الكاتب: مها حامد الجمل
في كتاب (الفلسطينيون والأدب المقارن) تشير (المقدمة) إلى الخطوط الرئيسية لملامح تجربة العمالقة الأربعة (إدوارد سعيد، عز الدين المناصرة، روحي الخالدي، حسام الخطيب) في مجال الأدب المقارن، مع توصية في نهاية المقدمة بقراءة أخرى لهذه التجارب عبر أطروحة متخصصة تتسم بالعمق والشمولية أكثر مما قامت به.
- الكتاب في طبعته الثانية، (223) صفحة، بواسطة الصايل للنشر والتوزيع 2013 بعمان، وكانت قد صدرت الطبعة الأولى منه سنة 2000 بإشراف: الدكتورة فريال جبوري غزول عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بمصر. ويشتمل الكتاب على أربعة فصول:
الفصل الأول : روحي خالدي – الرائد التاريخي للأدب المقارن في الوطن العربي.
الفصل الثاني : إدوارد سعيد – المنهج الطباقي في قراءة النصوص، (ما بعد الكولونيالية).
الفصل الثالث : عز الدين المناصرة – الناقد الثقافي المقارن، والمنهج الجدلي التفكيكي، وعلم التناص والتلاص.
الفصل الرابع : حسام الخطيب – آفاق الأدب المقارن في عصر التكنولوجيا.
ما بعد المقدمة:
افتُتح الكتاب برائد الأدب المقارن في العالم العربي وفق المنهج التاريخي الفرنسي، هو الفلسطيني روحي الخالدي، وكتابه المنشور بالقاهرة (تاريخ الأدب عند الفرنج والعرب وفيكتور هوجو). عام 1904، وقد سبق نشره في مقالات للكاتب في مجلة الهلال من 1902-1904. وهو جزء مقتبس من الفصل السابع من كتاب النقد الثقافي المقارن لـ (د. عز الدين المناصرة) فماذا تحدث عنه:
إن أهم ما يميز كتاب الخالدي كما يذكر الناشر (.... ونحن في أشد الحاجة إليه،.... على الاسلوب الذي توخاه المؤلف من المقابلة بين الآداب العربية والافرنجية، وذكر ما اقتبسه الافرنج من آدابنا وأساليبنا – مما لم يتصد للبحث فيه أحد قبله، ولم نر أحداً تصدّى له بعده ...)
ثم يمضي الكتاب – الفلسطينيون والأدب المقارن – بسيرة الكاتب روحي الخالدي، مولده (القدس -1864) ، ومناقبه و المناصب التي عين بها، ومنابعه الثقافية، وقد تأثر الخالدي بكل من (جمال الدين الأفغاني والمستشرقيين الفرنسيين)، والأوسمة التي حصل عليها.
هناك كتابان يكشفان عن أهمية الخالدي هما: حياة الأدب الفلسطيني لعبد الرحمن ياغي -1968، وكتاب روحي الخالدي رائد البحث التاريخي الحديث في فلسطين، لناصر الدين الأسد -1970
ويذكر الكتاب أن السبق في نشر مقالات الخالدي كان السبب في ريادته على مقدمة البستاني، بالإضافة إلى ما امتاز به من القصدية، بينما كان هدف البستاني الإثراء القيمي للإلياذة وليس المقارنة.
في رحاب تاريخ علم الأدب لروحي الخالدي:
بعد ذلك يعرض الكتاب لعنواني كتاب الخالدي، الرئيسي (تاريخ الأدب عند الافرانج والعرب، وفيكتور هوجو)، والفرعي، الذي يشمل كل خصائص النقد المقارن متبعا المنهج التاريخي الفرنسي في الأدب المقارن الذي ساد منذ 1828. كما يشير الكتاب لأهم ما جاء في كتاب من استخدمه لمقدمات تاريخية واجتماعية وبعض المصطلحات من مثل (علم الأدب، المقابلة، الاقتباس) ، ويختار الكتاب فيكتور هوجو كنموذج تطبيقي للمقارنة فيما يخص التأثير والتأثر كما يشير المؤلف لمظاهر تفوق الخالدي على المنهج الفرنسي بعدة إضافات من حيث إجرائه المقارنة بين عدة آداب بدلا من الاقتصار على أدبين فقط كما الفرنسي، كذلك استخدامه مصطلح (علم الأدب) الأكثر شمولية.
