دماء على فراش الزوجية.. فك لغز جريمة العشيق و"أم العيال"

دماء على فراش الزوجية.. فك لغز جريمة العشيق و"أم العيال"
حجم الخط

11 عاما من الحياة الزوجية، لم يدرِ معها "رب الأسرة" أن الخيانة ستكون بطل الفصل الأخير من حياته، بل وتدور أحداثه داخل غرفة نومه على مرأى ومسمع من "أم العيال" التي ساعدت عشيقها لقتله رميا بالرصاص ليعيشا سويًا دون أي مضايقة من الرجل المغلوب على أمره في جريمة أضحت حديث الساعة بمنطقة "ابني بيتك" بمدينة السادس من أكتوبر ونقلتها صحيفة مصراوي المحلية.

"صالح"، سائق بسيط نشأ في بلدته بمحافظة الفيوم، حرص على الزواج مبكرًا، وحلم بعش الزوجية الذي سيجمعه بـ"نصفه الثاني"، ومن ثم يرزقان بالبنين والبنات.

تعلق الشاب بابنة عمه "هبة"، التي تصغره بـ5 أعوام، تقدم إلى خطبتها، لكنها رفضت بحجة "جواز الأقارب كله مشاكل"، لكن الحقيقة التي أخفتها عن الجميع كانت تعلقها الشديد بعامل يدعى "رضا".

"الزن على الودان أمر من السحر".. تحت تأثير تلك المقولة الشهيرة، تم إتمام زواج "ولاد العم"، وانتقلا للإقامة بمنطقة فيصل؛ ليكون "صالح" قريبا من مقر عمله، ورُزق بطفلين، وراح يغدق عليهم الأموال؛ لضمان مستوى اجتماعي جيد لأسرته، إذ يقضي حياته ما بين عمله ورعاية أسرته.

بمرور السنوات، لم يلحظ صاحب الـ36 سنة، أي تغير في تصرفات زوجته، وسط انشغاله بتوفير نفقات المنزل، ومصروفات الأبناء بالمدارس.

وكانت المفاجأة، أن علاقة الزوجة و"الحب القديم" لم تتوقف، بل أرادت أن تكمل حياتها مع الشاب الذي أحبته، وجعلت ضلوعها قفصًا ومهجتها عشًا.

في المقابل، لم يستطع "صالح" أن يلامس قلب زوجته بشعلة الحب أو تشبع روحه من الخمرة السماوية التي يسكبها الله من عيني الرجل على قلب المرأة.

منذ عام، انتقل الزوجان للإقامة في منزل مكون من طابقين بمشروع "ابني بيتك" بمدينة 6 أكتوبر، استقرت والدة "صالح" في الطابق الأرضي، لكن لقاءات العشيقين المحرمة لم تنقطع، واستمرت "هبة" في خيانة زوجها على فراش الزوجية طوال 4 أعوام.

ما بين شقة فيصل ومنزل أكتوبر، تردد "رضا" على منزل عشيقته مستغلا غياب الزوج، حتى منحته العشيقة نسخة من مفتاح المنزل لتسهيل عملية الدخول، إذ بات يحضر مرتين أسبوعيا لإشباع رغباته الجنسية، ليوسوس لهما الشيطان بضرورة التخلص من الزوج لاستكمال حياتهما سويا.

"إحنا أسهل حاجة نموته بالسم" لم تلق فكرة العشيق قبولا لدى الزوجة بسبب خوفها من الوقوع في قبضة الشرطة، وطالبته "لأ.. شوف حاجة تبعدني عن أي شبهة".

لم تمر سوى أيام قليلة على عدم تنفيذ المخطط الأول للتخلص من الزوج، حتى قرر العشيق كتابة نهاية تلك القصة رافعا شعار "بيدي لا بيد عمرو"، ومن ثم الزواج بمن فرق "زن الأهل" بينه وبينها.

مساء يوم 18 أكتوبر الماضي، اتصل "رضا" بـ"هبة"، أخبرها أنه قادما لرؤيتها، لكنها لم تفرح تلك المرة "مش هينفع.. جوزي هنا"، فأكد حضوره "لازم نخلص عليه علشان نعرف نعيش مع بعض"، وطالبها بتهيئة الأمور لتنفيذ جريمته دون "غلطة"، خاصة أنه حصل على طبنجة من أحد أصدقائه ذو الأصول الصعيدية.

