كانت سارة تسنيم في الخامسة عشرة عندما تزوجت شاباً غريباً يبلغ الـ28 من العمر، كان والدا سارة مطلقين ووالدها محافظاً بشدة وقد انضم إلى مجموعة مسلمة في ولاية كاليفورنيا. وعندما ذهبت سارة لزيارته خلال المدرسة الثانوية، أخبرها بأنّها ستتزوج وأنّ الشيخ هو من سيختار زوجها، لم تناقشه سارة أبداً وأجبرت على الزواج، وفق ما ذكر موقع " motto".
يتزوّج الآلاف من المراهقين في الولايات المتحدة كل عام قبل أن يبلغوا الثامنة عشرة، وفي بعض الأحيان تتزامن هذه الممارسة مع تقاليد دينية أو التحفظ اليهودي أو المسيحي أو المسلم غالباً ما تشجع على الزواج المبكر.
كما أنّ في العديد من الحالات يتزوّج القاصرون في الولايات المتحدة بعد موافقة من القاضي وذلك بسبب الحمل غير الشرعي.
وتظهر حالة سارة النقص في الحماية المتاحة للفتيات القاصرات اللواتي يجبرن على الزواج المبكر، فقد التقت سارة زوجها في نفس يوم زفافها عام 1996، وقالت:"عُرضت عليه في الصباح، وسُلّمت له جسدياً في الليل".
اشتبهت سارة بأنّ يكون زوجها عضواً من المجموعة الإسلامية التي انضم إليها والدها، وقد لفتته المجموعة لإمكان الزواج من فتاة عذراء.
وأخبرت سارة أنّ والدها أجبرها على إخفاء الزواج عن والدتها، وطلب منها الاتصال بوالدتها وإخبارها بأنّها ستعيش معه بشكل دائم، فقالت:"أجبروني على الاتصال بها والكذب، كنت في الخامسة عشرة وكان ذلك فظيعاً، وقف والدي وزوجي إلى جانبي حين كنت أكلّمها، ولم أشعر بأنني أملك القدرة على الوقوف في وجه هؤلاء البالغين".
تركت سارة، التي طلبت ذكر اسمها ولكن ليس كاملاً لأجل الحفاظ على سلامتها، البلاد مع زوجها الجديد وحملت منه على الفور، وبعد أن بلغت الـ16، عادت إلى الولايات المتحدة وتوجّهت إلى مدينة رينو في نيفادا للاحتفال بزواجها رسمياً، ففي هذه المنطقة، يستطيع المراهقون أن يتزوجوا بموافقة الوالدين بحيث يمنحون بياناً موثقاً مع نسخة عن شهادة ميلاد القاصر.
عبّرت سارة قائلة: "كنت في السادسة عشرة وكنت حاملاً وبنظري يجب أن يعتبر ذلك أكبر دليل على الاغتصاب".
ويعتبر الرئيس التنفيذي لمجموعة "أطفال الولايات المتحدة" (ChildUSA) وأستاذ القانون والدين في جامعة بنسلفانيا ماركي هاميلتون أنّ المسؤولين الأميركيين لا يلاحقون الاغتصاب القانوني إذا كان الزواج خياراً.
تطلّقت سارة أخيراً من زوجها وحصلت على حضانة طفليها بعد مشاكل عديدة، لم تكمل سارة تعليمها ولم تكن تملك المال أو وظيفة أو أي دعم خصوصاً أنّها لا تملك أي حقّ وهي في الـ15.
يعتبر زواج القاصر في الولايات المتحدة مشكلة خطيرة، ففي عامي 2000 و2010، تزوّج أكثر من 167 ألف قاصر تحت سن الـ17 في 38 ولاية، بحسب البيانات التي جمعتها منظمة " Unchained At Last".
وكانت سارة قد أدلت بشهادتها لمصلحة مشروع قانون في كاليفورنيا يحظر على القاصر الزواج تحت أي ظرف من الظروف، ولكن تم تعديل مشروع القانون في وقت لاحق لزيادة التدقيق القضائي.