وعدد من مؤلفاته: (إيرناني، ماري تيودور، أنجلو، روبلاس، كلودكو..)، رحلاته السياحية في مجلدين. ويصنف الخالدي حياة هوجو إلى ثلاث مراحل، مراحل ما قبل النفي (1839-1851)، وبعده (1852-1870)، وأخيرا مرحلة ما بعد عودته إلى باريس (1885-1970) حتى وفاته ويصفها المؤلف بمرحلة التذبذب لأدب هوجو. في الفصل الثاني المعنون بـ (فكتور هوجو وعلم الأدب عند الافرنج والعرب) يعرف الخالدي طبيعة الأدب، ثم يتنقل إلى علم الأدب الذي يدعو فيه الى دارسة الآداب الأخرى ليتسنى لعلم الأدب أن يكتمل. كما تحد عن البلاغة المقارنة بين اللغات، فالبلاغة هي مطابقة اللفظ للمعنى. ويشبه أساليب الكلام بخمور بوردو، ثم يتحدث عن الشعر، ويقارن شعر الحماسة في الآداب: العربية والسنسكريتية، اليونانية، الفارسية. كذلك تناول منهج الايقاع المقارن، وأثر الأندلسيات في الشعر الفرنسي في علم القوافي.
ثم تطرق (روحي الخالدي) لمصادر هوجو العربية بداية من مسقط رأسه بيزانسوان، التي دخلت في حوزة الإسلام، ثم التفاعل الثقافي بين الافرنج والعرب والمستشرقين الذين بحثوا في هذه الآثار، أمثال إدوارد غلازر. وينتقل الى أمثلة التشابه والاختلاف بين (العرب والافرنج) مع شرحها:
1- المعلقات / التروبادر.
2- عكاظ / هايدبارك.
3- ترجمة قصة عنترة – مارسيل ديفيك.
4- طباعة ديوان لبيد في فيينا.
5- العروض / ميتريك.
6- قيود العروض وفسحه (النثر المرسل) عند العرب تينما بهوجو وزولا وتولستوي.
7- عناية الافرنج بالباقلاني، ويلقبه الخالدي بالسفير في الانتقاد الأدبي.
8- ترجمة وحشو ديوان الفرزدق – بوشة.
9- الخطابة العربية / الخطابة الألمانية.
10- مقارنة بين (ثورة المتنبى – أبي العلاء – ابن هانئ) المتأثرين بالحكمة اليونانية، وبين ثورة الرومانتيك الفرنسية.
11- ترجمة العباسيين لكتب العلم والحكمة عن: الفارسية – البهلوية – الهندية – السنسكريتية – السريانية – العبرانية – اليونانية.
12- عدم التفات العباسيين لأساطير اليونان بالرغم من إطلاعهم على منطق أرسطو وهوميروس، وانصباب اهتمامهم على كتب العلم فقط.
13- دانتي / أبي العلاء.
14- الأندلسيون وما أحدثوه في العروض والشعر / هوجو واتباعه في الشعر الفرنسي.
ويتحدث الخالدي عن منشأ الأدب الافرنجي ودخول العرب بلاد الافرنج، يقدم له تاريخيا ومصدره في هذه النبذة ثم يشير الى الاهتمام بالعربية من قبل غير أبنائها.
يصل الخالدي الى ما اقتبسه الافرنج من قواعد الشعر العربي، ويذكر فيه ميزات التروفير والتروبادرو الخالية من القوافي، بل ما يسمونه (اسونانس)، ثم كان أول ظهور لها بالبروفينسال. كما أخذوا من العرب نظما: المدح، الغزل، النسيب، الهجو، والهزل، (ليريك، ساتريك).
وما نزال في رحاب الخالدي متحدثا عن الرومانتيك (ويدعوه بالطريقة الرومانية)، متمثلة في مؤلفات شكسبير كأول واضع لأساليب هذه الطريقة وأتباعة (والألمان هم أول ناسج على منوالها: أغاني هيلد براند – فاوست لجوته – شيلر – ليسنغ). ثم طريقة الكلاسيك (الطريقة المدرسية)، كما يردها في كتابه، ودانتي والمضحكة الإلهية التي تأثرت برسالة الغفران للمعري، مبينا مرتبة الكمال في الأدب لديهم:
1- تمام النسبة بين الفكر وشكل التعبير.
2- وجود موازنة بين التخيل الشعري وبين التعقل.
3- محبة الصدق والحقيقة (إن أحسن الشعر أصدقه).
