نشر مؤتمر "هرتسليا" الاستراتيجي مؤخرًا نتائج وصل إليها أن "إسرائيل" تعيش عصرها الذهبي في فترة استقرار لم تشهدها منذ 70 عاماً وسط دعم أمريكي غير مسبوق.
وذكر مدير مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي والقائم على المؤتمر "أودي ديكل" أن ملخص النقاشات التي جرت في المؤتمر تشير إلى أنه لا يوجد تهديد وجودي على "إسرائيل" في الوقت الراهن خلافاً للسنوات السابقة.
وقال "ديكل"، إن جملة الكلمات التي ألقاها ممثلو الحكومة الإسرائيلية بالمؤتمر تدلل على أن "التقدم في المسيرة السلمية ليس على جدول أعمال الحكومة، كما تم توصيف الرئيس الفلسطيني محمود عباس كزعيم ضعيف وأن دوره قد انتهى".
كما برز خلال المؤتمر الحديث عن تعزيز التعاون مع الدول العربية السنيّة والتي قد تتعاون مع "إسرائيل" ضد تهديدات إيران، وبالتالي فبالإمكان الضغط على الفلسطينيين عبر مقايضتها بمصالح الدول العربية المختلفة وإجبارهم على العودة للمفاوضات.
وشهد المؤتمر تركيزاً خاصاً على الأوضاع السائدة بقطاع غزة ومسيرة المصالحة، حيث بين المتحدثون تعثرها ومراوحتها مكانها وأن غزة على شفا انهيار اقتصادي، وعلى الرغم من عدم وجود مصلحة للأطراف بتصعيد الأوضاع، إلا أن تدهور الوضع الإنساني سيكون له بالغ الأثر في دحرجة الأمور إلى معركة عسكرية.
وأوضح بحث أجراه المركز وجود حاجة ملحّة للسير قدماً في خطوات دولية وإقليمية لإعادة إعمار غزة، مقابل وقف تعاظم قوة حماس دون نزع سلاحها.
ولفت "ديكل" إلى أن المؤتمر أكد على استمرار الجيش في تفوقه العسكري على مستوى الإقليم، وأن استراتيجية الجيش العسكرية التي نشرت في العام 2015 تضم جوانب إيجابية كتأقلم الجيش مع التحديات في المنطقة واستعداده لأي طارئ.
أما الجوانب السلبية فكمنت في عدم وضع أهداف محددة لهذه الاستراتيجية كما أنها غير مدعمة بالمستوى السياسي الذي يتخذ لنفسه عادة خطة عسكرية قد تخالف النظرية العسكرية في أي مواجهة مستقبلية؛ وبالتالي إلقاء نظريات الجيش في سلة المهملات، وأنه يتوجب بدلاً من ذلك تطوير هذا النظرية لتبدأ بالمستوى السياسي وتتغلغل للمستوى العسكرية وليس العكس.
واختتم "ديكل" ملخص المؤتمر قائلاً إنه لا يتوجب الاعتماد فقط على القوة العسكرية داعيًا لتبني خطوات سياسية لضمان مستقبل "إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية وآمنة وأخلاقية".