منذ نشأة البشرية وجدت الأسنان لتقوم بوظائف متعددة، فمنها الجمالية والوظيفية وأيضاً في النطق ومخارج الحروف، وغيرها من الوظائف التي تتطلب إيجاد بديل لفقدان أحد الأسنان أو جزء منها، فأصبحت عملية زراعة الأسنان أحد أهم جراحات الأسنان التى يلجأ لها الكثيرون.
وكما هو معروف فقد مارس القدماء في القرن الخامس قبل الميلاد، فن صناعة الأسنان لتبديل السن الطبيعي حين فقدانه إلى آخر صناعي، وبدأت عملية استبدال الأسنان بالتطور حتى وصلت إلى الزراعة الجراحية، والتي يترتب عليها انتظار للوقت و آلام وخوف ، مع عدم ضمان نجاح عملية الزرع بنسب كاملة.
ومع مواكبة التطور أصبحت عملية زراعة الأسنان خلال خمسة أيام على أبعد تقدير، إلا أن التجارب أكدت عدم نجاح كثير من هذه الحالات "نظراً لعدم حدوث عملية الالتحام العظمي حول الزرعة"، لذلك طورت شركة رووت السويسرية عبر تقنية "Bone compression" التي تعطي تهيئة ميكانيكية وبيولوجية لزرعة ذات مواصفات وطبيعة خاصة.
وتمكنت الشركة بحسب ما صدر عنها من تقارير طبية، من صناعة وإنتاج زرعة الـ"COMPRESSIVE" المهيئة للثبات الميكانيكي والبيولجي، حيث إنه يتم بموجب هذه التقنية المتطورة "تركيب السن البديل مباشرة بدون أي حاجة للانتظار".
وقال الخبير والباحث في زراعة الأسنان الجراحية والفورية د. حسام وافي، إن عملية زراعة الأسنان الفورية بتقنية "COMPRESSIVE" التي أثبتت نجاحاً باهراً، من أبرزه التحام العظم بالزرعة على خلاف الزرعة الفورية التي استخدمت من قبل والتي لا يتم بموجبها الالتحام العظمي حول الزرعة في تقنيات أخرى، عدا عن نسب النجاح المتدنية بسبب عدم اعتمادها على نظام علمي واضح وهذا ما اعترفت به نقابة أطباء الأسنان الأردنية و تم نشره عبر الصفحات الخاصة بها.
بدوره، بيّن طبيب الأسنان د. عرفان اشتيوي، والذي يعمل بتقنية "COMPRESSIVE"، أن فكرة هذه الزرعة تقوم على نظام الجراحي التقليدي والنظام الحديث الفوري، مُشيراً إلى أن شركة "ROOT" السويسرية تُعطي ضمان على الزراعة بهذه التقنية المتطورة، من خلال بطاقة خاصة بأرقام وأوقات الزرعة، التي تمر عبر نظام تعقيم صارم.
من جانبه، لفت طبيب الأسنان محمد إضهير، إلى أن هذه التقنية الحديثة تمكنت من حل جميع المشكلات التي واجهت الزراعة الجراحية، والتي لا يلتحم بها العظم مع الزرعة وبالتالي تنتهي بالفشل، موضحاً أن التقنية السويسرية الحديثة تمكنت من حل كافة مشكلات عدم نجاح زراعة الأسنان.
وبالحديث أكثر عن التقنية السويسرية الجديدة "COMPRESSIVE"، أوضح وافي، أنها تطور لعملية الزراعة الفورية السابقة، وبمثابة الحل الجديد لمشكلات واجهت الزراعة الفورية السابقة، من خلال زيادة عدد الأسنان المزروعة مع الحفاظ على الشكل الذي تتميز به وسر عملها.
وأكد اشتيوي، على أن الزراعة بتقنية الـ"COMPRESSIVE" حصلت على موافقة وزارة الصحة العالمية، والأردنية والفلسطينية والإسرائيلية والمصرية، بعد ثبوت أنها مصنوعة من أنقى وأفضل أنواع التيتانيوم.
وأشار وافي، إلى أن فكرة هذه الزرعة قائمة على النظام الجراحي التقليدي والنظام الحديث الفوري، مضيفاً: أنه "تم البدء في تنظيم دورات لزراعة الأسنان الفورية وندوات في قطاع غزه للأطباء، بهدف نشر هذه التقنية والعمل على تطوير أطباء الأسنان بغزة".
ورأى إضهير، أن تقنية "COMPRESSIVE" الحاصلة على موافقة غالبية وزارات الصحة حول العالم أثبتت نجاحاً منقطع النظير، وذلك لأنها عالجت عملية عدم التحام العظم بالزرعة، على خلاف الزراعة الفورية المتطورة التي اعتمدت على نظام علمي متكامل.
وفي حال فقدان الأسنان كاملةً، قال وافي: إن "التقنية السويسرية الحديثة أوجدت نظاماً يتم بموجبه الزراعة لأشخاص فقدوا أسنانهم بشكلٍ كامل، من خلال زراعة حوالي ثمانية أسنان في كل فك، ويتم تعويض الأسنان فوق الزرعات بشكل مترابط، أي أن الأسنان التي ستوضع فوق عملية الزراعة ستكون متصلة ستكون متصلة ويتم تركيب الأسنان مباشرة".
وفي الختام، شدّد اشتيوي على أن تقنية الزراعة الحديثة "COMPRESSIVE" آمنة لمرضى السكري والضغط والقلب والأمراض المزمنة، خاصة كبار السن، وذلك لأن زراعتها لا يصاحبه آلام أو أية آثار جانبية، وفي غالبية الأحيان لا يتم إجراء عملية جراحية من خلال شق اللثة.