ودور مصر القادم

قراءة تحليلية لخطاب الرئيس وتأثيره على مجريات المصالحة والأوضاع في غزة؟!

قراءة تحليلية لخطاب "الرئيس" وتأثيره على مجريات المصالحة والأوضاع في غزة؟!
حجم الخط

أعلن الرئيس محمود عباس، أنه قرر إتخاذ الإجراءات الوطنية والقانونية والمالية في قطاع غزة، من أجل المحافظة على المشروع الوطني، متهماً حركة حماس بالوقوف خلف محاولة اغتيال رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله الأسبوع الماضي.

وأكد الرئيس خلال كلمته بمستهل اجتماع القيادة، مساء أمس الإثنين، حرص دولة فلسطين وحكومتها على مصالح الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، قائلاً "إما أن نتحمل مسؤولية كل شيء في قطاع غزة أو تتحمله سلطة الأمر الواقع".

وفي قراءة خطاب الرئيس، وصف المحلل السياسي طلال عوكل، الخطاب بمثابة إعلان وفاة المصالحة والعودة إلى مربع الانقسام من جديد، مشيراً إلى أن الأوضاع في قطاع غزة ستزاد سوءاً على صعيد العلاقات الوطنية أو الثقة مع حركة حماس، بالإضافة إلى تدهور حياة المواطن في غزة من خلال مزيد من الإجراءات التي سيتخذها الرئيس.

بدوره، قال المحلل السياسي  أكرم عطا الله: إن "كل محاولات المصالحة التي بُذلت خلال العشر سنوات الماضية، وتكثفت خلال الستة أشهر الماضية باءت بالفشل، وأصبح الوضع الفلسطيني بحاجة إلى خارطة طريق جديدة تتسلم بموجبها السطلة زمام الأمور في قطاع غزة".

من جهته، أوضح المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس المفتوحة أحمد رفيق عوض، أن الرئيس عباس كان واضحاً فيما قاله، وذلك لأنه يمتلك معلومات تدفعه لإتهام حماس بتفجير موكب الحمد الله.

وبيّن عوكل لمراسل وكالة "خبر"، أن غزة تتجه نحو انهيار اجتماعي واقتصادي في ظل الخيارات التي طرحها الرئيس عباس، وخيارات حركة حماس المحدودة، لافتاً إلى أن حماس ستلجأ إلى تنشيط العلاقة مع الناشط دحلان، إلا أن هذا الأمر مرهون بالعلاقة مع مصر.

وأشار عطا الله، إلى أن ما كان مؤجلاً من ملفات سابقة فيما يخص ملف المصالحة، قام الرئيس بطرحها على الطاولة، معتبراً أن خطاب الرئيس محمود عباس لا يحمل أي قدر من التفاؤل.

ورأى عوض، في حديث خاص بمراسل وكالة "خبر"، أن خطاب الرئيس مهد لبداية جديدة وفهم شكل المصالحة والعلاقة مع حركة حماس، بالإضافة إلى مستقبل المصالحة الفلسطينية والخيارات القادمة التي سيواجهها الشعب الفلسطيني على كافة الأصعدة.

مفترق طرق

قال عطا الله: إن "المصالحة تتوقف على دور مصر في احتواءها لتصاعد الاتهامات بين الطرفين، أو انفجار الأوضاع في قطاع غزة، وبالتالي الرئيس ألقى القنبلة في الوسط السياسي الفلسطيني وهذا ما سنعرفه في الأيام القادمة".

وأوضح عوكل، أن البقاء في مربع المصالحة مرهون باستجابة حركة حماس لخيارات السلطة والرئيس عباس والتمكين الفعلي للحكومة، وهذا الأمر مستبعد.

واعتبر عوض، أن قطاع غزة أمام مفترق طرق ملئ بالأشواك، حيث إن خيار المصالحة أقل كلفة من الخيارات الأخرى كالذهاب لحرب أو تشكيل تحالفات مع قطر وتركيا وإيران، داعياً الفصائل للبدء في حراك سياسي  لكسر حالة الجمود السياسي الراهنة، من خلال عقد المجلس الوطني وعقد حوارات توافقية  في حل الملفات العالقة.

البدائل المتاحة

قال عطا الله: إن "الوضع الداخلي الآن صعب ونحن لا نسير بالاتجاه الصحيح، وما حدث بمثابة بدء مرحلة صدام جديدة"، مشيراً إلى أن خطاب أبو مازن يعيدنا إلى نقطة الصفر، نظراً لأنه مشابه لخطابه بعد أحداث الانقسام عام 2007م.

واعتقد عطا الله، أن الرئيس عباس سيلجأ لإتخاذ إجراءات جديدة لتصويب الأوضاع في غزة، وهذا الأمر كان واضحاً في خطاب الرئيس، لافتاً إلى أن العودة لنقطة الصفر، تعني أن كافة الوساطات السابقة أصبحت في مهب الريح.

وتوقع أن تُقبل المرحلة القادمة على تجميد المصالحة الفلسطينية، بالإضافة لفرض مزيد من الإجراءات والتي سيتضرر منها المواطن في قطاع غزة.

وعما بجعبة حماس في هذه المرحلة خاصة بعد خطاب عباس، قال عطا الله: إن "حماس ليس لديها ما تفعله، حيث إن الإجراءات الجديدة سيتم فرضها دون المقدرة على فعل أي شيئ من قبل كافة الفصائل"، مشيراً إلى أن الوضع الحالي يتطلب تهدئة الأمور، ووجود دور مصري أكثر فعالية وبنشاط أكبر لإحتواء الموقف.

يُشار إلى أن موكب رئيس الوزراء الفلسطيني د. رامي الحمد الله، قد استُهدف صباح الثلاثاء الماضي، لحظة وصوله إلى قطاع غزة عبر حاجز بيت حانون "إيرز" شمال قطاع غزة، بعبوتين ناسفتين ما أسفر عنه إصابة عدد من المرافقين.