انطلقت صباح اليوم السبت، أعمال مؤتمر القدس العلمي الحادي عشر بعنوان: "الأبعاد الاستراتيجية لقضية القدس وآليات استنهاض الأمة للدفاع عنها" والذي تنظمه مؤسسة القدس الدولية.
وكشف رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، خلال كلمته بالمؤتمر، السبت عن وجود معلومات من بعض المطلعين تفيد بأن الإدارة الأمريكية قد تُقدم على قرارات جديدة تتعلق بمدينة القدس المحتلة، والقضية الفلسطينية منها الاعتراف بيهودية دولة الاحتلال وضم المستوطنات للكيان وشطب حق العودة".
وأضاف: "علينا مقابل هذه المعلومات أن نصنع الموقف، وبناء استراتيجية طويلة النفس لمواجهة ما تدبره الإدارة الأمريكية"، مُشدّداً على أن الرئيس الأمريكي لا يملك مدينة القدس حتى يُهديها لـ "إسرائيل"، وأنه لا يوجد شيء اسمه "إسرائيل" ليكون لها عاصمة.
وبيّن أن المواجهة مع الاحتلال تؤكد على أن الشعب الفلسطيني عاقد العزم على أنه ذاهب في معركة القدس حتى النهاية مهما كلفنا ذلك من تضحيات وشهداء وآلام، لإسقاط هذا القرار.
وتابع هنية: "إذا قال الصهاينة أن إسرائيل لا تصلح بغير القدس والقدس لا تصلح بغير الهيكل فنحن أحق بأن نقول بأن فلسطين كلها القدس والقدس كلها فلسطين، فلا يمكن أن ينفصم هذا عن هذا".
وأشار إلى أن القدس تُعد عنوان قضية فلسطين، ورمزيتها الدينية، وبيننا وبين الاحتلال معركة محمومة على العنوان والرمزية، وهم حاولوا أن يُزوّرا الرمزيات بالقدس وأن يصنعوا لأنفسهم تاريخ ليثبتوا أحقيتهم بها".
وأكد هنية على أن الفلسطينيين متمسكون بأن القدس عنوان ورمز ووجود وهوية، لكل الدلالات التي نعرفها دينيًا وسياسيًا وتاريخيا وإنسانيا في الحاضر والمستقبل، والمعركة هنا مع الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم.
ولفت إلى أن ما يقوم به الإسرائيليون على أرض فلسطين، هو باطل وزائف ولا يمكن أن يغير الحقائق التاريخية والجغرافية، مجدداً التأكيد على وحدة كل فلسطين التاريخية، وأن "القدس الموحدة لا شرقية ولا غربية، وهي عاصمة فلسطين الأبدية".
واستطرد هنية: "الدخول في إطار تكتيك التحرر المرحلي للضفة الغربية والقدس المحتلتين لا يمكن أن يتناقض مع البعد الاستراتيجي للقضية الفلسطينية"، مؤكدًا أن "شعبنا لن يسمح بمن يفاوض على القدس".
وأشار إلى أن "القدس عبر التاريخ الإسلامي وقبله كانت مركز الإمامة، وإذا كان الحرم المكي مركز الهداية فإن المسجد الأقصى مركز الإمامة والقيادة والصدارة لهذه الأمة".
وأضاف هنية: "القدس تعد ترمومتر (جهاز قياس الحرارة) هذه الأمة؛ فحينما تكون (القدس) في ضياع تكون الأمة في ضياع والعكس صحيح"، مُشدّداً على أن الأمة العربية الإسلامية لا يمكن لها أن تتنازل عن القدس المحتلة رغم كل الظروف، فهي قاتلت وناضلت وجهزت الفاتحين من أجل المسرى والقدس.
وأوضح أن الأمة تركت بلاد وممالك إسلامية وغادرتها كالأندلس، لكن "لا يمكن أن نترك القدس وأن نغادرها، فهي عاصمة دينية لكل مسلم، وعاصمة إنسانية وأخلاقية لكل أحرار العالم".
وشدّد هنية، على أن القدس تُسقط كل من يتآمر عليها ويُفرط فيها، وأن يتفاوض عليها، وعبر تاريخها وحاضرها تسقط المؤامرات، مبيّناً أنه كلما شعرت الأمة بضيق التحولات الاستراتيجية كانت القدس المحتلة مُنقذ للأمة".
ودعا إلى الانتقال من "فقه المحنة إلى العافية السياسية"، وقال: "لا نريد أن نبقى نبكي على أطلال القدس، بل علينا بناء استراتيجية النصر، وأول النصر البشائر والنهوض والاستعداد لتحمل تبعات المرحلة".
كما ثمن هنية، كل الجهود المبذولة لمواجهة القرار الأمريكي، واصفًا الحراك ب"الممتاز"، موجهاً التحية لشهداء الانتفاضة، وعلى رأسهم أيقونة الانتفاضة إبراهيم أبو ثريا والفتاة عهد التميمي، ومن يزحف إلى خطوط المواجهة في غزة والضفة.
وأشار إلى أن "ما يُقلق أن كل هذا التحرك الجاري بقضية القدس لا يزال تحت عملية التسوية، وأننا نريد أن نبحث عن رعاة جدد"، مضيفاً: "نحن بحاجة إلى مراجعة كاملة للتسوية، وأن نعلن انتهاء أوسلو، والسلطة مطالبة بأخذ مواقف واضحة لا ضبابية في هذا الاتجاه".
وختم حديثه بالقول:"لا يجوز التردد في معركة القدس، بل يجب الوضوح الكامل، والمراجعة السياسية، وترتيب البيت الفلسطيني"، داعيًا إلى "رفع اليد عن المقاومة حتى تتفجر بوجه الاحتلال خاصة في الضفة والقدس".