تظاهرة ليلية أمام السفارة الأمريكية في العاصمة التشيكية

تظاهرة ليلية أمام السفارة الأمريكية في العاصمة التشيكية
حجم الخط

شهدت العاصمة التشيكية، تظاهرة ليلية، رفضا للاعتراف الأمريكي الأحادي، بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلية

وتجمع مهتمون وناشطون من المتضامنين التشيكيين، وأبناء الجاليات الفلسطينية والعربية والصديقة، في وقفة دعت إليها مبادرة "تجمع من أجل القدس"، في ساحة "مالاسترانا"، قبل أن تترجل للاعتصام أمام السفارة الأمريكية، في قلب الحي التاريخي، بالعاصمة براغ.

وندد المشاركون بقرار الإدارة الأمريكية، الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب، هذا الشهر، بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، والإعلان عن توجهه لنقل سفارة بلاده إليها من تل أيب.

ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، وصورا وشعارات تطالب المجتمع الدولي بالوقوف عند مسؤولياته، والتصدي للقرار الأمريكي، باعتباره وصفة حرب، ستطال تداعياتها المنطقة والعالم.

وهتف المشاركون بعروبة القدس، وهويتها الفلسطينية، وطالبوا الحكومة التشيكية، بالثبات على موقفها الرافض، للخطوة الأمريكية، وعدم الاستجابة لأية ضغوطات إسرائيلية أو أمريكية، بهذا الصدد

من جهتها عبرت الناشطة التشيكية يانا ريدوانوفا، عن غضبها الشديد من القرار الأمريكي، الذي وصفته بالمشين، قائلة أن "ترامب يتصرف مثل إمبراطور ضد الفلسطينيين، وإرادة المجتمع الدولي القائمة على القانون الدولي أصلا .. مثل هذا القرار، ليس لديه أي مستقبل، وقد بدأ ترامب يدرك ذلك".

كما قال أحد منسقي الفعالية، بدر الوريك من دولة الكويت، "أن قضية القدس تهم العرب والمسلمين والمسيحيين، على حد سواء، وهي أكبر من أي وعد ارتجالي، أخطأ في قراءة الجغرافيا، كما أخطأ في قراءة التاريخ".

وأضاف "أن الأمة تستمد عزمها من صمود وثبات المقدسيين خاصة، وأهل فلسطين عامة، وأن حجم الرفض الدولي للخطوة الأمريكية الاستفزازية، يؤكد على أننا نتبنى قضية محقة، ولدنا ونشأنا وسنموت ونحن على أكمل الإيمان بها وبعدالتها".

من جانبه؛ حذر أحد منسقي التظاهرة، رزق حمدان، " من خطورة استدعاء الرموز الدينية الباطلة، والتلفيقات التاريخية المشروخة، التي تتمسح بالقدس، في وعد ترامب، الذي يؤسس لفوضى عارمة، ويهدد الأمن والسلم الدوليين"

وأشار أن "الشعب الفلسطيني، الذي قدم في تاريخه المعاصر، أكثر من 100 ألف شهيد، و250 ألف جريح، ومليون معتقل وأسير، وأشعل سبع ثورات كبرى وانتفاضتين، وخاض عشرات المعارك والحروب في الداخل والخارج، ودفع ضرائب باهظة للحفاظ على هويته الوطنية، قادر بتلاحمه وصموده، على إفشال نزوات العبث السياسي غير المسؤول بمستقبله، وسحق أي مؤامرة تحاول النيل من وجوده وإيمانه".

وشبه المتظاهرون وعد ترامب بمنح القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، بإملاء ميونخ الباطل، الذي تصرفت بموجبه عدة دول كبرى في الأراضي التشيكية، وأهدت قطاعا كبيرا منها، لألمانيا النازية، دون استشارة لأي مواطن أو مسؤول في حكومة تشيكوسلوفاكيا السابقة، عام 1938م.