في يومها العاشر

هل تستطيع الفصائل الفلسطينية وقف فعاليات مسيرة العودة الكبرى؟!

هل تستطيع الفصائل الفلسطينية وقف فعاليات مسيرة العودة الكبرى؟!
حجم الخط

أربكت فعاليات مسيرة العودة الكبرى الاحتلال الإسرائيلي رغم سلميتها، حيث تُجري إسرائيل اتصالات مكثفة بدول الجوار لإجبار الفلسطيني الثائر على التراجع عن زحفه نحو الحدود، في دليل قطعي على أن كينونة الاحتلال، فشلت في استيعاب الهبة الجماهيرية الغاضبة.

وأكد المحلل السياسي مصطفى الصواف، على أن المجتمع الدولي، لا يمكن أن يمارس أي نوع من أنواع الضغط على الاحتلال الإسرائيلي، خاصة بعدما حظي على دعم المؤسسات الدولية والمحكومة بحق النقض "الفيتو" الأمريكي.

وفي طور إجابته على سؤال "هل من الممكن أن يتم معاقبة إسرائيل على جرائمها المرتكبة بحق المتظاهرين السلميين؟"، قال: "علينا أن لا نأبه لقرارات المجتمع الدولي، بل يتوجب علينا النظر لأداء فعلنا كفلسطينيين، فأدائنا سيجبر الاحتلال وغيره على التفكير مرة أخرى لتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني التي يتجاهلها العالم من خلال الانحياز الكامل لإسرائيل".

وتابع الصواف خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر"، بأن "مسيرة العودة الكبرى أثبتت للعالم بأسره أن الفلسطيني لا زال متمسكًا بحقه وسيتخذ زمام المبادرة ويحقق مطلب العودة الذي لم يستطع العالم بأسره على تحقيقه".

رسالة مسيرة العودة

قال المحلل والكاتب السياسي هاني حبيب: "إن الرسالة الأكثر وضوحاً تكمن في كنس الاحتلال والتمسك بحق العودة وفقاً لقرارات الجمعية العامة خاصة قرار 194 بند رقم 11 والذي يؤكد على أحقية الشعب الفلسطيني بالعودة إلى أرضه"، مضيفًا أنه "من المفترض أن يتم محاكمة القتلة الإسرائيليين وإحالتهم للجناية الدولية، إلا أن الدولة العبرية، تدير ظهرها للقرارات والقوانين الدولية".

وشدد حبيب، لـ"خبر"، على أن الاحتلال سيصبح في وضع أكثر صعوبة، خاصة إذا ما استمرت فعاليات مسيرة العودة السلمية، واحتشد هذا الزخم الجماهيري في ذكرى النكبة بتاريخ 14 آيار القادم".

مزاعم كاذبة

وبشأن سلمية مسيرة العودة، ذكر الصواف، أن "مزاعم الاحتلال حول عدم سلمية المسيرة  كاذبة، وذلك بدليل أن المتظاهر لا يستخدم أي أداة من أدوات القتال الحقيقية، مستشهداً بذلك استهداف قناصة الاحتلال بشكلٍ متعمد للمصور الصحفي ياسر مرتجى في منطقة غير محمية بدرعه الصحفي، على الرغم من أنه كان يمارس عمله الصحفي بكل مهنية خالصة.

من ناحيته، تابع حبيب: "نجح الإعلام الفلسطيني في نقل الصورة الواضحة للمجتمع الدولي المتمثلة بأن ما جرى على حدود غزة هي مظاهرات سلمية تامة، وقوبلت بالقمع والقتل الوحشي من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي".

وقف الهبة الجماهيرية

قال الصواف: إن "مسيرة العودة هي بمثابة قرار  شعبي، والفصائل الوطنية عادةً ما تستجيب لمثل تلك المطالب"، مشددًا على أنه لا يمكن لأي طرف أن يؤثر على قرار الشعب الفلسطيني طالما لم يحقق أدنى طموحاته".

ودعا حبيب، إلى التحقق من الأنباء التي تحدثت عن طلب مصر من حركة حماس وقف الهبة الشعبية، كونها لم تصدر من قبل أي جهة موثوقة، لافتاً إلى أن هذه الهبة الشعبية الفلسطينية، ليس بمقدور أحد أن يوقفها، خاصة أنها حققت إنجازًا مهماً وملموسًا على أرض الواقع.

واستشهد 32 مواطناً وأصيب الآلاف برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ بدء مسيرات العودة الكبرى التي انطلقت يوم الجمعة الموافق 2018/3/30م، أثناء الاعتصام السلمي للشبان على مختلف حدود قطاع غزة الشرقية.

ويذكر أن الشعب الفلسطيني يُحيي الذكرى 42 ليوم الأرض، الذي صادف يوم الثلاثين من آذار، ويأتي يوم الأرض بعد هبة الجماهير العربية في أراضي 48 عام 1976، معلنةً صرخة احتجاجية في وجه سياسات المصادرة والاقتلاع والتهويد التي انتهجتها "إسرائيل"، وتمخض عن هذه الهبة ذكرى تاريخية سميت بيوم الأرض