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ورفض محاولته تغيير قواعد الاشتباك.
ورأى المحلل السياسي وأستاذ جامعة الأمة د. حسام الدجني، إن بيان القسام عبّر عن حالة الغضب التي هي جزءٌ أصيل من حالة الغضب الشعبي الرافض للقرار الأمريكي، ولسلوك الاحتلال تجاه الشعب الفلسطيني.
رسائل البيان
أوضح الصواف، لمراسلة وكالة "خبر"، أن القسام أراد أن يقول للاحتلال: "إن صمت المقاومة على الجرائم ليس ضعفاً، ولكن خيار المواجهة ما زال مبكراً، وأنها تعي تمام الوعي ما يصبو إليه الاحتلال بسعيه إلى جرها نحو مربع الاشتباك وفق القواعد التي يرسمها"، مشيراً إلى أن المقاومة بلغت من الرشد والحكمة ما يمكنها من تفويت الفرصة على الاحتلال وكتابة تاريخ للمواجهة وفق الرؤية التي تخدم مصالح الشعب الفلسطيني.
واعتبر الدجني، أن رسائل البيان وضاحة ومحددة، بأن عداد الصبر بدأ بالنفاذ وأن لحظة الانفجار أصبحت قريبة، لافتاً إلى أن البيان تضمن رسالة مرتبطة بكلمة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الأخيرة، والتي أكد خلالها على أن كافة الخيارات مفتوحة".
خيارات المقاومة
قال الصواف، إن بيان القسام ترك كافة الخيارات مفتوحة للجم العدوان الإسرائيلي، والتأكيد على مطالبة الاحتلال بألا يزيد من جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، لأن المقاومة ستكون له بالمرصاد.
وبيّن الدجني، لمراسلة وكالة "خبر"، أن ما يجري حالياً هو صراع أدمغة مستمرة بين القسام والاحتلال الإسرائيلي، واصفاً ما يحدث الآن على الحدود بربط وتسخين الجبهات.
اكتشاف نفق للمقاومة
واعتقد الصواف، أن الاحتلال يخطط عادةً للقضاء على المقاومة ويريد أن يبرر للعالم أي عدوان سيقوم به على قطاع غزة، ولكن المقاومة أوعى من أن تمنحه هذه الفرصة، لأنها هي صاحبة القرار ولا تنجر وراء ردود الفعل واستفزازات الاحتلال.
وأشار إلى أن المقاومة كان لديها علم باكتشاف النفق المعلن عنه اليوم قبل أسبوعين، موضحاً أنه نفق قديم استخدم خلال عدوان 2014، ولا يشكل أية أهمية بالنسبة للمقاومة.
وأكد الصواف، على أن الاحتلال يسعى لصنع إنجازات وهمية لنفسه، بالإعلان عن اكتشاف أنفاق أو تنفيذ عمليات، خاصة أن يعيش حالة تخوف من ردة فعل المقاومة القادمة.
ولفت إلى أن المقاومة تعي بأن جزءًا من أنفاقها سيتم اكتشافهم، وهو أمر طبيعي خاصة أن الاحتلال لديه إمكانيات حديثة ومتطورة.