عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأحد، عن الأمل في فتح سفارة تركية قريبا في القدس الشرقية بصفتها عاصمة للدولة الفلسطينية، مجددا التنديد باعلان الرئيس الأميركي ترمب في القدس عاصمة لإسرائيل، فيما قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إن بلاده لن تسمح بفرض سياسة الأمر الواقع في مدينة القدس.
وفي السياق، شارك الآلاف في وقفة بالعاصمة التركية أنقرة، اليوم، تضامنا مع شعبنا الفلسطيني.
وصرح أردوغان أثناء خطاب له أمام أعضاء حزبه "العدالة والتنمية" في ولاية قره مان، بحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس": "لأن (المدينة) تحت الاحتلال لا يمكننا الذهاب ببساطة لفتح سفارة فيها"، مضيفا "لكن هذا اليوم قريب بإذن الله (...) وسنفتتح رسميا سفارتنا هناك".
ونقلت وكالة الأناضول عن الرئيس أردوغان، قوله: "سبق وأعلنّا أن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وحاليا يمثل قنصليتنا العامة فيها سفير، ولكن إن شاء الله اقترب اليوم الذي سنفتتح فيه بشكل رسمي سفارة إلى جانب القنصلية".
وجدد الرئيس التركي مهاجمة إعلان نظيره الأميركي الاعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية اليها، واعتبر ذلك ناجما عن "منطق وفكر صهيوني توسعي".
وأضاف أردوغان، أن الدولة العبرية لا يحق لها "استملاك" القدس التي تشكل "عاصمة المسلمين".
وقال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، في كلمته أمام مؤتمر لحزب العدالة والتنمية (الحاكم) بولاية قيريق قلعة، وسط البلاد، إن بلاده لن تسمح بفرض سياسة الأمر الواقع في مدينة القدس، "التي تعد قيمة مشتركة للإنسانية جمعاء".
وشدد على رفض "إعلان أمريكا اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل". وقال: "لا نقبل به".
وشدد رئيس الوزراء التركي على أن بلاده "كانت وما تزال وستبقى إلى جانب المستضعفين والمضطهدين وأصحاب الحق في العالم".
وتابع قائلاً "من الآن فصاعدا نقول إن القدس الشرقية المحتلة هي عاصمة فلسطين".
وبدا الرئيس التركي من أبرز منتقدي اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في 6 كانون الأول/ديسمبر بالاعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل، ودعا في المقابل الدول المسلمة الى الاعتراف في القدس الشرقية عاصمة لفلسطين.
وعلى الخلفية ذاتها، عُقدت قمة "منظمة التعاون الإسلامي" الأربعاء الماضي في إسطنبول، بدعوة من تركيا. ودعت دول العالم إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة فلسطين.
وأمس السبت، قال رئيس الحكومة التركية، بن علي يلدريم، إن قنصلية بلاده العامة في القدس تقوم حاليا بمهمة سفارة فعلية لدى دولة فلسطين.
وفي السياق، شارك الآلاف في وقفة بالعاصمة التركية أنقرة، اليوم الأحد، تضامنا مع الشعب الفلسطيني، وأهالي مدينة القدس المحتلة على وجه الخصوص، في مواجهة إعلان واشنطن الاعتراف في المدينة عاصمة لإسرائيل.
الوقفة نظمتها مجموعة من هيئات المجتمع المدني والنقابات التركية بينها "نقابة الموظفين الحكوميين" و"هيئة الإغاثة التركية"، و"جمعية شباب الأناضول"، و"جمعية جهان نما".
وخلال الوقفة، أكد علي يالجين، رئيس نقابة الموظفين الحكوميين، في كلمة له، على أن القدس ستبقى مدينة مسلمة وعاصمة لدولة فلسطين، مشددا على الوجود الإسرائيلي بها هو عمل إرهابي، واحتلال غير مشروع لأرض فلسطينية.
ولفت يالجين إلى أن القدس أرض مقدسة لجميع شعوب الأمة الإسلامية، وقيمة إنسانية لا تقدر بثمن، مؤكدا أن الأتراك "لن يقفوا صامتين" تجاه منح القدس للإسرائيليين، وأن القدس "لن تكون إلا حرة طال الزمان أو قصر".
ورفع المتظاهرون، المشاركون في الوقفة التضامنية، لافتات عليها عبارات مناهضة للإعلان الأمريكي بخصوص القدس، من قبيل: "القدس عاصمة فلسطين"، كما صدحوا بهتافات مثل "الحرية لفلسطين وللقدس" و"كفاحهم كفاحنا".