الكاتب جميل السلحوت يحطم حواجز الصمت في قضية حساسة ، قضية لم تطرح من قبل بهذه الصورة الدقيقة ، الرواية فيها عرض لقضيتين ، قضية الأسر وقضية الزواج المختلط ،الرواية صدرت عن مكتبة كل شيء/حيفا، وتقع في ٢٧٢ صفحة من الحجم المتوسط
لوحة الغلاف للفنان التشكيلي محمد نصر الله ،نسيم الشوق للأهل ولتراب الوطن وللحرية وللحبيبة.
أبطال الرواية الرئيسيون أربعة سهيل وناريمان ومديحة وسامي،وهؤلاء هم خميرة الرواية، سهيل الأسير الذي تعلق بحب ناريمان التي تختلف عنه بالديانة ، ومديحة ابنة خالة سهيل التي انقذها سامي من الغرق وتعلق قلبها به .
اختيار موفق للكاتب بحيث عرض القضية من الطرفين ، عندما تكون الفتاة مسلمة والشاب مسيحي وعندما تكون الفتاة مسيحية والشاب مسلم، في بداية الرواية صور لنا الكاتب الأسير عند خروجه من الأسر واستقبال الأهل والأصدقاء له .وحرارة اللقاء ، مسار الرحلة من السجن، سجن شطة غربي مدينة بيسان الى قرية حزما .
وصف دقيق جدا وممتع جدا .
أسلوب الكاتب المتميز بالاسترسال في الوصف والمصداقية ونقل تحركات شخصيات الرواية بخفة دليل على تمكن الكاتب من اللغة ، نحن في حاجة الى هذه النوعية من الروايات في مكتباتنا .
الروايات التي تحكي قصص من الواقع ، فيها خيال واقعي.
تصوير جميل جدا للمناطق التي كانت في طريق عودة سهيل من الأسر .الجبال التي تحيط بالأغوار من الجهة الغربية ،والجبال الشرقية مرتفعات السلط الأردنية، نهر الأردن الذي ينساب بانحناءة مدهشة .
قضايا اجتماعية طرحها الكاتب قضايا متنوعة، منها قضية سكن الطلبة باسكان طلبة الجامعات، موضوع ضرورة تعليم السباحة وعدم المخاطرة بالسباحة دون أن يكون الانسان لديه معرفة عملية بالسباحة ، تحدث الكاتب عن جمعية الشبان المسيحية ال Y.M.C.A التي تعلم السباحة بالقدس ، وتخصص ساعات يومية للنساء للسباحة .
ص ١٤٧ من الرواية اصطحبنا الكاتب في رحلة ممتعة جدا في أحضان الوطن .
تصوير حي للمشهد ،ومن منطقة طبريا عندما أنقذ الأستاذ المسيحي سامي متري المعلمة المسلمة مديحة من الغرق ابتدأت الحكاية .
قضية الزواج المختلط ، طرح الكاتب القضية بشكل عقلاني ، ربما لا يتوافق البعض معه نظرا لعوائق كثيرة منها رفض الأهل والمجتمع والدين .
طرح القضية من مختلف الزوايا ،اختلاف نظرة المسلمين عندما يتزوج شاب مسلم فتاة مسيحية عن نظرتهم من زواج مسلمة من مسيحي،اختلاف شاسع لأن الدين يحرّم أن تتزوج المسلمة من غير المسلمين، بينما الرجل المسلم يستطيع الزواج من امرأة من غير دينه .
تعمق الكاتب كثيرا في توضيح التفاصيل ،ورغم المصاعب التي واجهت أبطال الرواية إلا أن الكاتب كتب للرواية نهاية سعيدة .
الرواية فيها رسائل هادفه ،فيها وضع للنقاط على الحروف للأشخاص الذين يمرون بنفس التجربة والمعاناة التي عاشها أبطال الرواية بسبب اختيارهم أزواجا من ديانة مختلفة، من يمر بتلك التجارب يستطيع من خلال قراءة هذه الرواية أن يجد الحل لمشكلته.