يمر الخالدي بهيجل وطرق صناعة الأدب منذ نشأنه:
الرمزية (السمبوليك)، المدرسية (الكلاسيك)، الرومانية (الرومانتيك): دخلت فرنسا في عهد نابليون عن طريق شاتوبريان، مدام دي ستال. وكان لامارتين أول من نظم بناءً شعرياً موسيقياً جديداً (الليريك). في فصول تالية للخالدي، يطرح آراءه النقدية المقارنة في ثنايا البحث، عاقدا مقارنة بين صناعة الشعر لبوالو 1674، ومقدمة هوجو لرواية (كرومويل) 1827؛ لبيان الفرق بين الطريقتين المدرسية والرومانية على التوالي. ثم يعود ويشير الى مقدمة ترجمة البستاني للإلياذة، وضيا الخالدي مستنسخاً رسالة الغفران 1307. كما يستشهد بتقسيم الشعر مؤخراً: موسيقى/ليريك، حماسي/إيبيك، دراماتيكي/الهائلة (دراماتيك). وفيرجل ينسج على منوال هوميروس. ثم يبين موقفه بعدم الرد على حجج الكلاسيكيين ثم يعود ويرد عليهم في تالي حديثه. ويلوم فولتير في مقالته عن الشرقيين. ويعرف الطريقة الرومانية: بأنها أدب يبحث عن مشاعر النفس وبدائع المخلوقات، وهو قسم في الشعر الموسيقي الغنائي المتميز بخاصته الشخصية، ثم يبين الفرق بينه والحماسة والدرام. ثم شرح دور (الأنا) وتعريفها، ووصل إلى أن: (موضوع أدب الطريقة الرومانية هو مجموع هذه الانفعالات الشخصية المختصة بكل فرد من أفراد الإنسان وتلك الشروط الضرورية للمجتمع الإنساني). ثم ينتقد الرومانية لعدم تقيدها بقواعد علم النفس، ولا بالحقائق العلمية، وصناعة التفكير أو التعقل. ومن وجهة نظره تمتاز عن المدرسية بوجهين: النفي وعكس القضية.
باقي صفحات الكتاب يخصصها المؤلف للحديث عن مؤلفات هوجو، مقسما لها إلى: شعر، درام، رومان، التاريخ، الأقوال والأعمال، الفلسفة، السياحة، يعرضها واحداً واحداً بالتفصيل والمناقشة. وقبل الخوض بها نجده تحدث عن السرقات الأدبية (الأود، البلاد، الإيليجي..). يقدم (د. عز الدين المناصرة) مقتطفات من بعض ما جاء في تطبيقات الخالدي في علم العروض المقارن بين العرب والإفرنج، وتعريفات الشعر وصولاً إلى تعريف هوجو له. ومقارنة أخرى بين أغراض الشعر الإفرنجي، ومفهوم الإستعارة عند هوجو والعرب: ديوان شرقيات، تجاوز أغراض الشعر إلى السياسة بشقيها، ميخالوفسكي المقدوني يروي شرقيات هوجو عقب معرض باريس الأخير، والنظم على منوالها بالبلغارية. مقدمة الخالدي لـ(ديوان الخريف - هوجو)، (أشعة الظلام). ترجمة نصوص من ديوان التأملات. أخيراً شرح لأسباب شهرة هوجو وهي كما يراها الخالدي:
- سبب سياسي.
- سهولة أشعاره.
- غزارة علمه.
أخيراً يقدم (د. المناصرة) جدولاً بالمصطلحات التي أوردها الخالدي في كتابه. مشيراً كعادته لبعض الملاحظات على ما قرأه في الكتاب:
- العنوانين الرئيس والفرعي للكتاب يختصران شروط الأدب المقارن جميعاً، وهوجو نموذج تطبيق.
- شخصية روحي الخالدي وثقافته ومعرفته باللغات تؤهله للقب الريادة في هذا المجال في الوطن العربي.
- استخدامه المنهج التاريخي أسوة بالمنهج الفرنسي الشائع آنذاك.
- اتخاذه مواقف نقدية قبالة العديد من القضايا التي تناولها.
- تركيزه على دور الترجمة.
- تجاوزه علاقات التأثر والتأثير إلى (التشابه والتوازي).
- مقارنته الآداب بعضاً مع بعض بالإضافة إلى الفنون الأخرى ضمن منظور المنهج الأمريكي.
- وهكذا يستحق الخالدي أن يلقب بالرائد التاريخي للأدب المقارن في الوطن العربي 1904، بالرغم من العيوب التي حواها كتابه والمتعلقة بترتيب الفصول.
