باشرت صحيفة "لاستامبا" الإيطالية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على عودة التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين من جديد.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته، إن حشودا من النساء والرجال والأطفال الفلسطينيين تجمعوا على الحدود الفاصلة بين قطاع غزة والأراضي المحتلة؛ للمطالبة بالعودة إلى ديارهم، في إطار مسيرة العودة إلى أراضي 1948.
وأفادت الصحيفة بأن الفلسطينيين العزل على استعداد لاختراق الحدود، واستعادة المناطق التي افتكتها إسرائيل منهم. وفي الواقع، تعد حماس العقل المدبر لهذه الخطوة التي تسببت في مأزق لـ"إسرائيل"، حيث وجد الجيش الإسرائيلي نفسه عاجزا عن استهداف المدنيين الذي يتظاهرون بشكل سلمي. لكن تل أبيب توقعت هذه الخطوة، إلا أنها لم تتمكن من اتخاذ التدابير اللازمة لتفادي الوقوع في هذا المأزق.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي إيزنكوت، وجه تهديدا إلى القادة الفلسطينيين، مؤكدا أن تل أبيب سترسل مئة قناص لمنع الفلسطينيين من التقدم أكثر. في المقابل، أثبتت حماس من خلال هذه الخطوة تفوقها على "إسرائيل"، رغم الحصار المفروض عليها، لأنها تتمتع بمهارات تنظيمية عالية. ومؤخرا، نقلت حركة حماس حوالي 30 ألف فلسطيني إلى المخيمات بالقرب من السياج الذي يفصل بين قطاع غزة و"إسرائيل".
وأضافت الصحيفة أن الفلسطينيين يطالبون بالعودة إلى ديارهم في إطار حق العودة إلى أراضي 1948. ومن جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن تل أبيب تحافظ على حضورها في جزء من قطاع غزة وإسرائيل. والجدير بالذكر أنه سبق لحزب الله اللبناني أن هدد تل أبيب بتجميع حشود من المدنيين غير المسلحين في جنوب لبنان، ولكن الحزب الشيعي لم يقدم على هذه الخطوة فعليا.
وقالت الصحيفة إنه بتاريخ 30 آذار/ مارس من كل سنة، يحتفل الفلسطينيون بيوم الأرض الفلسطيني، الذي تعود أحداثه لشهر آذار/ مارس من سنة 1976، بعد أن قامت السلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي ذات ملكية الخاصة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذات أغلبية سكانية فلسطينيّة. ونتيجة لذلك، اندلعت مواجهات واشتباكات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
من المنتظر أن تواصل حركة حماس احتجاجاتها إلى حين ذكرى النكبة، التي توثق انهزام الجيوش العربية والمأساة التي حلت بالفلسطينيين. وفي الحقيقة، سيكون يوم 15 أيار/ مايو تاريخ نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهو ما دفع حماس لاتخاذ هذه الخطوة والمطالبة بالعودة إلى حدود 1948.
ونوهت الصحيفة بأن حركة فتح ستنضم إلى حركة حماس، حيث تستعد كل من رام الله وبيت لحم ونابلس إلى التوجه إلى قطاع غزة؛ لمساندة الفلسطينيين المتواجدين في المخيمات. كما دعا الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إلى ضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف حمام الدم في فلسطين. ويبدو أن استراتيجية الرئيس الفلسطيني، المتمثلة في اللجوء إلى كل من روسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لحل الأزمة الفلسطينية، لم تحقق أي مكاسب تذكر.
وأقرت الصحيفة بأن فكرة قيام دولة واحدة تضم شعبين ودولتين في إطار المساواة بين الفلسطينيين والإسرائيليين غير مجدية. وعلى الرغم من ارتفاع نسبة المواليد اليهود، إلا أن النمو الديمغرافي لهذا الشعب في تراجع ملحوظ. في المقابل، تشهد فلسطين ارتفاعا في عدد السكان، حيث بلغ عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية ما يقارب 2.7 مليون فلسطيني، ومليونين في قطاع غزة، فضلا عن مليون فلسطيني في إسرائيل. وفي المجمل، يبلغ عدد الفلسطينيين 6.5 مليون نسمة، مقابل 6.7 مليون إسرائيلي.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن حركة حماس تسعى إلى تعزيز صفوفها من خلال لم شمل اللاجئين الفلسطينيين منذ سنة 1948 رفقة أحفادهم، الذين يبلغ عددهم خمسة ملايين فلسطيني، والذين يطالبون بحق العودة للتصدي لإسرائيل. ونجحت حركة حماس في وضع إسرائيل في مأزق عندما ألقت بها في مواجهة دروع بشرية غير مسلحة.