في خطوة جديدة لإنشاء الأسواق الشعبية في قطاع غزة، جاءت فكرة بناء "سوق رفح" الأثري في بلدة الشوكة شرق محافظة رفح، بهدف تطوير وتنمية الأسواق الشعبية التراثية في المحافظة.
ويُستخدم في البناء الطوب المضغوط الذي يُصنع من تربة طينية تُخلط بالرمل والحصى مع قليل من الماء والاسمنت ويضغط في قالب يدوي على شكل مكعبات، وهو ما يعرف بـ "الطوب الأحمر"، مما أعطاه نكهة خاصة وجعل منه تجربة تراثية تستحق التمعن ومتابعة تفاصيلها.
قال المشرف على البناء محمود صقر: إن "السوق يحتوي على 20 محلًا تجاريًا وتبلغ مساحته حوالي 900 متر"، مشيرًا إلى أنه يعمل في مجال البناء بالطوب منذ تسعينيات القرن الماضي، وهو ما جعله يُتقن المهنة نظرًا للخبرة الكبيرة التي اكتسبها على مدار السنوات.
وأضاف لمراسل وكالة "خبر"، نجحت في بناء العديد من المنازل في غزة بواسطة الطوب، بالإضافة إلى مبانٍ تراثية بالضفة الغربية، مؤكدًا على أن العمل ليس سهلًا، لأنه يحتاج تركيزاً كبيراً، كما أن أي خطأ بسيط قد يؤدي لانهيار البناء.
وأوضح صقر، أن "فكرة السوق لاقت استحسانًا كبيرًا من الناس وسكان البلدة؛ أولًا لعدم وجود سوق تجاري في البلدة بعد أن دُمر السوق السابق خلال العدوان الأخير على قطاع غزة عام 2014، وثانيًا بسبب لما يعطيه المنظر التراثي الذي يظهر به السوق من خلال القباب والأقواس والأسقف، مؤكدًا أن سيستغرق بنائه من 3 إلى 4 أشهر على الأقل".
طابع حضاري وأثري
بيّن رئيس بلدية الشوكة منصور بريك، أن "فكرة بناء السوق جاءت بديلًا عن السوق القديم الذي تم قصفه خلال العدوان عام 2014، ولتلبية احتياجات السكان في البلدة باعتبارها منطقة حدودية ريفية ويضطر سكانها لقطع مسافة من 3 إلى 5 كيلومتر للوصل إلى سوق محافظة رفح".
وتابع: "أردنا هذه المرة تغيير الصورة النمطية في بناء الأسواق، وأن نعطيه شكلًا مغاير وغير تقليدي بإضفاء طابع الثقافة العربية والإسلامية، والحضارة العثمانية تحديدًا، من خلال القباب والأقواس وبتمويل من صندوق تطوير وإقراض البلديات.
وختم بريك حديثه لمراسل "وكالة خبر"، بالقول: إن "مساحة السوق تبلغ 900 متر، بالإضافة إلى مساحة محيطة تصل إلى 2000 متر سيستفيد منها الباعة والتجار في تسويق بضاعتهم، موضحًا أن سيضم مكاتب حراسة وإدارة ودورات مياه للرجال والسيدات ومياهًا للشرب، وسيكون ممره مغطى لتسهيل التسوق.