هذا الكتاب يعرض لنا سيرة ذاتيَّة، تعرضها الكاتبة أريج يونس، حيث تناولت مسيرة شخصيَّة فلسطينيَّة هامَّة، لرجل الأعمال المشهور السيد طلال أبوغزالة؛ من الجدير بهذه الشخصيَّة الاقتداء بها، للأجيال القادمة. حيث عرضت الكاتبة من خلال كتابها مواصفات ذات أهداف ومضامين تربويّة زاخرة مثل: الانتماء، حب الأبوين، الحنين للوطن، تحمَّل المسؤوليَّة، حب العلم، المثابرة، التسامح الديني، كما ورد صفحة 13، الإرادة، التحدِّي والإصرار، الاعتماد على النفس، حب العمل، من أجل تمويل التعليم، مساعدة الآخرين والعطاء دون مقابل، التصميم نحو تحقيق الأهداف والأحلام. تحويل اليأس إلى أمل، والوحدة بين الأشخاص، كما ورد صفحة 30: " الأيدي المتشابكة يصعب تفريقها"، تحقيق النجاح والدفاع عن الهويَّة، يكونان عن طريق التفوُّق بالعلم والفكر والثقافة، وليس بالبندقيَّة وحدها كما ورد صفحة: 31.
أرى بأن القصَّة تلائم الأبناء اليافعين، نظرًا لقوَّة اللغة، وطول عدد الصفحات التي تصل لغاية سبع وثلاثين صفحة، مع وجود سطور متلاصقة، كما أن المضامين ذاتها تتناسب مع مدارك الأبناء اليافعين، خاصَّة في هذه المرحلة، يحتاجون للاقتداء بشخصيَّة مثاليَّة؛ للاحتذاء بها.
بالنسبة للعنوان، " طلال بن أديبة" انتساب صاحب السيرة لأمّه يشكل اعترافا بدور الأمّ التي ترعى وتوجّه أبناءها، وهذا لا يقلَّل من شأن أبيه الذي كان له دور في تنشئة ابنه طلال.
تعتبر القصَّة واقعيَّة، لسيرة ذاتيَّة، بعيدة عن الخيال، ذات أسلوب تقريري، لتسلسل الأحداث.
تناولت القصَّة عناوين مختلفة، مما أثَّر على انقطاع الأفكار وعدم التواصل بالقراءة، استخدمتِ الكاتبة أسلوب الراوي المتكلَّم عن نفسه، ممَّا أضاف مصداقيَّة للأحداث.
أضافت الكاتبة في بداية كل فقرة جديدة مثلًا أو مقولة لأحد العلماء، أرى بأنَّه لا ضرورة لها؛ لأنَّها تبدو كتلقين، وتمهيد للأحداث.
افتقرت القصَّة لعنصر التشويق، نظرًا؛ لاستخدام الأسلوب التقريري وليس السردي، والافتقار للخيال، وإقحام الأمثال والمقولات في بداية كل فقرة، بالإضافة لاستخدام العناوين لكل فقرة، يطغى على القصَّة الأسلوب العلمي أكثر من النص الأدبي، كما تخلو القصَّة من المحسنات البديعيَّة، التي تضفي على النصوص رونقًا خاصَّا.
حصل انتقال سريع في الأحداث، خاصَّة عندما دخل طلال الجامعة وتخرَّج منها.
أرفقت الكاتبة صورًا لكل فقرة تقريبًا، وُفِّقت في معظمها، كما استخدمت بعض الصور الحقيقيَّة لشخصيَة القصَّة.
خلاصة الحديث: تعتبر القصَّة ناجحة من وجهة نظري كتناول الكاتبة موضوعًا، لشخصيَّة هامَّة في المجتمع؛ لتكون نموذجًا حيًّا، للاقتداء بها، بث الأمل في نفوس الأجيال القادمة نحو تحقيق المستحيل، والوصول لأقصى درجة من العلم والارتقاء، وتحويل المأساة إلى أمل ومجد وقيادة ناجحة.
نجحت الكاتبة في تحبيب شخصيَّة أبوغزالة في قلوب القرَّاء، على الرغم من العقبات المذكورة أعلاه.