الفصل الثاني: (كتاب تمتع بالقدرة على التواصل مع القارئ من جميع زواياه كما تصفه د.غزول (العالم والنص والناقد – 1983، لإدوارد سعيد (1978)). وأول ما يشدنا بعد عنوان هذا الفصل كما أورده كلاً من (د.غزول، ود.المناصرة: المنهج (الطباقي) في قراءة نصوص (ما بعد الكولونيالية). مكانة الكتاب وموقعه في الحوار الداخلي، شهرة إدوارد سعيد – رئيس قسم الأدب المقارن في جامعة كولومبيا- الأمريكية ومقالاته والمقبلين عليه وعلى المحاضرات، المؤيدين أو المعارضين له على حد سواء، إذ أعماله تنبع من رغبة في التلاحم بين ألوان النشاط الإنساني المختلفة. يتناول الكتاب خمسة من مؤلفاته كتباً ويتعرض لاثنين منها بالتفصيل كما بين، وهذه الكتب على التوالي:
- جوزيف كونراد ورواية السيرة الذاتية (1975)، عن الأديب العالمي البولندي بلسان إنكليزي.
- البدايات: القصد والمنهج (1975)، وهو ربط بين نية الكاتب ومنهجه.
- الإستشراق (1978)، لكسر الحواجز التي تجعل من الشرق "جيتوفكري".
- القضية الفلسطينية (1979)، هو دراسة للقضية من منظور إنساني تاريخي.
- العالم والنص والناقد (1983)، ويمثل ديالكتيكية الذات، نقد النقد، ودعوة لاستراتيجية نقدية جديدة.
وينتقل الكتاب بسعيد والحوار النقدي المعاصر، وعلى خلفية المساجلة النقدية بين جامعتي هارفارد وييل، يتساءل المؤلفان: أين يقع إدوارد سعيد الناقد في جامعة كولومبيا؟
إدوارد سعيد يشكل وحدة متكاملة، ومقدمة عنوانها (النقد العلماني) وينتهي بخاتمة (النقد الديني)، والفصول هي:
- العالم والنص والناقد.
- فوضوية سويفت المحافظة.
- سويفت مفكراً.
- كونراد: العرض القصصي.
- في التكرار.
- في الإيداع.
- الطرق المسلوكة وغير المسلوكة في النقد المعاصر.
- تأملات في النقد الأدبي الأمريكي "اليساوي".
- النقد في الثقافة والنظام.
- النظرية النازحة.
- ريمون شواب ورومانسية الفكر.
- الإسلام والثقافة الفرنسية: رينان وماسينيون.
- يورد سعيد في كتابه مصطلح (النقد العلماني والديني)، الأول يدخل في إطار التاريخي والنسبي المتحول، والثاني في إطار التاريخي والمطلق والثابت. ويذكر في مقدمته طموحه يتجاوز أشكال النقد المعاصر الحالية وهي: النقد العلمي، التاريخ الأدبي، تفسير الأعمال الأدبية وتذوقها، النظرية الأدبية الجديدة نسبياً. يرجع سعيد في كتابه إلى ثلاثة نقاد: إيريك أورباخ: الفكرة نابعة من غربته، وماثي آرنولد: الثقافة مهيمنة على المجتمع، وميشيل فوكو، للثقافة شبكة سلطوية. ويرمي سعيد من ذلك الإشارة إلى أن الثقافة تشكل دور الوسيط بين الدولة والمجتمع.
- النقد عند سعيد هو التعامل مع مساحة حساسة من وعي الفرد، ومن هنا يبدأ التمييز بين مصطلحين خاصين به: النسب والانتساب، الموروث والمكتسب. ثم يتوسع في تقديم الأمثلة الأدبية عن الرابطة بينهما (عوليس لجويس والأرض الخراب لإليوت) وأعمال بروست ومالارميه وهوبكنز.
- ينتقد سعيد الاحتكار الثقافي الذي يحدد نطاق الأبحاث وأبعاده كما يزعم، وبهذا يكون كتابه هذا امتداد لكتاب الاستشراق.
- كما يدعو إلى احتفاظ النقد على صلاته بالمجتمع الإنساني بعيداً عن التسييس.
هذا وتنقسم فصول الكتاب إلى ثلاثة أقسام:
1- نماذج كتاب نموذجيين في انتباههم لتفاصيل الحياة اليومية ودلالاتها، وقد اختارهم من غير الواقعيين.
2- رسم معالم النقد النظري المعاصر، وكيفية مواجهته أو تجاهله للعالم والعلمانية، رابطا بين كتاب من حقبات تاريخية مختلفة.
3- عالج في القسم الثالث موضوع تعامل ثقافة قوية مع أخرى أضعف منها، الغرب وتعامله مع الإسلام نموذجا.
