عقد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وقائد الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار، اليوم الثلاثاء، مع وجهاء العشائر والمخاتير، في قاعة فندق الكومودور غرب مدينة غزة، للحديث عن آخر مستجدات ملف المصالحة الموقع بين حركتي فتح وحماس في القاهرة بتاريخ 12 نوفمبر المنصرم.
وقال هنية، خلال كلمته أمام الوجهاء: "إن أمريكا قدمت عرض على السلطة الفلسطينية يتمثل في منحها عاصمة في منطقة أبو ديس بحيث يكون هناك جسر يربط بين أبو ديس والمسجد الأقصى المبارك، وتقسيم الضفة إلى 3 أقسام وإيجاد كيان سياسي داخل قطاع غزة يحصل على امتيازات معينة".
وأشار إلى أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أحدث زلزالاً سياسياً ضرب قلب القضية الفلسطينية، مؤكداً على أن المخطط الأمريكي جزء من معركة كبرى لتغيير منطقة الشرق الأوسط بأكمله.
وبيّن هنية، أن المخطط يهدف لضرب عمق الأمة في القدس، ومنها العلاقة مع الأردن، مشيراً إلى مقترحات الوطن البديل والكونفدرالية، التي رفضها المسؤولين الأردنيين كونها لها تأثير على الأردنيين والفلسطينيين.
وأكد على ضرورة وجود موقف واضح قطعي لا يسمح بأي اختراق سياسي لموضوع القدس وأي قضية فلسطينية، مشيراً إلى أن التصريحات الإسرائيلية التي تتحدث عما يسمى بـ"مشروع القدس الكبرى"، وإنشاء وحدات استيطانية جديدة بالضفة ويتحدثوا عن يهودية الدولة وفرض القانون الإسرائيلي على الضفة المحتلة، هذه مؤشرات تكشف عن طبيعة القرار الأميركي.
وأوضح هنية، أن الحديث عن السلام الإقليمي وارتفاع وتيرة الحديث عن التطبيع مع الكيان الصهيوني، ومحاولات تزييف الوعي العربي وإثارة قضية التعايش مع الكيان الصهيوني، يأتي في إطار تغيير معالم المنطقة.
ولفت إلى أن القرار الأميركي يحمل مخاطر على طبيعة العلاقة بين فلسطين والأردن، وهناك حديث واضح عن الوطن البديل والخيار الأردني والتوطين والكونفدرالية مع السكان، وهناك تحذيرات أردنية من ذلك لأن هناك مخاطر على الفلسطينيين وعلى الأردن.
وتابع هنية: "خلال الأيام الماضية سجلنا علامات فارقة في صراعنا مع الاحتلال وخلال أسبوع استطاع أردوغان أن يعقد قمة إسلامية من أجل القدس، وأحييي كل الحراك الهائل الذي جرى في كل عواصمنا العربية والإسلامية"، مضيفاً: "الأمة العربية والإسلامية تتحرك على أنغام الشعب الفلسطيني، وأي تخاذل أو تراجع أو تفريط بالحق العربي الفلسطيني الإسلامي في القدس سيكون له ارتدادات خطيرة على كل الأمة".
ورأى أن المخاطر المتعلقة بالمنطقة وشطب حق العودة والحديث عن التوطين، يجعلنا كشعب فلسطيني نمثل رأس الحربة للأمة، ومطالبين بشكل واضح لا يحتمل التأويل بموقف قطعي لا يسمح مطلقاً بأي اختراق سياسي بموضوع القدس أو القضية الفلسطينية.
وقال هنية: "في الحديث الذي تم مع الملك الأردني تناولت معه مخاطر استهداف القدس ومشاريع التوطين"، مضيفاً: "عندما انطلقنا في المصالحة كان لدينا معلومات وقراءة أن هناك شيء يُطبخ للقضية الفلسطينية وفصل غزة عن الضفة وسرقة القدس وشطب حق العودة، كما أن الاستراتيجية التي تبنيناها فيما يتعلق بالمصالحة وترتيب البيت الفلسطيني كان هدفها بالأساس هو حماية المشروع الوطني مما هو قادم".
وشدّد على أن "معركة القدس لا يستطيع طرف واحد أن يقودها، وهي مصير أمة، وأن الشعب الفلسطيني بحاجة ماسة إلى عمقها الاستراتيجي، ولدينا شعب عظيم مرابط في بيت المقدس وكلما توهم البعض بأن الشعب الفلسطيني تعب وأُرهق تأتي هذه الانتفاضات لتضرب كل هذه الأوهام".
وفي ختام حديثه، جدد هنية التأكيد على أن انتفاضة القدس قد انطلقت على طريق تحرير القدس، مُشدّداً أن "المخزون الموجود لدى شبابنا وجيلنا داخل فلسطين وخارجها مخزون استراتيجي هائل قادر على أن يتصدى لكل محاولات شطب القضية".
السنوار
قال السنوار: إن "المقاومة الفلسطينية قادرة ومستعدة لضرب الاحتلال الإسرائيلي بوتيرة حرب الـ51 يوم في غضون 51 دقيقة"، مُشدّداً على أن فصائل المقاومة في غزة تتجهز للدفاع عن القدس، وأن المطلوب مراكمة القوة والجهود في كل المجالات".
وأكد على ضرورة عقد الإطار القيادي الموحد لمنظمة التحرير الفلسطينية، بحضور الكل الفلسطيني، داعياً الكل الفلسطيني للمشاركة في إنجاح المصالحة.
ولفت السنوار، إلى أن "المصالحة يجب أن تتحقق وليس هناك فرصة إلا أن تتحقق"، مطالباً وجهاء العشائر والعائلات بإيجاد طريقة لتحديد لجنة مهمتها مراقبة ومتابعة المصالحة وإنهاء الانقسام.
وتابع: "لا نخشى على القدس فللقدس رجالها وحرائر يدافعون عنها رغم البطش والقهر ويعدون العدة لها ليل نهار للدفاع عنها، ويجب حشد كل مواطن قوتنا على اختلاف أحزابنا ودولنا وطوائفنا لنجتمع في صعيد واحد للدفاع عن القضية الفلسطينية".
وبيّن السنوار، أن الأمة العربية والإسلامية ودول العالم وجماهير العالم الحرة لم تعد قابلة للابتزاز أو القبول بسياسية العنجهية، حيث رأى العالم سياسة البلطجة التي استخدمتها الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، مضيفاً: "إذا سقط موضوع القدس فلن تبقى هناك قضية فلسطينية".
وفي ختام اللقاء، تقدم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ورئيس الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار، بالتحية لأمهات الأسرى اللواتي تعرضن بالأمس لهجوم من نائب بالكنيست الإسرائيلي أثناء زيارتهن لأبنائهن الأسرى.