بنوايا سليمة، خرج الفنان خالد جرار بألوان قوس قزح ( الرينيو) ، ليرسمها على جدار الفصل العنصري عند معبر قلنديا، أول من امس، ليقول : ذهبت ورسمت ألوان قوس قزح حيث أن هذه الألوان شغلت العالم، فهي في نهاية المطاف تعبر عن الحرية، وهدفي أن أبعث برسالة لكل العالم الـذي مازال يحتفل بها، عن شعب مقهور يعيش تحت احتلال عسكري يتجسد في حاجز قلنديا وجدار الفصل العنصري وهما أكثر صورة واضحة عن ذلك.. هذا العمل يأتي في سياق سياسي بحت للفت نظر العالم المحتفل ليرى الجدار والفصل العنصري والاحتلال، ونقطة!
وتعرض الفنان جرار، الذي اشتهر بمشاريعه الفنية وأفلامه التي تفضح الاحتلال وسياساته العنصرية، لحملة من الشتائم بل والتهديد، وصلت إلى حد التعرض له بإساءات، بل وتلميحات إلى أذى جسدي.
ووقف الشاب فادي أبو نعمة أمام ردة الفعل بـ"تبييض الرينيو"، فقال في تعقيب عميق: بالنسبة للحملة اللي بداها بعض أبطال وُممثلي الوطن الليلة (الليلة ما قبل الماضية)، بعد ما إندهن جزء من جدار الفصل العنصري على حاجز قلنديا بألوان قوس قزح .. حملة وعدت وحلفت وباشرت بإزالة ما وصفتو بـ "القذارة"، وتنضيف (مائة خط تحت تنضيف ) الجدار.
وأضاف أبو نعمة: ما لفت إنتباهي هو كيف تحوّل جدار الفصل العنصري بكل ما يحمله من معاني أذى وقمع وإضطهاد إلى صنم ، أو معبود ، يُمنع المس به، ويُمنع تشويهه بحسب الوصف، ويجب المحافظة عليه نظيفاً جميلاً يسطع باللون الأبيض... برأيي هاد الموضوع بلخص مأساة الضفة الغربية،
وبِحُطها بقشرة جوز على حد التعبير، مأساة طبقة تعتمد على إبقاء جدار الفصل العنصري قائم وشامخ من أجل تحقيق إستمرارية وجودها ونشاطها وحتى حياتها في المجتمع كطبقة خاملة تلهث وراء أموال الدول المانحة، حيث أُشبعت ثقافتها بمتلازمة الضحية.
بدوره كتب الإعلامي محمد دراغمة على صفحته في فيسبوك : رسم الفنان خالد جرار الوان قوس قزح على الجدار في قلنديا ليس لانه منشغل في قضية المثليين، وانما لانه منشغل في قضية الجدار والاحتلال.. اراد خالد من وراء هذا الرسم لفت نظر العالم، المنشغل هذه الايام في قضية المثليين، الى الجدار والاحتلال الجاثم على صدور الفلسطينيين.
وأضاف: تسلل خالد تسلل بذكاء الى ساحة الفعل الاعلامي الدولي ليقول للعالم ذي المشاعر، انتبه الى الفصل والقهر والعزل والاحتلال في فلسطين، كما تنتبه الى قضية حقوق المثليين وغيرها، وهذا كل ما في الامر.
وفي ذات الإطار قال الإعلامي والفنان ماهر الخطيب، وبالعامية الدارجة: يعني لما الفنان الفلسطيني يعمل شي بناسب الجمهور بنحملوا على كتافنا وبنزقفلو ولما العمل ما يعجب الجمهور بنلعن ابو اللي خلفو.. كل الاحترام لخالد جرار وعمله الفني المقاوم والفكرة وصلت.
وكان لجرار مشاريع فنية مؤثرة عالمية، منها فيلمه الشرير المتسللون ، يرصد معاناة الفلسطينيين في قصص إنسانية بسبب جدار الفصل العنصري، تعرض خلال تصويره لاعتقالات متعددة، وخطر الإصابة أكثر من مرة، وهو الفيلم الحائز على العديد من الجوائز العربية والعالمية.
وكان له مشروع النحت من الجدار، فخرج بكرة قدم منحوتة من الجدار الإسمنتي القميء، ومعدات يستخدمها لاعبو كرة القدم الفلسطينيين الذي يعانون من قرارات الاحتلال العنصرية بمنع تحركاتهم.
وكان جرار سباقاً لتصميم ختم رمزي لدولة فلسطين يحمل صورة طائر الشمس الفلسطيني، واستقبله العديد من الناشطين الأجانب من المتضامنين مع القضية الفلسطينية على جوازات سفرهم .. وعنه قال: ختم دولة فلسطين يتحدث عن حقنا في الحرية، عبر تجسيد هذا الختم كحقيقة على جوازات السفر حول العالم، حيث أنه غير مسموح لنا كفلسطينيين بإعطاء أية إشارة رسمية تثبت وجودنا كبشر، وأنا أتحدث عن حقنا في العيش بحرية عبر مقارعة الاحتلال، ووضع الختم على جوازات السفر حول العالم، وعلى جوازات سفر إسرائيلية أيضاً، حيث تم إلغاء جواز سفر إسرائيلي في مطار اللد المعروف باسم مطار بن غوريون ، فيما تم مُعاقبة عدد من الأشخاص الذين قبلوا بختم جوازاتهم بهذا الختم من قبل قوات الاحتلال، كنوع من التنبيه وعقاب على موافقتهم على وضع الختم على جوازات سفرهم.
صحيفة الايام الفلسطينية - كتب يوسف الشايب