كشفت وكالة "أسوشيتد برس" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ينظر في إمكانية نزع بعض الصلاحيات من القنصلية العامة في القدس وهي المسؤولة عن الاتصالات مع الفلسطينيين، ومنحها لسفير واشنطن لدى إسرائيل دافيد فريدمان.
وقالت الوكالة في تقرير لها اليوم الجمعة، نقلاً عن خمسة مسؤولين أمريكيين: إن "ترامب يدرس إمكانية تسليم جزء من صلاحيات القنصلية العامة للولايات المتحدة في القدس إلى السفير دافيد فريدمان، في خطوة من المرجح أنها ستحدث صدى واسعاً لاعتبارها بمثابة اعتراف أمريكي رمزي بـ "السيادة الإسرائيلية" على الضفة الغربية".
وأشارت إلى أن القرار النهائي لم يتخذ بعد بخصوص شكل التعديلات الواجب إدخالها في التسلسل الإداري للقنصلية، مؤكدةً على أن القضية معقدة بسبب وضع القنصلية الاستثنائي، لكن من المرجح أن تخضع القنصلية قريبا للسفارة.
ولم تكشف الوكالة عن الوقت الذي سيتم البدء في هذه التغييرات، إلا أن أحد المسؤولين قال للوكالة: إن "الإدارة الأمريكية تنتظر مغادرة قنصلها العام الحالي دونالد بلوم من القدس في يوليو المقبل".
كما حذرت من أن هذا الإجراء، على الرغم من أنه ربما لن يكون إلا تغيراً بيروقراطياً وتقنياً، إلا أنه قد يجلب تداعيات سلبية ملموسة في المجال السياسي، وسط أزمة في العلاقات بين السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة.
وكانت القنصلية العامة على مدى العقود الماضية تقدم الخدمات إلى المواطنين الأمريكيين في القدس، كما تمنح الفلسطينيين قناة اتصال مباشرة مع واشنطن، حيث لم تخضع للسفارة بل لوزارة الخارجية مباشرة، لكن نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس مطلع الشهر الماضي "خلط الأوراق"، حيث لم يفصل سوى ميل واحد بين المؤسستين الدبلوماسيتين، ومن غير الواضح للمواطن الأمريكي ما إذا كان عليه اللجوء إلى السفارة أو القنصلية لتلقي الخدمات.
وحذر السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل دان شابيرو من أن الفلسطينيين سيرون في هذه الخطوة محاولة لنسف حقهم في السيادة وإقامة دولتهم المستقلة، مؤكداً على أن السلطة الفلسطينية لا ترغب في الاتصال مع الولايات المتحدة بوساطة سفارتها، بل يريدون أن يُسمع صوتهم في واشنطن مباشرة.
وختمت الوكالة تقريرها بالإشارة إلى أن مشاورات تجري في هذا الخصوص، وذلك في وقتٍ يواجه فيه فريدمان الذي بذل مساع ملموسة من أجل إخضاع القنصلية لسيطرة السفارة، منذ وصوله إلى إسرائيل في العام الماضي، انتقادات متزايدة في الولايات المتحدة، لا سيما من قبل النواب الديمقراطيين في الكونغرس، على خلفية تصريحاته وخطواته المنحازة إلى جانب الحكومة الإسرائيلية.