فعاليات ثقافية تجسد تاريخ وحياة القدس بغزة

33.PNG
حجم الخط

جسدت عدة مراكز تربوية (نادي الشروق والامل، ونوار التربوي، وبناة الغد) تابعة لجمعية الثقافة والفكر الحر في محافظة خانيونس جنوب القطاع الاجواء التاريخية والحياتية لمدينة القدس المحتلة، من خلال مجموعة منوعة من الفعاليات الفنية والمسرحية والادبية والالكترونية بطرق محببة ومشوقة للاطفال.

واستطاع القائمون على المهرجان محاكاة البيئة التارييخية والاجتماعية والحياتية لمدينة القدس، من خلال مجسمات فنية ضخمة وبوسترات وملصقات وفعاليات ثقافية متعددة زودت زوار المعرض بالمعلومات عن اهم معالم القدس التاريخية والدينية وقراها واحياءها ونضالات اهلها ضد محاولات الطمس والتهويد المستمرة من قبل الاحتلال الاسرائيلي.

واخذت الاعمال والمجسمات الفنية لاهم المعالم فى مدينة القدس الحضور فى رحلة إلى أعماق الروح، وقادتهم إلى أبواب المسجد الأقصى المبارك، وأجلستهم على نوافذ قبة الصخرة، تحسسوا بأيديهم سجادها، وحملوا بأرواحهم قبل أكفهم مصاحفها، واصطفوا في الصلاة خلف إمامها، ووضعتهم الحضور في قلب المدينة، فاشتموا رائحة البخور المنبعثة من قناديلها، ولفحت وجوههم شالات القماش المعلقة في سوقها، وجلسوا على مقاهيها.

وافتتحت فعاليات المهرجان بأمسية ثقافية نظمها مركز بناة الغد، تحت عنوان "البقاء على قيد الوطن"، استضافت خلالها اكادميين وفنانيين وشعراء واسرى محررين تحدثوا عن تاريخ ومكانة القدس وقدسيّتها على مر العصور، تلتها اصبوحة ثقافية صباح اليوم الاثنين في مركز نوار تحت عنوان "القدس مدينة وحكاية"، واستضافت ايضا مؤرخين ومثقفين تحدثوا عن جغرافية القدس، واسوارها، وحاراتها، واحياءها وطرقها، وابوابها، واروقة المسجد الاقصى، وعمليات الترميم لساحات المسجد الاقصى والمآذن التي يعود أكثرها إلى العصر المملوكي وتفاصيل عن نضالات اهل القدس وانتفاضاتهم في وجه المحتل، تلتها جولة داخل اروقة المركز وفعالياته المتعددة.

وافتتح نادي الشروق والامل فعاليات مهرجانه التي اتخذ شكل السوق المقدسي امام الطلاب من مدارس محافظة خانيونس الذين تفاعلوا وشاركوا بفعاليات المهرجان الفنية والادبية والثقافية.

وقالت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر مريم زقوت إن المهرجان ينفذ سنويا وهو بمثابة تظاهرة ثقافية وطنية نرسخ من خلال فعالياته المتعددة الثقافة الفلسطينية بمفهومها الواسع في عقول ونفوس اطفالنا كأساس للمحافظة على الهوية وتعزيز الانتماء، بتحبيبه بموروثه الثقافي والأدبي والفني وتشجيعه على البحث والقراءة ومن ثم الابداع فيما بعد.

وشددت زقوت على ان المهرجان والذى خصص هذا العام للحديث عن عاصمة فلسطين الابدية القدس، له دلالات معنوية وسياسية وخاصة فى ظل ما تتعرض له المدينة المقدسة من تهويد من قبل الاحتلال، وفي ظل قرار ترامب الاخير، لنؤكد عبر البوابة الثقافية والابداعية ان القدس حاضرة في الفعل الثقافي الفلسطيني كأحد ادوات المقاومة.

وتشتمل فقرات المهرجان الذي يستمر على مدار ثلاثة أيام، ثلاثة محاور هي: محور تعريفي تثقيفي، ومحور فني وأدبي، ومحور المعايشة، وتصب جميعها في إطار التعريف بمدينة القدس ومكانتها وتاريخها وتشجيع الاف الطلاب من مدارس محافظة خانيونس المتوقع زيارتهم ومشاركتهم بفاعليات المهرجان للتوجه نحو القراءة وغرس عادات القراءة والاطلاع بطرق محببة ومشوقة للأطفال، وتنمية شخصيتهم، وتوفير المصادر المعلوماتية المتنوعة وتحفيزهم على البحث والاطلاع.