أفادت مصادر مصرية وفلسطينية، بأن رئيس جهاز الاستخبارات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، أجرى اتصالات عدة، بقيادات بارزة في السلطة الفلسطينية، لوقف تصاعد الأزمة التي نشبت عقب محاولة استهداف موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله أثناء زيارته غزة الأسبوع الماضي، لافتة إلى أن الساحة الإقليمية بالكامل تستعد لمرحلة ما بعد محمود عباس، وأن نائبه محمود العالول هو الاسم الذي يمتلك الحظوظ الأكبر لخلافته.
وأوضحت المصادر الدبلوماسية، أن كامل طالب قيادات السلطة، بإقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعدم التصعيد إعلامياً وسياسياً مع حركة "حماس" وقطاع غزة، مؤكداً لهم أن الوفد الأمني المصري الموجود حالياً في القطاع، سيتولى تهدئة الأجواء مع "حماس" وباقي الفصائل.
كما كشفت المصادر أن كامل طالب قيادات السلطة الذين تحدث إليهم، وكان من بينهم صائب عريقات وعزام الأحمد، بضرورة تدارك "التصريحات العدائية" بحق الولايات المتحدة الأميركية، وسفيرها لدى الاحتلال الإسرائيلي، لعدم تفاقم الأزمة بشأن القضية الفلسطينية، وتدمير الجهود التي تقوم بها أطراف عربية، على حد تعبير المصادر.
وطالبت مصر قيادات "السلطة" بضرورة تدارك التصريحات العدائية بحق الولايات المتحدة الأميركية
وكان الرئيس الفلسطيني قد وصف السفير الأميركي في إسرائيل (ديفيد فريدمان) بأنه "ابن كلب"، بسبب تأييده للمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة.
وفي كلمة أمام قمة للقيادة الفلسطينية في مدينة رام الله، أمس، حمّل عباس، حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مسؤولية هجوم بقنبلة استهدف موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله في غزة يوم 13 مارس/آذار، وذلك من خلال تصريحات تهدد جهود المصالحة مع الحركة.
واتهم عباس السفير الأميركي فريدمان، بالدفاع عن المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، لقول الأخير إن المستوطنين يبنون على "أرضهم". وأثارت تصريحات الرئيس الفلسطيني انتقادات من قبل فريدمان، ومن قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال عباس، في لهجة غاضبة: "ابن الكلب يقول إنهم يبنون في أرضهم، وهو مستوطن، وعائلته مستوطنة، وسفير أميركا في تل أبيب، ماذا ننتظر منهم؟".
إلى ذلك، استنكرت حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، تصريحات عباس المتعلقة بحركة "حماس"، مساء اليوم، واعتبرتها تشكل تهديداً لوحدة الشعب الفلسطيني، وتعطى مزيداً من التأييد للحصار الذى يفرضه العدو على قطاع غزة.
وشددت الحركة، في بيان، على رفضها المطلق "لكل ما سوف تتخذه السلطة من إجراءات وعقوبات ضد شعبنا فى قطاع غزة"، كما رفضت الإجراءات السابقة.
وتابعت الحركة في بيانها: "على الجميع أن يدرك أن وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيونى هو الموقف الوطني الذي يجب أن يقود كل جهودنا في هذه المرحلة التي تستهدفنا كشعب وقضية"، مطالبةً "كل قوى شعبنا بالالتفاف حول المقاومة وحمايتها، وليس التآمر عليها".
في هذه الأثناء، قال قيادي بارز في المكتب السياسي لحركة "حماس"، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن كلام أبو مازن "يمثل انقلاباً صريحاً على الاتفاقيات الموقعة بشأن المصالحة". وأضاف: "دعونا الأخوة في مصر للتدخل العاجل بشأن حديث أبو مازن، ووقف ما ينوي فرضه من إجراءات عقابية جديدة على القطاع، لمنع مزيد من الفرقة والانقسام".
وفي السياق ذاته، أشارت مصادر مصرية، إلى أن الأداء الإنفعالي لعباس يعد أقرب إلى "رقصة الموت" بحسب تعبيرها، موضحةً أن "الساحة الإقليمية بالكامل تستعد لمرحلة ما بعد عباس".
وكشفت أن "اللجنة المركزية لحركة فتح بدأت مناقشة الأسماء المرشحة لخلافة أبو مازن"، وأن "هناك ثلاثة أسماء طرحت خلال اجتماعات ضيقة للجنة، لترشيح أحدهم لرئاسة السلطة في مرحلة ما بعد عباس".
وأوضحت المصادر، أن الأسماء الثلاثة هي جبريل الرجوب، وماجد فرج رئيس جهاز الاستخبارات العامة في السلطة، ومحمود العالول، لافتةً إلى أن الأخير يحظى بالفرصة الأكبر.