شارك وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو مساء أمس، في إطلاق فعاليات مهرجان نابلس الثالث للسياحة والثقافة والفنون، والذي ينتظم تحت رعاية الرئيس محمود عباس.
وأعلن اللواء أكرم الرجوب محافظ محافظة نابلس، ممثلاً عن السيد الرئيس، إطلاق فعاليات المهرجان، مشدداً على أن هذا المهرجان علاوة على كونه يحمل رسالة ثقافية فنية سياحية، فهو يحمل رسالة وطنية بامتياز.
وقال: نابلس عميقة بتاريخها، ومن واجبها علينا جميعاً أفراداً ومؤسسات أن نقدمها بالشكل الأجمل والأفضل دائماً، لأنها تستحق، ولأنها تعبر بشكل صريح وصادق وأمين عن وجه فلسطين، متحدثاً عن حضور القدس في المهرجان بشعارها الأساس "القدس عاصمة دولة فلسطين"، مشددا على أهمية اقتناص لحظات الفرح للتأكيد على أننا شعب حي، وتوجيه رسالة إلى أعدائنا بأنه ليس بإمكانهم إلغاء القدس وفلسطين من عقولنا، طالما ثمة حناجر تصدح صباح مساء باسم الوطن فلسطين، والقدس، والشهداء، ورسالة واضحة إلى العالم الذي يدعي الحرية وكرامة الإنسان عبر ما يقدمه فنانو ومبدعو فلسطين، أو عبر الوفود والفرق الأجنبية المشاركة، بأن الموجودين على أرض فلسطين، أصحاب الأرض، هم أيضاً بشر، وعلى ضمير العالم أن يستيقظ ليقف وقفة حرة تجاه قضية شعبنا العادلة.
بدوره شدد وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو على أن أي فعل ثقافي يحمل رسالة فلسطين إلى عمقها العربي أو الدولي هو فعل مقاومة، وبالتالي فإن الثقافة التي ينحت مفرداتها أبناء شعبنا كل يوم في مختلف مجالات الإبداع أداة من أدوات المقاومة، لكونها تعزز الصمود والبقاء في مواجهة سياسات الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول طمس هويتنا الوطنية من جهة، وعزل فلسطين عن محيطها العربي والإنساني من جهة أخرى.
واضاف" هذا الاحتلال يتنقن سياسات العزل، وتحويل الحياة الفلسطينية إلى سجن كبر هو امتداد للمعتقلات التي يقبع فيها وخلف زنازنيها أبطال فلسطين من الأسيرات والأسيرات، وبالتالي فإن كل فعل ثقافي يخترق جدران العزل وجدران الحصار في القدس العاصمة، وفي الضفة وغزة، وفي كل مكان يتواجد فيه الفلسطيني هي فعل مقاومة، وبالتالي فإن رسالة المهرجان في نسخته الثالثة إنما تمثل امتداداً للإرادة الفلسطينية التي يتحقق فيها مزيج الفعل والعمل والرؤية والتعاون والتكامل .. نجاح هذا المهرجان، والإصرار على هذا النجاح هو امتداد للرؤية الفلسطينية التي تعمل بجد واجتهاد كي تكون راية فلسطين خفاقة باتجاه الحرية والاستقلال، موجهاً الشكر لكل من ساهم ويساهم في إنجاح هذا المهرجان من مؤسسات رسمية وأهلية".
واستذكر بسيسو شهداء فلسطين في نيسان، بقوله: ونحن نتحدث عن كون الثقافة مقاومة من المهم جداً التأكيد على استمرار الصمود الفلسطيني ففي الفترة ما بين الحادي عشر من نيسان وحتى العشرين منه، هناك العديد من الأحداث التي باتت علامات فارقة في التاريخ والذاكرة الفلسطينية، حيث استشهد قادة بارزين في السياسة والفكر والثقافة، ومنهم عبد القادر الحسيني في معركة القسطل، وشهداء مجزرة دير ياسين، ما يؤكدعلى النسخة الثالثة من المهرجان التي تأتي في الذكرى السبعين على نكبة شعبنا الذين أرادوا له أن يفنى، تحمل في طياتها رسالة واضحة بأن هذا الشعب مصر على إكمال رسالة الصمود والحرية، كما استشهد في هذا الشهر كمال ناصر، وكمال عدوان، وأبو يوسف النجار في عملية فردان في نيسان من العام 1972، وهو ذات العام الذي اغتيل فيه غسان كنفاني، وكذلك ذكرى استشهاد القائد خليل الوزير (أبو جهاد) في 16 نيسان، وفي 17 نيسان يوم الأسير الفلسطيني يغتال القائد الشهيد عبد العزيز الرنتيسي.
وبين" نحمل الذكريات بكل آلامها، ونصر على الفعل الثقافي، كي نوظف هذه الآلام نحو المزيد من الطاقة والأمل والعمل، لافتاً إلى أهمية توظيف الذاكرة في الحاضر من أجل المستقبل، من أجل فلسطين حرة وعاصمتها القدس الشريف"، مشدداً على عراقة مدينة نابلس وتاريخها وصمودها على امتداد التاريخ، قادرة وجديرة على احتضان المهرجانات والفعل الثقافي العربي والدولي، فهي المدينة التي تعبق طرقاتها وأزقتها وقراها ومخيماتها بعبق الشهداء، وهي التي أنجبت المبدعين الكبار ومنهم سنديانة فلسطين الشاعرة فدوى طوقان، التي احتفلت وزارة الثقافة بل كل الوطن بإحياء ذكرى مئوية مولدها العام الماضي، معلناً مرة أخرى عن بدء التحضيرات للاحتفاء بمئوية الاقتصادي والكاتب والمثقف رفعت النمر، ابن نابلس، هذا العام.
وشدد سميح طبيلة وزير النقل والمواصلات، وعدلي يعيش رئيس بلدية نابلس، ود. سامي الكيلاني ممثلاً لجامعة النجاح الوطنية، حكيم صباح المدير التنفيذي للمهرجان، على أهمية فعاليات المهرجان في تعزيز الصمود، ومن بينها مشاركة فرق من تشيلي إلى اليابان، وماراثون نابلس من حاجز إلى حاجز تحت شعار "احرية التنقل والمواصلا تحت القدس" وغيرها، وكذلك في حضور الثقافة كفعل وطني بامتياز.