اختار حزب المؤتمر الشعبي في اليمن اليوم الأحد صادق أمين أبو راس رئيسا مؤقتًا للحزب خلفا لعلي عبد الله صالح الذي قتل في مأرب مطلع الشهر الماضي، وذلك خلال اجتماع لقيادات الحزب في العاصمة صنعاء.
ومن المقرر أن تعقد قيادة الحزب الذي هيمن على السلطة في البلاد منذ تأسيسه مطلع ثمانينيات القرن الماضي حتى أحداث "الربيع العربي"، مؤتمرا عاما لاختيار قادته الجدد، لا سيما إثر مقتل الأمين العام للحزب عارف الزوكا ومساعده ياسر العواضي خلال الاشتباكات التي أودت بصالح.
ويعتبر أبوراس من القيادات التنظيمية الفاعلة، ومن الشخصيات الإدارية التي تولّت العديد من المناصب.
وأبو راس من مواليد 1952 في محافظة الجوف وهو عسكري حصل على البكالوريوس في العلوم العسكرية عام 1976، وشغل العديد من المناصب منذ سبعينيات القرن الماضي منها ضابط في القوات البحرية اليمنية، ومدير لمكتب نائب رئيس هيئة الأركان، ومدير لمكتب وزير الداخلية، وعضو في مجلس الشعب التأسيسي، ونائب لرئيس بنك التسليف التعاوني الزراعي.
وكذلك شغل أبو راس منصب وزير الزراعة والموارد البيئية، ورئاسة اللجنة العليا لمعالجة قضايا الأراضي الزراعية المؤممة بالمحافظات الجنوبية، وعضوية اللجنة العليا للانتخابات، ورئاسة اللجنة الفنية، وكذلك وزارة الخدمة المدنية والإصلاح الإداري، ووزارة الإدارة المحلية، وكان محافظاً لمحافظة تعز، ونائباً لرئيس الحكومة للشؤون الداخلية.
وتنظيميًا شغل أبوراس منذ سنوات عديدة مهمة الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر للشؤون التنظيمية، وفي عام 2011 كان أحد الذين أصيبوا بجروح جراء الانفجار الشهير الذي وقع في جامع دار الرئاسة اليمنية بصنعاء، وأصيب خلاله صالح وعدد من كبار معاونيه بحروق بالغة.
وفي الأعوام الأخيرة، اختير أبوراس نائباً لرئيس حزب المؤتمر بعد مغادرة النائب السابق أحمد عبيد بن دغر وتأييده الحكومة الشرعية "يشغل حالياً منصب رئيس الحكومة".
ومع توقيع حزب المؤتمر اتفاق شراكة رسميًا مع الحوثيين، في يوليو/ تموز 2016، عيّن أبوراس عضواً فيما يُسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" الذي تألف من عشرة أعضاء بالمناصفة بين الطرفين.
وعلى الرغم من أن أبوراس من الشخصيات التي تتمتّع بخبرة ورصيد في الجانبين الإداري والتنظيمي، إلا أن قيادات الحزب المؤيدة للرئيس عبد ربه منصور هادي تقول إنه قد لا يكون الرجل القادر على اتخاذ قرارات تجد طريقها للتنفيذ داخل هياكل الحزب.
وفيما رفضت قيادات الحزب المؤيدة لهادي قرارات قيادات صنعاء، وقالت إنها تمت "تحت تهديد الحوثيين".
وأكدت مصادر حزبية لـ"العربي الجديد" أن اختيار أبوراس لتكليفه بمهام رئيس الحزب جاء باعتباره يشغل منصب النائب الأول لرئيس الحزب، واستناداً إلى المادة 29 من النظام الداخلي لحزب المؤتمر، وتنصّ على أنه "يكون لرئيس المؤتمر نائبان يقومان بما يكلفهما الرئيس من أعمال، وينوب عنه عند غيابه النائب الأول، وفي حالة غيابهما معاً ينوب عنه النائب الثاني".