بحث وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، اليوم الاثنين، مع نظيره الفرنسي جان ايف لودريان عملية السلام.
جاء ذلك خلال استقبال المالكي للوزير لودريان ووفده المرافق بمقر وزارة الخارجية والمغتربين في رام الله، حيث شهد اللقاء المنفتح والصريح التأكيد مجددا على الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني لفلسطين من قبل فرنسا والاتحاد الأوروبي، فضلا عن مساندة المبادرات الخاصة بعملية السلام، لا سيما تلك المتعلقة بالجامعة العربية، لإحياء عملية السلام.
واستنكر المالكي، خلال اللقاء، بأقسى العبارات العمل الإرهابي الذي ضرب فرنسا قبل يومين، مبيناً أن فلسطين قيادة وشعبا تقف إلى جانب جمهورية فرنسا ضد ما يواجهها من عمليات إرهابية، والتي يذهب ضحيتها أناس أبرياء.
وأضاف أن الإرهاب لا دين ولا عرق له، مشددا على ضرورة مواجهته بكل قوة، والعمل على تجفيف منابعه وأسبابه بكل عزم وتصميم.
وشكر المالكي فرنسا على مواقفها الداعمة لفلسطين في المحافل الدولية، وتصويتها لصالح القرارات الدولية ذات العلاقة بالقضايا المصيرية التي من شأنها تحقيق العدل والسلام.
ووضع المالكي نظيره الفرنسي في صورة الأوضاع على الأرض وما تقوم به الدولة القائمة بالاحتلال (إسرائيل) من إجراءات تدميرية لكل ما من شأنه تحريك عملية السلام، مستبقة أي إجراء من هذا القبيل بعمليات استيطان استعماري يغيّر من الوضعين الجغرافي والديمغرافي لدولة فلسطين، فتكثيف الاستيطان يرافقه تكثيف لعمليات الهدم لبيوت الفلسطينيين، وجلب المزيد من المستوطنين يقابله مزيد من تشريد الفلسطينيين من بيوتهم وأماكن تواجدهم، وفي الوقت الذي يؤوي الاحتلال المستوطنين في فلسطين يتم فيه الإلقاء بالفلسطينيين في العراء هائمين على وجوههم، وكذلك مشاريع الطرق الالتفافية لربط المستوطنات الاستعمارية وكل ذلك لقضم المزيد من أراضي الفلسطينيين، وخلق حالة فصل عنصري، إضافة لما هو موجود أصلاً، محذرا من تداعيات ذلك على الأصعدة كافة.
وتطرق المالكي للمشاريع التي تم التصويت عليها في الكونغرس الأميركي والتي تأتي كلها في سياق دعم الاحتلال الإسرائيلي على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية، إضافة إلى كل ما اتخذته الإدارة الأميركية من إجراءات تؤكد على صحة ما ذهبت إليه القيادة الفلسطينية من معارضة للتفرد الأميركي بالتوسط في عملية السلام، ومناداتها بعملية سلمية تشارك بها أطراف متعددة، على غرار ما جاء في اجتماع باريس الخاص بعملية السلام والذي لم تحضره إسرائيل آنذاك.
وتابع المالكي أنه بات مفهوماً أن لا أحد بعينه يستطيع أن يختطف الوساطة بين طرفي النزاع وتحريك المفاوضات بمفرده، وينصب نفسه وصياً وحيداً عليها، مؤكداً أنَّ هذا ما جاء في مبادرة سيادة الرئيس محمود عباس أمام مجلس الأمن في شباط الماضي. وشدد على أن هذا يتفق مع رؤية الجمهورية الفرنسية وأغلبية دول المجتمع الدولي.
من جانبه، أكد لودريان مواقف فرنسا الثابتة الداعمة لحل الدولتين وأن القدس عاصمة لدولتين، ومعارضة بلاده لأي حلول أحادية الطرف، مشددا على وجوب العودة لطاولة المفاوضات بوصفها السبيل الوحيد للوصول لحل سلمي قابل للحياة والاستمرار.
وبين أن فرنسا ستبقى ملتزمة بلعب دور بناء لصالح كافة الأطراف في المنطقة، مشيرا إلى أن فرنسا تبقى ملتزمة بالتخفيف من معاناة الفلسطينيين، وضرورة البناء لما فيه فائدة الأجيال الناشئة.
وناقش الطرفان كل الجهود الممكنة لبعث الحياة في عملية السلام المتعطلة منذ زمن بسبب التعنت الإسرائيلي وغياب أي تقدم في مسار المفاوضات نتيجة لاستمرار الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة، حيث أكّد الوزير لورديان التزام فرنسا والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء المعنية بعملية السلام وبحل تفاوضي مبشرِّ يشمل تطبيق حل الدولتين، ويحترم المحددات ذات الصلة التي وضعها المجتمع الدولي.
كما أكد الطرفان على تفعيل وتطبيق كل الاتفاقيات الموقعة بينهما لما فيه مصلحة البلدين الصديقين وشعبيهما.
وحضر اللقاء من الجانب الفرنسي، القنصل الفرنسي العام بيير كوشارد، والمستشار الخاص للوزير لودريان جون موليت، ومدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جيرومي بونافونت، ومستشار الوزير أوليفيير ديكتجنيز، ومستشار الوزير للاتصال والصحافة فيرونيك لِ جوف، والمستشار السياسي هيوجو هينري، والمستشار الإعلامي والسياسي جين كريستوفي أوجي، ورئيس دائرة شرق مصر يانيك تاجاند، والمترجمة يولا أبو حيدر، ومن الجانب الفلسطيني: وكيل الوزارة تيسير جرادات، ومساعد الوزير للشؤون الأوروبية أمل جادو، وسفير فلسطين لدى فرنسا سلمان الهرفي، ومدير وحدة الإعلام المستشار أحمد سلامي كبها، ومدير دائرة أوروبا الغربية المستشار إيهاب خليل، ومدير ملف فرنسا رازان لفتاوي، والملحق الدبلوماسي دانية الدسوقي.