29 حزيران 2015
تستند الحكومة الحالية الى أغلبية ساحقة (85 عضو كنيست). صحيح أنه في الظاهر يوجد فقط 61 نائبا، لكن تجربة الاسابيع الاخيرة تثبت أنه يوجد لنتنياهو من يعتمد عليه. «المعسكر الصهيوني» الى جانبه في كل اختبار تقريبا. وهو غير مضطر الى توزيع الحقائب الوزارية لأنهم مطيعون وخاضعون، ومعظمهم يؤيدون طريقه فيما يتعلق بغزة وإيران والمقاطعة.
«لا توجد معارضة أو ائتلاف»، يقول اسحق هرتسوغ. وبكلمات اخرى: لا يوجد «معسكر صهيوني»، فقط يوجد «ليكود». مشاكل مع أورين حزان؟ يستطيع نتنياهو الاعتماد على العم. التهجم على عوديد كوتلر؟ مقاطعة الفيلم عن يغئال عمير؟ المعسكر الصهيوني يضبط نفسه. الغاء لجنة العمال الاجانب؟ تمديد قانون المواطنة الاكثر قبحا في قوانين اسرائيل؟ المعسكر الصهيوني هناك، عضو غير محترم في الائتلاف الاكثر يمينية وقومية.
اللعنة التي نزلت على السياسة الاسرائيلية منذ أجيال تتسبب في الوقت الحالي بقمة الاضرار، في الوقت الذي يصل فيه اليمين الى ذروة جنونه. سلوك المعسكر الصهيوني فيما يتعلق بتعديل قانون المواطنة، الذي يمنع مواطني الدولة العرب من الزواج من الفلسطينيين في «المناطق»، هو في الدرك الاسفل. سلوك اعضاء الكنيست الذين خرجوا من القاعة عند التصويت وكأنه احتجاج، بينما هو تغطية لعوراتهم – تبين أن معظمهم يؤيدون استمرار المنع – وهذا يجب أن يُسجل كأمر مفصلي، وعلى مصوتي المعسكر الصهيوني نبذ منتخبيهم.
تذكروا أيها الناخبون ما فعله ممثلوكم في التصويت على القانون الاستفزازي الذي لا تقبله أي ديمقراطية في العالم. فكروا لو أن اليهود في أي دولة كانوا يمنعون من الزواج بحرية. تذكروا كيف هرب اعضاء الكنيست التابعون لكم، قبل يومين من مصادقة الولايات المتحدة المحافظة على قانون زواج المثليين. وأيد ممثلو المعارضة في اسرائيل الحظر الذي يمنع خُمس مواطني الدولة من الزواج بحرية. هذه المعارضة تزعم أنها تمثل الاعتدال والرقي في المجتمع.
تقف على رأس المعسكر شخصية تثير الشفقة، حيث طرحت في نهاية الاسبوع في الفيس بوك الخاص بها تجربة من مراسيم انهاء دورة طيران: «أنا وميخال فخورون بمباركة الخريجين، الاصدقاء الأفاضل، الذين سينجحون في مهمتهم ويعرفون ايام سلام». لكن المشكلة ليست فقط نكتة هرتسوغ. فالمعسكر يستطيع سحق اشخاص أفضل. جميعهم صمتوا وجميعهم ذهبوا مع الريح، رياح حزبهم. وأمام هذا الفراغ يحلق الزعيم الفكري الجديد، اسحق شمولي، ووردة الثورة سابقا، يارون مزوز. وقد اشتكى شمولي في نهاية الاسبوع من أن حزبه «لا يستنكر بما يكفي الاسطول المتوجه الى غزة». هذا ما كان ينقصنا، استنكار آخر لـ «اسطول الارهاب». من اجل ذلك هناك معارضة، ومن اجل ذلك يوجد شمولي، وكأن مزوز لا يكفي.
إن لعنة حزب العمل طويلة ومستمرة. وقد مكّنت الكثير من الاسرائيليين من الشعور بالسعادة بينهم وبين أنفسهم، التصويت لليسار الصهيوني والتصرف كيميني قومي مثل اليمين. وبانشائه عمل هذا الحزب على سد الطريق على نشوء البديل. المجاملة اللانهائية لليمين والسعي الى تقليده، وليس الانحياز في المواقف المختلف فيها. بدأ ذلك أيام شمعون بيريس، بل قبله بكثير. المبرر هو المبرر ذاته دائما: دعونا نُنتخب وبعد ذلك سترون. «بعد ذلك» لن يحدث أبدا. والآن يسجل الحزب الذي غير اسمه، ولم يغير جوهره، حلقة اخرى في مسلسل الخجل. اليمين، القوي أكثر من أي وقت آخر، يقوم بتوجيه اللكمات للديمقراطية وما بقي من العدل. وفي مقابله المعسكر الصهيوني. والى جانبه، «يوجد مستقبل»، الانتهازي الذي يتصرف مثل المعارضة المقاتلة، ويائير لبيد مثل جيفارا محلي.
عن «هآرتس»