فبعد أن قرآ فصول إدورد سعيد ووفقا على أهم ما جاء فيها خلصا الى نتيجة رتباها كالآتي:
- محا سعيد الحدود اللغوية الفكرية الى درجة طوباوية في أبحاثه الإخيرة عندما طرح (النقد الثقافي المقارن)، منهجا لقراءاته النصوص الأدبية والثقافية جاعلاً من (العالم) مجالاً للقراءة: عالم النص والعالم الواقعي، على الرغم من اعترافه بواقعية الهويات في كتابة الاستشراق.
- تنبع أهمية سعيد في القراءة الطباقية للإمبريالية ومقاومتها في النصوص الأدبية والثقافية، وكشف ما خفي في هذه الدراسات (قراءة المقاومة).
- فكرة التمثيل فكرة سعيدية.
- عالج سعيد أفكار: (هجرة النص) بتتبع رحيل الفكرة من مكان لآخر والتعديلات التي قد تطرأ عليها، وتبنيها عقديا في أحيانا. (التشيؤ)
- أولى اهتمامه لمناقشة النظرية الأدبية. مستخدما آليات التحليل الخطابي لدى هوجو، وديريدا.
- دعا سعيد للنقد العلماني، باعتبار النصوص دنيوية واقعية أرضية.
- الفصل الثالث من (الفلسطينيون والأدب المقارن): ثلاثة من الباحثيين (جعفر العقيلي، محمد سلام جمعيان، وخديجة بن شرفي، يتناولون (الناقد الثقافي المقارن د.عز الدين المناصرة ، صاحب المنهج الجدلي التفكيكي، وعلم التناص والتلاص).
- أول ما يطالعنا أطروحة الدكتوراه التي قدّمها د. المناصرة في الأدب المقارن (جامعة صوفيا)، 1981، بعنوان (المؤثر المشترك: الشعر البلغاري، (نيكولا فابتساروف نموذجا)، والشعر الفلسطيني المعاصر) وهي دارسة مقارنة في (المقاومة الشعرية العالمية). نوقشت مرة ثانية علنيا بحضور وسائل الإعلام العربية والدولية في (أكاديمية العلوم البلغارية).
وتهدف هذا الأطروحة كما يشير المبحث الى اكتشاف العلاقة بين أدبين لم يلتقيا مباشرة، ومع هذا فقد وقعا تحت تأثير مؤثر مشترك واحد. والتي وصلت إلى نتيجة مفادها:
- الترجمة كانت طريقا للتأثير الغربي الشعري في لغة في الشعر الفلسطيني.
- اللغة الروسية عملت كوصلة تأثير بين لغة الشعر العالمي: خصوصاً (مايا كوفسكي وناظم حكمت، ونيكولا فابتساروف).
- عوامل ثلاثة ساهمت في التأثير بين الشعر البلغاوي والفلسطيني: اللغة الشعرية، الموضوع المشترك، الايدولوجيا المشتركة.
وإلى كتاب (النقد الثقافي المقارن:منظور جدلي تفكيكي). يذكر جعفر العقيلي مقاربة الكتاب لمصطلحي النقد الأدبي المقارن، والنقد الثقافي المقارن في كتابه الصادر عن دار مجدلاوي للنشر، وأهم ما يسجله العقيلي عن الكتاب كالآتي:
- يقترح المناصرة مصطلح (علم التناص والتلاص) بدلا من الأدب المقارن.
- في الفصل الأول يرى المناصرة أن المثاقفة من وجهة نظر عالمية التحديث بين ثناياها خطر التغريب، وفرض الرأي الواحد. وهو لا يزال مفهوما أوروأمريكياً.
- يصف اراء عدد من المفكرين والآدباء حول رؤية العالم بعد عرضها ب المتناقضة. ونحن في العالم العربي بصدد نموذجين لرؤية العالم: تقني وسلفي.
- في الفصل الثاني: التفاعل المتبادل بين اللغات، يرى المناصرة أن اللغات تمارس مبدأ الاستقراض المتبادل، وتتشابه كثيرا في أصواتها.
- في الفصل الثالث، بيان الأدب امقارن: عالم بلا حدود.. ولكن، إشارة إلى مسألة التفاعل الثقافي العالمي ما تزال رهنا بشروط الآخر العالمي، انطلاقا من هيمنة النظام العالمي الثناني.
- يخلص المناصرة إلى أن مفهومي (التناص والتلاص) أكثر ملاءمة في الدراسات المقارنة من مفهومي التأثير و التأثر، والسرقات الأدبية.
