23 حزيران 2015
تتعرض الطائفة الدرزية في سورية للخطر من قبل القوات التي تحارب ضد الأسد، ولا سيما «داعش» و»جبهة النصرة». هذا الخطر يمكنه أن يزول بطريقتين أساسيتين: الاتفاق مع القوات التي يمكن أن تهاجم الدروز، أو التهديد الخارجي، الاسرائيلي أو غيره، والاعلان عن الاستعداد للتدخل عسكرياً اذا لزم الامر. وهناك احتمالية بأن يصمد الدروز في المواجهة من غير أي دعم.
يدور الحديث عن جماعتين درزيتين في خطر، بعيدتين عن بعضهما، وترتبطان معاً. الاولى في القرى الدرزية في جبل الشيخ السوري، والاخرى التي هي أكبر في جبل الدروز في جنوب سورية، قرب الحدود السورية الاردنية. عند الحديث حول هذا الامر يجب طرح سؤال ماذا سيحدث اذا لم تتدخل اسرائيل لصد هذا الخطر؟
يجب علينا تذكر أن الدروز في اسرائيل يضعون الدولة في امتحان الولاء الذي سيتأثر بما يحدث في سورية. اذا تلقت الطائفة ضربة قوية في سورية، فالعلاقة بين اسرائيل والدروز فيها ستنهار، لا سيما الدروز الذين يعيشون في هضبة الجولان الاسرائيلية. ويمكن أن يعطينا تدخلنا لانقاذ الطائفة في سورية افضلية استراتيجية ذات أهمية وعلاقات جديدة مع الدروز.
اذا لم تتدخل اسرائيل، فان هناك ثلاثة احتمالات، وجميعها سيئة لاسرائيل: الاول هو أن «حزب الله» سيساعد الدروز، وسيُقام اتحاد بين الطائفة الدرزية وبين ألد أعدائنا: ايران و»حزب الله.» واذا توصلت التنظيمات الاخرى الى اتفاق مع الدروز، رغم الاشكالية الدينية، فستنشأ علاقة بين «جبهة النصرة» التابعة لـ «القاعدة» وبين الدروز. العلاقة التي ستنشئ نقاط احتكاك يلعب فيها الدروز دور مُشعل الحريق في الحدود مع سورية، التي هي حدود هادئة. الاحتمال الثالث هو تعرض الطائفة لضربة قوية. وكل اتحاد قد يكون حاسم في الواقع المتغير في سورية ويتسبب بعداء جديد لاسرائيل وغياب الهدوء في الحدود.
لذلك أوصي بالتدخل من اجل انقاذ الطائفة الدرزية، وبذلك نكون قد انتهزنا الفرصة لانشاء اتحاد تاريخي مع الدروز في اسرائيل وسورية، وبالتالي مع الدروز في لبنان. هذه الفرصة ستخلق أفضلية استراتيجية في سورية ولبنان مع الوقت. التدخل قد يبدأ بتهديد واضح. اذا تعرضت الطائفة في سورية للخطر، فان اسرائيل والاردن ستتدخلان في الحرب. وهذا يتطلب التنسيق مع الاردن الذي يهمه أمر الدروز قرب حدوده الشمالية. هذا يتطلب استعدادا اسرائيليا واردنيا للتدخل اذا لم ينجح التهديد بالردع. سيكون حجم التدخل متناسبا مع حجم الخطر على الطائفة الدرزية. يمكن البدء بتقديم المساعدة بالسلاح والمعدات، واذا لزم الامر يمكن المساعدة من خلال القصف الجوي الاسرائيلي – الاردني. وفي حدودنا الشمالية يمكن المساعدة ايضا بواسطة القذائف. المساعدة الجوية والقذائف تحتاج الى جهد استخباري. يُفضل أن يكون التدخل بمستوى منخفض. وأعتقد أن المساعدة الأولية والتهديد بالتدخل الخارجي سيمنعان الحاق الضرر بالدروز في سورية. لهذا لن نضطر الى التدخل عسكريا.
الاستنتاج: اذا كانت الطائفة الدرزية في سورية في خطر، واسرائيل لا تتدخل، فسنتعرض لضربة استراتيجية بعيدة المدى على حدودنا الشمالية. هذا سيجد تعبيره في اتحادات وتحالفات ستغير قواعد اللعب الموجودة، ويُصعب الحفاظ على الهدوء الذي يميز الحدود الاسرائيلية السورية منذ حرب يوم الغفران. التدخل والاستعداد للمشاركة في الحرب سيعود علينا بمردود استراتيجي في اسرائيل وسورية ولبنان، على شكل اتحادات وتحالفات جيدة ومهمة. إن التدخل والاستعداد للمشاركة سيمنعان الحاجة الى الحرب. هنا توجد مراهنة معينة، لكن لا يوجد أي شيء مضمون في الاستراتيجية.
عن «معاريف»