أزمة الكهرباء أصبحت من الروتين اليومي لسكان القطاع فبالكاد لا يمضى يوما واحداً إلا وحدثت مشكلة متعلقة بالكهرباء من كافة النواحي، ولم تكن هذه الأزمة بعيداً عن المحاصيل الزراعية في قطاع غزة.
وأكد المهندس محمد الناقة مدير دائرة البستنة الشجرية في وزارة الزراعة، أن الوزارة تعاني من مشاكل متعلقة بأزمة الكهرباء، مبيناً أن انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة أثر سلباً على القطاع الزراعي والأنشطة الزراعية التي ينفذها المزارع داخل المزرعة.
وأشار الناقة إلى عمليتي الري و التسميد والتي أدت إلى تنفيذ هذه الأنشطة في غير مواعيدها وأحياناً عدم تنفيذها بالشكل المناسب ترتب على ذلك الكثير من الخسائر في مختلف المراحل الزراعية.
وبين الناقة أن مرحلة تجهيز التربة للزراعة تحتاج إلى كميات كبيرة من مياه الري لتنشيط الآفات الساكنة في التربة وتوفير الظروف المناسبة لتحفيزها للخروج من طور السكون واستعادة نشاطها ليسهل مكافحتها و جعلها تحت السيطرة بحيث لا تسبب خسائر اقتصادية.
وتابع حديثة بالتطرق إلى الماء وهو الوسط الناقل لمعظم مواد التعقيم التي تستخدم لمكافحة آفات التربة و إذا لم يتوفر الماء بالكميات المناسبة بسبب انقطاع التيار الكهربائي فإن مواد التعقيم لم تصل إلى العمق المناسب لمكافحة الآفات بشكل فعال و ينتج عن ذلك نمو الآفات من جديد بعد الزراعة و التي بدورها تصيب النبات و تسبب خسائر اقتصادية في المحصول أو ترفع سعر التكلفة لدى المزارع .
وبين بأن في مرحلة الزراعة إذا تعرضت الأشتال الصغيرة للعطش الشديد بعد الزراعة فإن ذلك يسبب موت الأشتال بسبب ارتفاع درجات الحرارة مما يتطلب إعادة الزراعة مرة اخرى و هذه خسائر مباشرة للمزارع، مشيراً بعدم انتظام الري في مرحلة الإزهار ينتج عنه تساقط للأزهار نتيجة الجفاف لأن الأزهار حساسة للجفاف و كذلك تساقط الثمار الصغيرة بعد العقد الأمر الذي يسبب خسائر ناتجة عن قلة الإنتاج .
وفي مرحلة الإنتاج نتيجة لتعرض الأشجار المثمرة للعطش تتجه أشجار الفاكهة المثمرة إلى انضاج الثمار قبل موعدها نضج غير طبيعي ينتج عنه قلة في كمية و جودة المحصول و تدني قيمته الاقتصادية .
ونبه الناقة أن الحماية من الظروف المناخية الغير مناسبة تتعرض مختلف المحاصيل الزراعية لظروف مناخية غير مناسبة في مراحل النمو المختلفة مثل موجات الصقيع بمختلف أنواعه و كذلك رياح الخماسين لذلك فإن الري ضروري في هذه الحالات فكلما تمكن المزارع من الري في الوقت المناسب كانت الأضرار و الخسائر أقل حدة و العكس صحيح .