- في الفصل الرابع (الأدب المقارن في النصف الثاني من القرن العشرين: الإطار النظري في الأبحاث المترجمة) يتناول د.المناصرة موضوعه تحت بضعة عناوين هي بالإضافة إلى المقدمة: (التأثير الأول: بول فان تيغم ...وغويار). (أزمة الأدب المقارن: اتيامبل- ويليك). (برونيل، بيشوا، روسو: ما الأدب المقارن) (ألكسندر ديما: علم الأدب المقارن في روسيا وأوربا الشرقية). (هاتس ياوس: جمالية التلقي: أفق التوقع. يووان هاويبي: الأدب المقارن في الصين) (فايسشتاين:التأثير والتقليد). (جون فليتشر: نقدالمقارنة). (د.و.فوكيما: الوضع المعرفي للأدب المقارن). (سوزان باسنيت: بريطاني.. لا الاسم ليس في محله). (باجو: كل مقارن هو وسيط بالقوة).
- الفصل الخامس: النقد المقارن في ألمانيا. واعتزازهم بمصطلح الأدب العالمي.
- الفصل السادس: ما بعد نظرية الأدب: النص.. والسياق: تعددية الأنساق المتعارضة: يتناول د. المناصرة موضوعه، في هذا الفصل، تحت العناوين التالية: (إيزابيرغر: النقد الثقافي). (الإمبريالية والثقافة: قضية- مجلة حوار اللبنانية 1962-1967 ). (الإمبريالية والثقافة: المتفقون، والحرب الباردة الثقافية 1947-1967) (النسوية والنقد النسوي.. ومابعد النسوية). (خلاصة: تفكيك جدلية الثقافي والأدبي).
- الفصل السابع: بدايات الأدب المقارن في البلدان العربية: ويتناول د. المناصرة موضوعه عبر بضعة عناوين هي: روحي الخالدي: تاريخ علم الأدب عند الإفرانج والعرب-1904، سليمان البستاني: مقدمة ترجمة الإلياذة- 1904، قسطاكي الحمصي: الموازنة بين رسالة الغفران والكوميديا الإلهية -1935، محمد غنيمي هلال: الأدب المقارن -1953.
- الفصل الثامن: الأدب المقارن في الجامعات العربية، (1946-2005) دراسة ميدانية عدد من الجامعات العربية شملت 40 جامعة، وميف تناولت الأدب المقارن.
- الفصل التاسع: تطبيقات في النقد المقارن: أثر وليام فوكنر في رواية (نجمة) لكاتب ياسين، أثر وليام فوكنر في رواية (ما تبقى لكم) لغسان كنفاني، بيجماليون، بين برناردشو، وتوفيق الحكيم، نيكولا فابتسارف في البلدان العربية.
- الفصل العاشر: النص... والآخر: الموشحات اللأندلسية وشعر الطروبادر.
- الفصل الحادي عشر: وثائق الأدب المقارن: قوانين جمعيات وراربط الأدب المقارن العربية والعالمية، مؤتمرات الأدب المقارن العربية والدولية 1982- 1989، مجلات الأدب المقارن: أعداد خاصة 1966- 1983، عينات من أسماء بحوث الأدب المقارن 1983-1987، خطة منهاج مقترحة للأدب المقارن في الجامعات العربية - 1992، ببلوغرافيا الأدب المقارن، حتى عام 1993.
ثالثاً: يتناول الكتاب (المناصرة) كناقد أدبي، وثقافي مقارن تحت العناوين الرئيسية الآتية:
1- جدلية الشاعر والناقد، حيث يوصف المناصرة بالثنائية الذي تمتع بموهبة عالية في الشعر يساندها جنبا إلى جنب ثقافة الناقد الأكاديمي العميقة، والمعني بقضايا الحداثة والشعر العربي المعاصر. ويعدد كتبه الخمسة الأساسية في مجال النقد المقارن، وهي: النقد الثقافي المقارن، الهويات والتعددية اللغوية، علم التناص والتلاص، علم الشعريات، والأجناس الأدبية.
2- (شعرية الأمكنة والتاريخ): حوارات نقدية مع المناصرة الشاعر - وكتابه النقدي الفذ (إشكالات قصيدة النثر) يثير جدلا (مع أوضد) – كما يذكر الباحث- وتسيطر عليه النظرة الموضوعية يخلص منها الى نتائج قيمتها في اتخاذ الشاعر نظرية للشعر وتقييمه الشعراء. ثم منحة الشعر في منحة الارتحال، وأثر التفاعل الجغرافي والشعبي في شاعرية المناصرة.
3- أسئلة الشعر الفلسطيني لدى المناصرة.. أنثى القصيدة / الأرض الأم / الحبيبة
4- الشعر/ تراث / حداثة: جغرافية الروح/ ذاكرة التاريخ: مهمتي شعرية ملحمية رعوية، ليست تاريخية. وتتسم رؤيته في هذا المذهب بالعمق والوضوح.
