الاحتلال.. الخطر الحقيقي الذي يهدد إسرائيل

20150607191039
حجم الخط

07 تموز 2015
 

في إحدى حلقات الذروة من المسلسل التلفزيوني الرائع «كاسر الصفوف»، تطلب زوجة بطل المسلسل وولتر ويت، معلم الكيمياء الذي تحول الى منتج كريستال، أن يحافظ على نفسه لأنها تعتقد أنه في خطر. هو يرفع رأسه ويقول الجملة الدقيقة جدا – «لست في خطر. أنا الخطر».
نحن ايضا، شعب اسرائيل، لو كنا نعرف أنفسنا قليلا، لكنا نظرنا الى وجوهنا في المرآة وقلنا نفس الشيء: «لسنا في خطر، نحن الخطر».
لنأخذ مثلا «الاسطول» الاخير الى غزة. أي خطر يسببه لدولة اسرائيل؟ صفر. ومع ذلك، فان أحد رؤساء المعارضة يسميه «اسطول ارهاب»، وترسل اسرائيل أفضل مقاتليها العسكريين وتتفاخر بأنها نجحت في وقفه.
ما حدث مع «مرمرة» كان أصعب. في حينه ايضا أرسلنا أفضل أبنائنا ووسائلنا الحربية من اجل وقف سفينة غير مسلحة ولم تشكل أي خطر، وقتلنا باستعلاء وغباء تسعة من مسافريها. وليس هذا فقط، بل يتذكر مواطنو اسرائيل حتى اليوم قصة «مرمرة» وكأننا نحن، المهاجمين والقتلة، الذين كنا في خطر، وكأننا هوجمنا بالعصي.
من كثرة استخدامنا للقوة بقينا من غير عقل. نحن فقط نستطيع استخدام القوة. نرى حشرة فنتخيل أنها فيل ونطلق عليها صاروخ. وكل قط يقوم بالمواء هو مجموعة ذئاب تريد القضاء علينا، ونسارع من اجل تدمير آلاف المنازل وقتل مئات الاطفال. فيما يتعلق باستخدام القوة فان كلب بافلوف في أيدينا. تعالوا نعترف بالحقيقة، غزة ليست خطر على وجودنا. وما يهدد وجودنا بالفعل هو الحصار الذي فرضناه على قطاع غزة. ليس فقط لأن الحصار لا يمنع اطلاق الصواريخ والحروب، بل فعلياً يتسبب بها ويخلدها.
أما الكلام الفارغ حول «خطر النووي الايراني على وجودنا»، فلا يوجد خطر علينا. بالنسبة للنظام الايراني فان القاء قنبلة نووية على اسرائيل هو عمليا انتحار، سيتسبب بكارثة للدولة الايرانية. لدى اسرائيل القدرة على توجيه الضربة الثانية وهذا ما يعرفه الايرانيون لأنهم يقرأون الصحف الاجنبية. أي أن اسرائيل يمكنها محو نصف ايران من فوق البسيطة اذا هاجمتها ايران بقنبلة نووية. ولا داعي لقول ماذا ستفعل الولايات المتحدة ودول اخرى في حالة كهذه. اذاً، لماذا ستفعل ذلك؟.
أنتم تقولون إن هذا جيد وجميل، لكن الايرانيين ونظامهم «ليس لديهم المنطق الغربي مثلنا». وأنتم لا تملكون مثالا واحدا يُظهر أن النظام الايراني الحالي قد فعل خلال 25 سنة أي شيء غير عقلاني وبهذه الدرجة من الخطورة، لا يوجد لديكم لأنه ليس هناك شيء كهذا.
لكن بالامكان الحديث عن شيء واحد غير عقلاني، يهدد وجود اسرائيل، تقوم به إسرائيل  منذ خمسين عاما – الاستيطان، الاحتلال، والقمع. إن كل اسرائيلي يريد الحياة يجب عليه أن يرغب  في أن تكون لدى ايران قنبلة نووية لأنه اذا كانت لديها مثل هذه القنبلة فسينشأ بيننا وبينها توازن رعب – مثل الذي منع في الماضي الحرب بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة – ويمنع اسرائيل من فقدان عقلها وتدمير الحياة الخاصة بها وتلك التي من حولها.

عن «هآرتس»