تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة غدا الخميس جلسة طارئة خاصة للتصويت على مشروع قرار عربي إسلامي بشأن القدس المحتلة بعد يوم من اعتمادها قرارا يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة.
ووافق رئيس الجمعية العامة ميروسلاف لايتشاك على طلب تركيا واليمن لعقد الجلسة الطارئة التي سيتم خلالها التصويت على مشروع قرار يدعو لسحب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعتبار القدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل".
وتنعقد الجلسة الطارئة وفق القرار 377 المعروف بقرار "الاتحاد من أجل السلام"، وعقدت الجمعية العامة عشر جلسات فقط من هذا النوع، كانت آخرها في 2009 بشأن القدس والأراضي الفلسطينية الأخرى المحتلة، وجلسة الغد ستكون استئنافا لجلسة 2009.
وهي تنعقد عقب استخدام الولايات المتحدة حق النقض ضد مشروع قرار تقدمت به مصر بناء على طلب فلسطيني يدعو أيضا لإبطال قرار ترمب، ورغم أن المشروع حصل على أغلبية ساحقة فإنه سقط جراء استخدام الفيتو.
وتقدم اليمن وتركيا بطلب عقد الجلسة الطارئة في الجمعية العامة نيابة عن المجموعة العربية في الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، وكانت قيادة السلطة الفلسطينية أعلنت عقب الفيتو الأميركي أنها ستلجأ للجمعية العامة، وهو نفس ما قررته تركيا.
وعلى غرار مشروع القرار المصري، لا يذكر مشروع القرار الذي تم توزيعه في الجمعية العامة قرار ترمب بشأن القدس، لكنه يعرب عن "الأسف العميق حول القرارات الأخيرة المتعلقة بوضع القدس".
وتوقع السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور أن يحصل المشروع على تأييد واسع جدا، وقال إن القدس موضوع يجب أن يحل من خلال المفاوضات. وأضاف أن "الجمعية العامة ستقول وبدون خوف من الفيتو إن المجموعة الدولية ترفض قبول موقف الولايات المتحدة أحادي الجانب".
وكانت السفيرة الأميركية نيكي هيلي وصفت التصويت في مجلس الأمن بأنه "إهانة"، وحذرت من أن الولايات المتحدة لن تنسى ما حصل. وفي ما بدا تهديداً للدول التي ستدعم مشروع القرار العربي الإسلامي بالجمعية العامة غدا، قالت هيلي "يوم الخميس سيكون هناك تصويت ينتقد خيارنا؛ الولايات المتحدة ستأخذ الأسماء".
قرار أممي
وكانت الجمعية العامة اعتمدت بالأغلبية قراراً يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة.
وصوتت لصالح القرار 176 دولة، فيما صوتت ضده سبع دول، بينها الولايات المتحدة وكندا وإسرائيل، كما امتنعت أربع دول عن التصويت، ويدعو القرار جميع الدول والمنظمات إلى مساعدة الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال أمس الثلاثاء إن تأييد الثلثين في الجمعية العامة سيعني فعليا رفض القرار الذي اتخذه مجلس الأمن، في إشارة إلى الفيتو الأميركي.
من جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن الدول العربية ستطلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة تمرير قرار "ملزم" يدين الاعتراف بالقدس "عاصمة لإسرائيل".