5- إشكاليات قصيدة النثر، ويفرد المناصرة لها كتاباً قدم من خلاله آراء بعض النقاد الغربيين والعرب، حول بدايات هذه القصيدة، خصائصها، محللا بعض النماذج الشعرية العربية لها. ويربط المناصرة الشعر المترجم وصياغات جلجامش، نصوص الكاهن الكنعاني، نصوص الحب والموت الفرعونية. كما يبحث مسألة التجنيس.
6- لغات الفنون التشكيلية: تعرض المناصرة في كتابه هذا لفن العمارة، والنحت والفنون الغرافيكية والزخرفة، الكاريكاتير، الرسم، والتصوير، الملصق، الفنون الرقمية، ومعجم مصطلحات الفن التشكيلي.
7- النقد الثقافي المقارن، وغطى في كتابه خمس نواحي: قضايا ومصطلحات، نبذة تاريخية للمقارن، تطبيقات وثائق الأدب المقارن، خطة لتدريه في الجامعات العربية.
8- الهويات والتعددية اللغوية، قراءات في ضوء النقد الثقافي المقارن، تناول فيه المناصرة جملة من المسائل والإشكالات وخصائص النقد الثقافي، ورواد النقد الثقافي في العالم العربي. عالج المناصرة هذه القضايا من منظوره التعددي الجدلي التفكيكي، بينما عالج سعيد منظور الثنائية الطباقية.
رابعا: النقد الثقافي المقارن: لعز الدين المناصرة...قراءة محمد سلام جميعان.
خامسا: ومرة أخرى قراءة كتاب (المثاقفة والنقد المقارن)، لعز الدين المناصرة بوساطة (خديجة بن شرفي): تبين ما اشتمل عليه من قضايا نظرية وتاريخية ثم تطبيقات في الأدب المقارن. مبينة سير د.المناصرة في الكتاب من نقضه مصطلح الأدب المقارن، ثم المقارنات في المثاقفة والتبعية وحتى نهاية الكتاب، تختم قراءتها بوصف – (عز الدين المناصرة) بالآتي:
- المناصرة يمثل في كتابة المثاقفة والمنهج الجدلي التفكيكي في طريقته الحفرية.
- يمثل المنظور الثالث في الاتجاهات العربية حيث يجادل المركزية الأوروأمريكية.
- يحدد شروط الانفتاح وطبيعته، ويرفض التعصب.
- يهتم بالنص الأدبي في بنيته العميقة وبنيتة السطحية مع طرح مصطلح جديد (إشعاعات النص الممكنة).
- طالب بإدخال (المثاقفة) في علم التناص المقارن.
- مزج بين النظرية والتطبيق والمفهوم والنموذج .
- رفض مقابلة المناهج الأفرنسية الأمريكية بالإيديولوجيا الاشتراكية لدى المقارنين في أروبا الشرقية ورسيا.
- ركز على أهمية تنوع (ثقافات الهوية).
- قدم مصطلح (التلذذ بالتبعية).
- المجموعات المتحدة، هي طريق الأدبية العربية.
• وأخيرا في الفصل الرابع من الكتاب تناول العالم الرابع من عوالم المقارن الفلسطيني (حسام الخطيب-1982)، في آفاق الأدب المقارن في عصر التكنولوجيا. قراءة لـ د. حفناوي بعلي، وفؤاد عبد البني، ود.عبده عبود.
أولاً: يبدأ الفصل الرابع مع د.حفناوي بعلي وشخصية الخطيب في القدرة على المزاوجة بين الأدب والسياسة، يذكر فيه أن كتاب آفاق الأدب المقارن: عربيا وعالميا يعد مدخلا في الأدب المقارن، تميز بمنهجيته الواضحة في خمسة فصول: نظرية الأدب المقارن بين التزمت والانفتاح، نشأة الأدب المقارن، الأدب المقارن عند العرب، مسائل في الأدب المقارن، دور الترجمة في المبادلات الأدبية. ثم يستلخص د.بعلي من الكتاب تأثر الخطيب بالمنهج الأمريكي في الأدب المقارن وإعجابه بهنري ريمالك ونظرياته، طارحا قضايا كثيرة منطلقا من مفهوم الأزمة، لكنه يرى أنه أجاب سريعا على بعض هذه القضايا. كما أنه لم يتخذ موقفا من المركزية الأوروامريكية، عدا موقفه الحاسم من المنهج الفرنسي. مدرجا كتاب الخطيب ضمن إطار النقد الأكاديمي الجامعي. مكررا تأثر الخطيب بالمنهج الأمريكي. أما تحت عنوان (الخطيب والنقد الثقافي)، يتحدث بعلي عن تأثر الخطيب بأستاذه (ليفر) في رؤيته للثقافة والمشاريع الثقافية. وانه ينتمي للتوازن بين أنصار الأصالة وأنصار المعاصرة تجاه التأثير للنقد الثقافي الغربي على المجتمع العربي.
