بين عتمات الظلام الدامس، والليل المخيف، وبين جدار الإنترنت اللامرئي، والجلادين واللصوص الوحشية المنتشرة، وبين التطور العملاق السريع والعالم المجهول، تختبئ الذئاب البشرية خلف أقنعة الكلام المطرز، والقلوب المزيفة؛ لتخدع الشابات والمراهقين بجمال الكلمات والشخصية المزيفة.
الفتاة غادة، قالت: "كنت أتصفح على أحد مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، فإذا بطلب صداقة يأتيني، لم أرى هذا الشخص من قبل، فوافقت على طلب الصداقة، وبدأت العلاقة تتطور، وكنت في حينها لا أعرف معنى الحب ،ولم أشاهده سوى في المسلسلات الأجنبية، وكنت أعيش في عائلة فقيرة يحيط بها العنف والفراغ العاطفي من كل جانب".
وأضافت: "كنت أشعر بالوحدة وبحاجة لقلب يحتويني، هذه الأسباب جعلتني أقبل قصة الحب الخادعة، وبدأت الاهتمامات والمكالمات الكاذبة تحت مسمى الحب الخادع، حتى وعدني بالزواج، وطلب مني ذات مرة صورة فأرسلت له بناءًا على طلبه، وطلب مني يوماً أن نتقابل في أحد الفنادق فذهبت".
وتابعت الفتاة غادة: "وذات مرة طلب مني صورة بلا حجاب فأرسلت له بدون تفكير، وكانت المصيبة هنا على قدر حماقتي، حين صدقت الوعود الكاذبة، وآمنت بالحب اللئيم، حتى بدأ يطلب مني أشياء بعيدة عن الخلق والدين، ويهددني بفضح ونشر صوري على صفحات الإنترنت".
وأشارت إلى أنها قامت في ذلك الوقت بإبلاغ أهلها بتفاصيل القصة، مضيفةً "على الرغم من أنهم عفوني بشدة، لكنا قدمنا بلاغاً لدى الشرطة التي أحضرته وتبيّن أنه شاب سيئ الخلق، وأنني لست الفتاة الوحيدة التي عبث بمشاعرها، على عكس ما أبلغني بأنه محفظ للقرآن".
"غادة" هي شاهد عيان على فتيات تعرضن للإبتزاز والتهديد من قبل ذئاب بشرية تحاول أن تسرق حياء وخلق المجتمع المحافظ، لإرضاء رغبة بعض الشباب في الوصول لقلب بعض الفتيات ومن ثم التهديد بفضح أمرهن.
وكم من ذئب سرق سمعة فتاة، باتت تلعن الحياة لأنها أنجبتها، وكم من فتاة خسرت أحلامها ونفسها وأصبحت كالمتشردات بين الأحياء، فاقدة العقل وكل ما تملك، تلك الأمور تستدعي الحيطة من بعض الذئاب البشرية، وصحوة ضمير لرفض مثل تلك العلاقات الغير شرعية.
وتبقى قصة "غادة" شاهدة على مجتمع يعاني بعض شبابه من فقر أخلاق، وأيضاً على كثير من الشباب الذين انتهى بهم الأمر نزلاء في مراكز الشرطة، عدا عن تلويث سمعتهم وعدم القبول بهم كأزاوج في المستقبل.
وتتطلب تلك القصة أيضاً مراقبة الأهالي لهواتف أبنائهم، فكل شخص راعٍ ومسؤول عن رعيته، كما تتطلب أيضاً الحيط والحذر من قبل الفتيات خوفاً من الوقوع في شبح العمالة، وأن تكون صيداً ثميناً لمخابرات الاحتلال الإسرائيلي.