أعدت "هبة" وجبة الغداء لزوجها، ونزلت وطفليها إلى الطابق الأرضي -حيث حماتها- واطمأنت على نوم الجميع، لتصعد إلى شقتها مع قرب وصول العشيق الذي كان يتابع معها ما يدور داخل المنزل قبيل قدومه عبر الهاتف المحمول.

دلف "العشيق" إلى الشقة دون عناء، وأخرج السلاح من طيات ملابسه قاصدا غرفة النوم حيث الزوجين، ليطلق 4 رصاصات اخترقت رأس الزوج ليسقط غارقا في بركة من الدماء بينما تقع عيناه على زوجته التي بدت مبتسمة لوقوع ما انتظرته طويلا.

"إلحقوني.. جوزي اتقتل".. قطعت أصوات صراخ الزوجة هدوء المنطقة المكتظة بالسكان، هرع الجميع لاكتشاف مصدر الصوت ليجدوا جثة مسجاه على ظهرها، لتؤكد "هبة" أن ملثما تسلل إلى الشقة، وأطلق النار على زوجها، ولاذ بالفرار.

انطلقت الزوجة إلى قسم ثالث أكتوبر، وروت تفاصيل ما حدث على العميد محمد رسلان، مأمور القسم، الذي أمر الرائد محمد الصعيدي، معاون مباحث القسم، بمعاينة مسرح الجريمة، ومناظرة الجثة.

شكل اللواء إبراهيم الديب، مدير مباحث الجيزة، فريق بحث بقيادة نائبه اللواء رضا العمدة، والعميدين محمد عبد التواب، مدير المباحث الجنائية، ومدحت فارس، رئيس مباحث قطاع أكتوبر؛ لكشف ملابسات الواقعة.

وضع العقيد عصام نبيل، مفتش مباحث أكتوبر، خطة بحث تركزت على استجواب الزوجة ووالدة المجني عليه، والجيران، وفحص علاقات المجني عليه، ووجود عداوات له من عدمه.

"جوزي عليه ثأر في البلد".. بدأ فريق البحث الجنائي يعمل على أقوال الزوجة، وتم التنسيق مع أمن الفيوم تحت إشراف اللواء خالد شلبي، مدير أمن الفيوم، والعميد رجب غراب، وتبين عدم صحة أقوالها، وأن الثأر ليس السبب وراء الجريمة.

مع العودة إلى "المربع صفر"، عمد العقيد عصام نبيل إلى مراجعة ما جاء في معاينة مسرحة الجريمة التي أكدت عدم وجود آثار بعثرة في محتويات المنزل أو كسر في المداخل والمخارج، الأمر الذي يشير إلى أن الجاني دلف دون عنف، ووجود احتمالية بوجود علاقة غير شرعية بينه وزوجة الضحية.

أعمال البحث والتحري استمرت لأكثر من 60 يوما، دون جديد، حتى توصل المقدم فوزي عامر، وكيل فرقة مباحث أكتوبر، إلى طفلة "بنت الجيران" كانت مفتاح حل اللغز بعدما أكدت رؤيتها لشخص تردد على منزل "هبة" منذ عام في غياب زوجها، وأدلت بأوصافه.

أعاد رجال المباحث استجواب الزوجة، ومواجهتها بأقوال الطفلة والتحريات، لتنهار من البكاء، وراحت تدلي باعترافات تفصيلية لتفاصيل الجريمة، وتم ضبط بأحد الأكمنة، الذي أرشد عن مكان إخفاء السلاح المستخدم، لتعترف الزوجة: "أهلي السبب.. أنا بحب رضا وكنت عاوزه أتجوزه".

حُرر محضر بالواقعة، أحاله اللواء عصام سعد، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، إلى المستشار مدحت مكي، المحامي العام لنيابات أكتوبر، الذي قرر حبس المتهمين 15 يوما، تمهيدا لإحالتهما إلى محكمة الجنايات.