كما طرح في دراسته (الأدب والتكنولوجيا)، طريقة الكتابة الحاسوبية مبرزاً بعض الخطوط العامة للثقافة الالكترونية المنتظرة في القرن الحادي والعشرون، أهمها امتداد ثقافة التكنوقراط، (التخصص الضيق). ويرى د.بعلي أن كتاب الخطيب يدخل في صميم نتائج وآفاق وتطورات النقد الثقافي المقارن، أي علاقة الأدب بالتكنولوجيا وهو الكتاب الأول من نوعه بالعربية. آخر القراءة يخلص الكاتب إلى ملامح المنهج الثقافي المقارن عند حسام الخطيب في ما يلي :
- العلاقة المتنية بين الأساس الاجتماعي والسياسي، وبين الظاهرة الأدبية الفنية.
- الظاهرة الفنية نقطة الإنطلالق في الدراسة، والناحية الاجتماعية السياسية تسهم في توضيحها أو تذوقها أو تقويمها.
- كلما كانت الأدبية أكثر نضجا فنيت، كان تمثل العوامل الاجتماعية أصعف وبالعكس.
- يجب على الدارس الأدبي أن يتحلى بالحيادية وعدم التزمت عند ظاهرة فنية وعلاقاتها بالظاهرة الاجتماعية.
- وينهي د.حفناوي بعلي الدراسة بقائمة المراجع والمصادر في مبحثه.
ثانيا: آفاق الأدب المقارن، قراءة (فؤاد عبد النبي): يبدأ مقاله بالتعريف بحسام الخطيب، الأستاذ الجامعي الذي ولج مجال الأدب المقارن تعليميا ولذلك كان حذرا في طرح مشاكل الأدب المقارن في الوطن العربي كما هو الحال في الطرح الجامعي. ثم أهم مؤلفاته متخذا منها مدخلا لعرض مختصر لكتاب (آفاق الأدب المقارن) وأهم ما جاء في فصوله الخمسة: نظرية الأدب المقارن بين التزمت والانفتاح، نشألة الأدب المقارن،الأدب المقارن عند العرب، مسائل في الأدب المقارن، دور الترجمة في المبادلات الأدبية.ويكتفي بذلك.
ثالثا: آفاق الأدب المقارن، قراءة (أ.د.عبده عبود)، من جامعة دمشق: بعد أن يعرف سريعا بالدكتور حسام الخطيب، بين منزلته التعليمية وأهداف الخطيب من وضع هذا الكتاب التعليمي في موضوع الأدب المقارن، ومنها سد الخلل في كتابه الجامع الاول (الأدب المقارن- في النظرية والمنهج)، منها تناوله للمقارن الأمريكي ريماك بطريقة غامضة وغير واضحة، والباحثة الهولندية (ر.كروك)، كما أشار الخطيب نفسه في مقتدمته نسخته الجديدة (آفاق). وهو يثني على التجديد الذي أضافة في باقي فصوله وهذه منقبة زادت من قيمة الكتاب العلمية في مجاله، خاصة الفصل الرابع (تطورات التأليف والتدريس في الأدب العربي المقارن)، إذا يراه غنيا بالمعلومات المتعلقة بتدريس الأدب في جامعات الوطن العربي، وبحركة التأليف العربية في هذا المجال. إلا أنه يأخذ عليه إغفاله ذكر كتاب د. عز الدين المناصرة الصادر (عام 1988)، بالرغم من أهميته. كما يشير إلى ما ذكره الخطيب عن الإحباط بسبب غياب التحدي العلمي الحقيقي في الوسط الثقافي العربي.
- إلى هنا ينتهي كتاب (الفلسطينون والأدب المقارن)، الذي أشرفت فيه د. غزول على معالجات عوالم أربعة وجوه ثقافية من الثقافة الفلسطينية المعاصرة: إدوارد سعيد، عز الدين المناصرة، روحي الخالدي، حسام الخطيب، باعتبار أن هؤلاء الأربعة كانت لهم بصمتهم الخاصة في مجال الأدب المقارن، فهم علامات مركزية (لا يستطيع أي باحث منصف، أن يتجاهل منجزهم في مجال الأب المقارن والنقد الثقافي المقارن). ويؤشر هذا الكتاب الى الخطوط الرئيسة لملامح هذه التجارب المتنوعة.