اختتمت مساء اليوم الاثنين في قصر رام الله الثقافي فعاليات يوم الثقافة الوطنية 2018، بتكريم الصامدين في أرضهم، أفرادًا ومجالس قروية وبلدية، وأيضًا تكريم "سيدات الأرض".
وقال وزير الثقافة إيهاب بسيسو في كلمته إن الثقافة تصون صمود الشعب الفلسطيني كل يوم بهذا الإبداع المتجدد الذي يقدمه أبناء وبنات فلسطين، وهذا يجعلنا نؤكد مرة تلو الأخرى على أن الشعار الذي ترفعه فلسطين بأن "الثقافة مقاومة" هو بوصلة حياة نقدم من خلالها هويتنا وتراثنا، وأيضًا انتماءنا إلى فلسطين.
وأضاف أن يوم الثقافة الوطنية الذي يتزامن مع ميلاد الشاعر الكبير الراحل محمود درويش يمتزج مع يوم الأرض، هكذا أرادت وزارة الثقافة أن تقدم هذا اليوم، وأن تقدم مشهد الثقافة في فلسطين.
وتابع "على مدار سبعة عشر يومًا يمتزج فيها نبض الإبداع بالشعر والنقد والأدب والسينما والموسيقى والمسرح مع الأرض، مع هذا الصمود الأسطوري الذي يصنعه شعبنا كل يوم، في القرى والمدن والمخيمات بمختلف المحافظات، وفي القدس العاصمة".
وشدد قائلًا إننا إذ نقدم فعاليات يوم الثقافة الوطنية لتمتد إلى سبعة عشر يومًا، إنما لتصل رسالتنا إلى كل جهات الأرض بأن على الأرض شعب فلسطيني يقاوم الاحتلال بالثقافة والإبداع، كما يقاومه بهذا الصمود الملهم الذي نستمده من أهلنا في كل منطقة مهددة بالاستيطان والجدار، وكل منطقة يتم الاعتداء عليها من قبل المستوطنين وجهود الاحتلال.
وأكد أن الثقافة جزء أصيل من مكونات صمود الشعب الفلسطيني ونضاله الوطني.
وأوضح أن ذلك ضرورة أن يشكل لوحة متكاملة من العمل الوطني ببعده الثقافي، تعكس حرصنا جميعًا على هوية فلسطين واستقلالها، وإقامة دولتنا على أرضنا، وعاصمة القدس.
وأكد استمرار الشراكة مع هيئة مقاومة الجدار والاستيطان للعام على التوالي لكونها تحقق مشهدًا تكاملًا نحتفي من خلاله بتكريم نخبة تلو نخبة من أهلنا الصامدين في مواجهة الاستيطان والجدار، لكون ذلك لب الثقافة.
وأضاف "فهؤلاء هم مصدر الإلهام لنا ككتاب وشعراء وموسيقيين وصناع أفلام ومسرحيات، ومنهم نتعلم كل يوم فلسفة الصمود والبقاء، فهذه فطرة الفلسطيني في الدفاع عن حقه، وهي فطرة الفلسطيني في أن يقول لا للمستعمر، ولا للاضطهاد والقمع".
وختم كلمته قائلًا إن" مشوارنا مع الحرية يواجه الكثير من التحديات، ويواجه الكثير من الأزمات، بل وأكثر من ذلك الكثير من المؤامرات، ولكن إيماننا المطلق بحريتنا يجعلنا نواصل المشوار".
من جهته، أكد رئيس هيئة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف على العلاقة التكاملية ما بين الأرض والثقافة، والتي من شأنها تعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني في مواجهة سياسات الاحتلال، ليزرع أسطورة تمتد عميقًا في هذه الأرض.
وتحدث عن إنجاز الهيئة في السنوات الماضية، وخططها للأعوام المقبلة في مواجهة سياسات الاحتلال العنصرية الرامية لاقتلاع أبناء الشعب الفلسطيني من أرضه، وعن مخططات الاحتلال وآليات مواجهتها.
وأشاد بالدور الكبير لمن وصفهن بـ "سيدات الأرض" من نساء فلسطين في مواجهة التمدد الاستعماري للمستوطنات، اللواتي اخترن أن يحمين أرضهن وحمايتها.
وشدد عساف على أنه "لا يمكن لشعب أن يعيش بلا ثقافة وطنية، ولا تراث وطني، فعبرهما نؤكد عمق التاريخ الفلسطيني منذ شجرة الزيتون الأولى قبل 6500 عام، لتصنع هويتنا الوطنية التي نعبر عنها عبر التمسك بالثقافة والتراث والحضارة في وجه مؤامرة سرقة هذه الثقافة والحضارة والتراث، ولذلك علينا خوض معركة الحفاظ على الأرض.
وفي نهاية الحفل، كرم كل من بسيسو وعساف وسفير دولة فلسطين في كندا نبيل معروف، ورئيس سلطة الأراضي والتسوية القاضي موسى شكارنة الصامدين في أرضهم، و"سيدات الأرض"، ونخبة من ذوي الشهداء والأسرى.