كشفت وسائل إعلام عبرية صباح يوم الجمعة، أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب يدرس إجراء تغييرات في القنصلية الأمريكية في القدس.
وذكرت القناة 14 العبرية، أن ترامب يدرس منح السفير الأميركي لدى إسرائيل، الصهيوني المتطرف ديفيد فريدمان، مزيدا من السلطة على القنصلية الأميركية التي تتعامل مع الشؤون الفلسطينية، حسب قول خمسة مسؤولين أميركيين، وهو تحول يمكن أن يزيد من ضعف آمال الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة.
يشار إلى أن أي خطوة لخفض درجة استقلالية القنصلية الأميركية العامة في القدس، المسؤولة عن العلاقات مع الفلسطينيين، يمكن أن يكون لها صدى رمزي قوي، مما يشير إلى اعتراف أميركي بالسيطرة الإسرائيلية على القدس الشرقية والضفة الغربية. وعلى الرغم من أن التغيير قد يكون فنيا وبيروقراطيا، إلا أنه قد يكون له تداعيات سياسية محتملة.
وتنقل القنصلية في القدس رسائل دبلوماسية مستقلة عن السفارة في تل أبيب، قبل نقلها إلى القدس المحتلة، إلى وزارة الخارجية في واشنطن، تتعلق بالأوضاع في الساحة الفلسطينية ورصد الاستيطان وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي. ومن شأن خفض استقلالية القنصلية أن يؤدي إلى المزيد من تشويه الوقائع على الأرض في الأراضي المحتلة ووفقا لتوجهات فريدمان الصهيونية المؤيدة للاحتلال والاستيطان ونههب أراضي وموارد الفلسطينيين، بحسب "عرب 48".
ويذكر أن ترامب أعلن أنه لا يؤيد حلا بعينه للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وأن حلولا غير "حل الدولتين" وارد، وبينها حل الدولة الواحدة. وتزعم إدارة ترامب أنها بصدد طرح خطة سلام تحت مسمى " صفقة القرن ".
وتأتي المداولات حول ذلك في الوقت الذي يواجه فيه فريدمان، الذي ضغط من أجل إدخال تغييرات على القنصلية منذ وصوله إلى إسرائيل العام الماضي، سخطا متناميا في الولايات المتحدة بسبب التعليقات الحزبية وغيرها من الأفعال التي كان قد انحاز فيها علنا إلى إسرائيل بشأن منتقديها. وأمس الخميس، اقترح أحد كبار المشرعين الديمقراطيين أنه ينبغي إقالة فريدمان بعد أن خاض في السياسة المحلية الأميركية نيابة عن إسرائيل، وقال لصحيفة إسرائيلية أن الديمقراطيين فشلوا في دعم إسرائيل بقدر الجمهوريين.
وعملت قنصلية القدس لعقود بشكل مختلف عن كل القنصليات الأخرى تقريبا حول العالم. بدلا من تقديم التقارير إلى السفارة الأميركية في إسرائيل، تقدم تقاريرها لوزارة الخارجية في واشنطن مباشرة، معطية الفلسطينيين قناة مباشرة للتواصل مع الحكومة الأميركية.
وكان ذلك الترتيب واضحا بشدة قبل أن ينقل ترامب السفارة، بعد أن اعترف ترامب بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
وعملت قنصلية القدس على تقديم الخدمات للأميركيين في القدس، كما عملت بمثابة السفارة الأميركية الفعلية لدى الفلسطينيين الذين يطالبون بالقدس الشرقية عاصمة لدولة مستقلة في المستقبل.