حاخام إسرائيلي: قبول مطالب حماس مصلحة شرعية وقيمة إنسانية

اسرائيل وحماس
حجم الخط

في الشريعة اليهودية إنقاذ الأرواح يتجاوز كل شيء، سواء على المستوى الخاص أو على المستوى القومي، إنقاذ الأرواح يتجاوز احتلال الأراضي، واحتلال غزة، قيمة الانسان أهم من قيمة الأرض، الأخلاق اليهودية تعظم الموقف السامي للسلام، تنبذ الاحتلال كقيمة وتحذر من خطر التمرد بين الأمم.

 

من هذا المنظور الاستراتيجي، الاخلاقي والقانوني، الحل لأزمة غزة يبدو بسيطًا: يجب القبول بكل مطالب حماس، لصالحنا، وهذه هي الطريقة الوحيدة لإيقاف دائرة العنف.

 

  ووفقاً للحاخام والقانوني الإسرائيلي معد سلسلة "قيمة الحياة في الشريعة" دوف هلبرتل فإن الحصار والاحتلال المفروضيْن على غزة، على 2 مليون مواطن يعيشون بها، يخلقون أزمة اقتصادية واجتماعية قاسية لا تطاق، من لا يدرك ذلك لا يفهم النفس البشرية، لا يفهم ما معنى إنسان.

 

التدمير، الاكتظاظ، الفقر، وبشكل أساسي فقدان الأمل والنور في حياتهم تجلب لهم اليأس؛ من هنا ضاقت الطريق للتطرف الديني والقومي، يُنظر إلى دولة اسرائيل كعدو أبدي يجب محاربته حتى النهاية، عندما تكون الحياة ليست حياة فلا يكون هناك ما يمكن خسارته، هذه فقط مسألة وقت حتى يسيطر عليها السلفيين وداعش، ووقتها سنشعر بالحنين لحماس.

 

حمام الدم القادم هو مسألة وقت فقط، ربما في الصيف القادم سيُقتل - لا سمح الله - آلاف الأشخاص، ستتلطخ أرض غزة وإسرائيل بمزيد من الدم، سيتشدد الحصار، سيترسخ الحقد، ودوامة العنف القادمة ستكون أشد قسوة، بحسب مقال نشره موقع "واللا" الاخباري وترجمه مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية.

 

يجب رفع الحصار البحري والبري، والسماح لغزة ان تكون حرة ومستقلة بذاتها، مع ضمانات مناسبة من العالم الغربي والعربي، تستند على أمن إسرائيل والدعم الاقتصادي لسكان غزة، وهذه خطوة بسيطة.

 

هذا سيكون فك الانفصال الكلي المناسب من غزة، وبذلك يعيد الكرامة المفقودة لسكانها، ستزدهر، وستكون سنغافورة الشرق الأوسط، سيكون لديهم الكثير مما يمكن خسارته؛ هذه كانت الطريقة الوحيدة أيضًا لتحقيق السلام مع مصر، بعد أن عادت لهم كرامتهم المفقودة في حرب يوم الغفران.

 

هذا التفكير الاستراتيجي سيؤدي لإنجازات سياسية ورسمية بعلاقات واسعة أكثر، العالم سيشيد بهذه الخطوة الدراماتيكية، والعلاقات السياسية والاقتصادية مع الدول ستتعزز، سيتم فتح أفق جديد لاتفاق مع الفلسطينيين، وستقوى العلاقات السياسية والاقتصادية مع الدول العربية المعتدلة، تركيا، قطر وغيرها آخرين، يرون في غزة نموذجًا لإبراز الاحتلال الإسرائيلي.