قالت حركة مقاطعة "إسرائيل"، إن قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتشكيل منظمة جديدة لمحاربة حركة المقاطعة بالتعاون بين وزارة الشؤون الاستراتيجية ومنظمات صهيونية عالمية، تهدف لتلميع صورة "إسرائيل" وعرقلة القرارات الأممية المضادة لها.
وأشارت الحركة في بيان صادر عنها إلى أن موازنة المنظمة الأولية قيمتها 128 مليون شيكلا لمدة سبع سنوات، وسيتم مضاعفتها لاحقا بمساهمات أثرياء إسرائيليين.
واعتبرت الحركة أن هذا القرار يأتي عقب فشل الحرب الإسرائيلية اليائسة في وقف نمو حركة المقاطعة "BDS"، والتي تواصل بقيادتها الفلسطينية إحراز المزيد من النجاحات، كان آخرها في نهاية العام 2017 قرار الحزب الحاكم في جنوب أفريقيا، المؤتمر الوطني الأفريقي، بخفض العلاقات الدبلوماسية مع "تل أبيب" إلى أدنى مستوى حتى الآن، وإلغاء الفنانة النيوزيلاندية العالمية "لورد" حفلها المُقرّ في "تل أبيب".
وحسب البيان، فقد أثار قرار الفنانة "لورد" جنون الحكومة الإسرائيلية وبعض المنظمات الصهيونية، إذ اتضح من توقيت إعلان تشكيل المنظمة الجديدة أن قرار الفنانة النيوزيلندية قد لعب دوراً هاماً فيه.
ونقلت عن أحد المصادر الإسرائيلية تعليقها حول الخطة الجديدة: "تخيّل لو أنه في اليوم الذي أعلنت فيه لورد أنها تلغي حفلتها الإسرائيلية، تمت مهاجمتها عبر حملة كاسحة على المواقع الإلكترونية وبإعلانات بصفحات كاملة في كل صحف العالم المهمة".
وقوبلت الفنانة لورد بهجوم إلكتروني ممنهج وتصريحات عدائية رسمية وإعلان عنصري على صفحة كاملة في جريدة "الواشنطن بوست" بسبب قرارها الشجاع بالعدول عن الحفل.
وأكد الحركة أن تشكيل هذه المنظمة الجديدة يأتي في سياق تصعيد الحرب الإسرائيلية المفتوحة على حركة المقاطعة والتي كان أحدث تجلياتها نشر قائمة بالمنظمات العالمية الداعمة لحركة المقاطعة لحظر دخول أعضائها إلى أراضي فلسطين التاريخية كلها.
وتخصص وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية كل جهودها حالياً لمحاربة حركة المقاطعة كـ"خطر استراتيجي من الطراز الأوّل"، وفق البيان.
وعلّق ممثل تحالف القوى الوطنية والإسلامية في سكرتاريا اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة فادي البرغوثي، بالقول: "يكشف هذا عن مدى الذعر الذي يسيطر على نظام الاحتلال والأبارتهايد الإسرائيلي والعزلة المتزايدة حوله بسبب النمو المتسارع لقوة ونفوذ حركة المقاطعة، ويؤكد فشلهم المتكرر في وقفها وإلا لما لجأوا إلى تشكيل أجسام جديدة وصرف مئات ملايين الدولارات لتضليل الرأي العام".
وأضاف "أن تعدد وتشتت الأجسام والجهات الإسرائيلية والصهيونية المناط بها محاربة حركة المقاطعة يثبت حيرة وعجز الاحتلال وحلفائه أمام حركة المقاطعة التي نجحت في تحقيق إجماع وطني فلسطيني غير مسبوق وتنسيق الجهود المحلية والعربية والدولية في حملات استراتيجية بهدف عزل إسرائيل على كافة الأصعدة حتى يمارس كل شعبنا الفلسطيني".
وختم بالقول: "نجدد دعوتنا لكل وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية إلى الحذر في تداول ما تنشره وسائل الإعلام الإسرائيلية وعدم استضافة ممثلي الاحتلال ومؤسساته".