أحيت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الذكرى (49)، لانطلاقتها بمهرجان سياسي حاشد، أقامته في قاعة المركز الثقافي الفلسطيني في مخيم البص جنوب مدينة صور، تحت شعار “القدس عاصمتنا وعنوان حريتنا”.
جاء ذلك بحضور قادة وممثلي الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في منطقة صور، وممثلي مؤسسات أهلية واتحادات وحراكات مختلفة، وقيادة وأعضاء الجبهة الديمقراطية في الجنوب وفي مخيمات منطقة صور وضواحيها.
وتحدث في المهرجان عضو قيادة حركة أمل صدر داوود، معتبراً أن ما تتعرض له القضية الفلسطينية والمنطقة العربية بشكل عام تتطلب تعزيز التنسيق والتعاون بين قوى المقاومة على مساحة كل الأرض العربية، لمواجهة المشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي لا يستثني أحدا، موضحاً ان الشعب الفلسطيني قادر على الانتصار على الأعداء وإفشال مشروعهم اذا ما توفرت له مقومات الصمود والإسناد السياسي والمادي، مؤكدا على دعم الشعب اللبناني بمختلف تياراته للشعب الفلسطيني ونضاله من اجل حقوقه الوطنية.
والقى وليم نخله كلمة متروبوليت صور الكاثوليك المطران ميخائيل ابرص، معتبرا ان وحدة الشعب الفلسطيني بمختلف اتجاهاته قضية مركزية في مواجهة ما يتهدد القضية الفلسطينية، ويتطلب توحيد كل القوى لمواجهة العدوان الذي يتهدد القضية الفلسطينية، داعيا الدول العربية والمجتمع الدولي إلى دعم الشعب الفلسطيني في نضاله من اجل حقوقه الوطنية وباعتبار هذه الدعم واجب وطني وإنساني وأخلاقي.
وألقى عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية فتحي كليب كلمة الجبهة، قائلا“ نحن لا نواجه فقط احتلالا عنصريا استيطانيا أو عدوانا أمريكيا فقط، بل مشروعا سياسيا يتكئ على بعض الركائز التي تعمل على تسييد الكيان الإسرائيلي في حلف إقليمي، من أهدافه تدمير المقدرات العربية، ونهب ثروات الشعوب العربية، وإلحاقها بالمشروع الأميركي الصهيوني، والترويج لثقافة اليأس والتدمير الذاتي بعد ان تعبت هذه الفئات النضال وملّت المقاومة وأصبحت ترى بالمقاومة عبئا عليها. لذلك فان المعركة مع إسرائيل لا يمكن ان تحسم بالضربة القاضية بل بمراكمة النقاط والانجازات. وهذا ما يدركه أعداء الشعب الفلسطيني، دولا وأفرادا، الذين سعوا وعملوا وسخروا كل وسائل إعلامهم لجعل اليأس جزءا من ثقافة فلسطينية تعمل على قتل النفس والروح لعقود وربما لقرون قادمة”.
وأضاف كليب أن الإدارة الأمريكية بعدوانها على الشعب الفلسطيني تكون قد اماطت اللثام عن وجهها وعن وجه حلفائها في النظام الرسمي العربي، الذي بات يعتبر القضية الفلسطينية عبئا ثقيلا واجب التخلص منها، سواء عبر اختلاق صراعات وهمية في المنطقة تشغل الشعوب العربية عن مهمتها الأساسية تجاه القضية الفلسطينية، او من خلال سياسة التطبيع مع العدو الإسرائيلي وفتح أبواب الدول العربية أمامه لتهيئة الأرضية للاستفراد العدو بالشعب الفلسطيني ومقاومته.
ودعا القيادي في الجبهة الديمقراطية لاستعادة زخم تحركات الحالة الشعبية العربية بكل مكوناتها الحزبية والنقابية والثقافية، ومقاومة سياسات التطبيع والضغط على النظام الرسمي العربي، ليكون أكثر قربا من صوت الجماهير التي ما زالت تعتبر ان القضية الفلسطينية قضية مركزية وان محاولات إبعاد الشعوب عن التفاعل مع النضال التحرري الفلسطيني لم ولن تنجح.
وقال“ لم يعد جائزا فلسطينيا الاكتفاء ببيانات استنكار ما يجري والشكوى أمام المنظمات الدولية، بل المطلوب سياسات ملموسة تشعر العدو والصديق أن الحقوق الفلسطينية هي ملك للشعب الفلسطيني يتوارثها جيلا بعد جيل، وان من يعتدي على هذه الحقوق يجب أن يقابل بمقاومة كل الشعب، وان أولويتنا اليوم هي استرداد مشروعنا الوطني الذي كتب بدم الشهداء ومعاناة الجرحى والأسرى، وهذا المشروع لن يستعاد الى حضن الشعب الا عبر سياسة فلسطينية هجومية تتصادم مع المشروع الأمريكي الإسرائيلي في إطار خارطة طريق تعيد الاعتبار للعلاقة مع إسرائيل لجهة إلغاء اتفاق أوسلو والتنسيق الأمني ووقف العمل باتفاق باريس الاقتصادية وسحب الاعتراف بإسرائيل كخطوات لا بد منها لرسم طبيعة المسار النضالي الفلسطيني خلال المرحلة القادمة. وهذا ما يعبد الطريق نحو انتفاضة شاملة ضد الاحتلال والاستيطان بالترافق مع معركة سياسية ودبلوماسية بطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة والانضمام الى جميع المنظمات الدولية والعمل على نزع الشرعية عن إسرائيل وتقديم مجرميها إلى المحاكمة الدولية”.
وبين ان حقوق الشعب الفلسطيني ليست معروضة للبيع، وان ما تقدمه الولايات المتحدة من مساهمات مالية في موازنة وكالة الغوث هو حق لشعبنا، وانه جزء بسيط مقارنة مع الظلم الذي تعرض له الشعب منذ العام 1948 وحتى اليوم.
ودعا كليب وكالة الغوث إلى رفض سياسات الإملاء، التي تسعى الإدارة الأمريكية إلى فرضها، ومعالجة الأزمة المالية بشجاعة وشفافية، خارج إطار تخفيض الخدمات وعبر أربعة خطوط متوازية الأول، حاثا المجتمع الدولي والدول المانحة بخاصة الى زيادة مساهماتها المالية، والتأكيد على مسؤولية الولايات المتحدة بالمساهمة في تمويل موازنة الاونروا، وإعادة بحث مسألة التمويل المستدام لموازنة الاونروا، بتخصيص موازنة ثابتة من موازنة الأمم المتحدة، ودعوة الدول العربية والإسلامية إلى زيادة مساهماتها المالية في صندوقي المشاريع، ونداءات الطوارئ المختلفة.
واكد على ضرورة ترشيد النفقات وصرف الأموال في المكان الصحيح في إطار سياسة واضحة شفافة ومعلنة، لمحاربة الفساد والمفسدين.
واختتم المهرجان بتكريم كوادر الجبهة الديمقراطية عصام فرح وسمير الأسمر.