صحف أمريكية تُحذّر من صراع إيراني إسرائيلي يصعب احتواؤه

صحف أمريكية تُحذّر من صراع إيراني إسرائيلي يصعب احتواؤه.jpg
حجم الخط

تناولت صحف أميركية الحرب المستعرة في سوريا منذ سنوات، والدعم الذي تقدمه إيران للنظام السوري، وحذرت من أن تؤدي الحرب السورية إلى صراع إيراني- إسرائيلي يتصاعد بشكل خطير يصعب احتواؤه.

وأشار بعضها إلى تعرض المدنيين في بلدة دوما بالغوطة الشرقية في ريف دمشق السبت الماضي لهجوم بالأسلحة الكيميائية كان أبرز ضحاياه من النساء والأطفال الرضع، وموجة الغضب في الأوساط الدولية بعد أن بدأت الصور الصادمة للأطفال وبقية الضحايا بالظهور.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب وصف رئيس النظام السوري في اليوم التالي بـ"الحيوان" وتوعده بدفع ثمن باهظ، خاصة أن الأسد لم يكن قد اكترث للخط الأحمر الذي رسمه له الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما إزاء استخدام الأسلحة الكيميائية في الحرب المستعرة في سوريا منذ سنوات.

وأضافت "نظام الأسد استخدم غاز السارين ضد المدنيين في بلدة خان شيخون بريف إدلب شمال غربي سوريا في أبريل/نيسان 2017، حيث رد ترمب بإصدار أوامره بقصف مطار الشعيرات العسكري في محافظة حمص بصواريخ توماهوك من حيث انطلق الهجوم بالغاز السام".

تعقيدات الحرب

وأثناء هذه الأحداث ووسط التعقيدات الأخرى للحرب التي تعصف بسوريا منذ سنوات يدور صراع متنام بين إيران -التي تدعم النظام السوري وحزب الله اللبناني-و "إسرائيل".

وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" في تحليل إخباري إن "إسرائيل" شنت غارة جوية قبل فجر الاثنين على قاعدة عسكرية تنسق مع "المليشيات" المدعومة من إيران، مما أسفر عن مقتل أربعة مستشارين عسكريين إيرانيين.

وتنسب إلى تقارير إيرانية القول إن من بين القتلى ضابطًا كبيرًا برتبة عقيد يعمل ضمن برنامج الطائرات بدون طيار.

ويثير القصف الإسرائيلي الذي استهدف مطار تيفور "تي 4" العسكري التابع للنظام السوري في محافظة حمص واسمه الحقيقي "طياس" انتباها جديدا للصراع بين إيران و"إسرائيل" والذي بقي متواريا في الأغلب بظلال الحرب السورية.

وتفيد تقارير إخبارية إيرانية وروسية بأن طائرتين حربيتين إسرائيليتين من طراز إف15 نفذتا الضربة بثمانية صواريخ، ما أسفر عن مقتل 14 شخصا، في حين تقول وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس" إن أنظمة الدفاع الجوي السورية أسقطت خمسة من هذه الصواريخ.

أما الصواريخ الثلاثة الأخرى فأصابت قاعدة التيفور التي تلعب دورا محوريا في الأنشطة العسكرية الإيرانية الآخذة بالاتساع في سوريا.

قوة عسكرية

وتضيف الصحيفة أن "إسرائيل" تخشى من تركيز إيران على بناء القدرة العسكرية لنظام الأسد، من أجل مساعدته في مواجهة مستقبلية مع "إسرائيل".

في السياق ذاته، قالت مجلة "ذي ديلي بيست" إن الغارة الجوية الإسرائيلية على مطار تيفور السوري تعتبر سالة إلى إيران وروسيا وإلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب نفسه.

وأوضحت من خلال مقال تحليلي للكاتب تشارلز ليستر أن أيام دفع إيران إلى الوراء في سوريا قد ولت، وإن احتمالات ردعها واحتوائها هي ربما كل ما تبقى، وأن الوضع بالنسبة لترمب في هذا السياق قد أصبح خطيرًا للغاية.

وتضيف أن طائرتين مقاتلتين إسرائيليتين عبرتا في الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين إلى جنوب لبنان وأطلقتا عددا من الصواريخ على قاعدة تيفور الجوية، فأصابت قسما من القاعدة التي يستخدمها حصريا فيلق القدس التابع إلى الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.

تطور خطير

ونسبت إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وصفه الهجوم الإسرائيلي بأنه "تطور خطير جدا".

كما أشارت إلى الاشتباكات الإسرائيلية الإيرانية في أجواء سوريا قبل شهرين، وإلى إسقاط الدفاعات الجوية في قاعدة تيفور نفسها مقاتلة إسرائيلية من طراز إف16 من ضمن عدد من الطائرات المغيرة.

وقالت إن مكالمة هاتفية صارمة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضمنت عدم قيام "إسرائيل" برد انتقامي عنيف، وسط الخشية من أن تتطور الأزمة السوري إلى صراع إسرائيلي إيراني لا يمكن السيطرة عليه.

وقال المقال إن على الولايات المتحدة إن تكثف تبادل المعلومات الاستخبارية مع "إسرائيل" بشأن أنشطة إيران الخبيثة المستمرة في سوريا.

وأضاف أن عليها أن تنضم إلى سلاح الجو الإسرائيلي في توجيه ضربات عقابية ورادعة على أهداف تابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا، والذي وصفه بأنه لا يفهم سوى القوة التي تستهدف الإيرانيين أنفسهم.