قال المدير الإقليمي لمنطقة النقب الغربي دانييل بن دافيد، إن الغابات والأراضي الزراعية التي تعرضت لنيران الطائرات الورقية في "غلاف غزة" بحاجة إلى 15 – 20 سنة لتعود لما كانت عليه.
وأضاف بن دافيد، في تصريحٍ لصحيفة "جيروزاليم بوست"، اليوم الثلاثاء، أن الحرائق في غابات "بئيري" تسببت بأضرار بيئية وتلوث على نحوٍ واسع، عدا عن نفوق بعض الحيوانات البرية الصغيرة، في جوٍ معبق برائحة الرماد في كل مكان.
وقال: "الكثير من المزارعين تعرضوا لأضرار اقتصادية كبيرة، واليوم يسعون لزراعتها مجددًا بمساعدة موسم المطر المقبل".
وكان وزير الجيش أفيغدور ليبرمان قال في تصريح سابق، إن 600 طائرة ورقية أطلقت من غزة تسببت في تدمير أكثر من 220 فدانًا من الأراضي الزراعية والغابات في جنوبي الكيان الإسرائيلي وتسببت في 650 حريقًا.
وأشار بن دافيد، إلى أن تلك الألعاب الورقية التي تكلف أصحابها شواقل قليلة، تُلحق أضرارًا بالآلاف وتحول أراضٍ إلى مساحاتٍ سوداء، فيما تعمل فرق الإطفاء ليل نهار منذ شهرين لإطفاء تلك الحرائق.
وقال: "علينا انتظار موسم الشتاء المقبل لنرى ما يُمكن فعله وأي من الأشجار يمكن انقاذها.. يتعين علينا التفكير في كيفية الاستمرار وإيجاد حلول لتعرية التربة، فكل ذلك سيكلف ملايين الشواقل".
كما وأشارت الصحيفة، إلى أن المزارعين من مستوطني "ناحال عوز" التي خسرت 250 فدانًا من القمح جراء حرائق الطائرات الورقية، يستخدمون محاريثهم الآلية لعمل حُفر صغيرة حول القمح لمنع انتشار النيران.
ونقلت "جيروزاليم بوست" عن مسؤول وحدة الريّ بالمستوطنة "دانييل راحيم" أن المزارعين يبذلون الكثير من الجهد منذ أشهر لزراعة القمح، لكن الأرض تحولت إلى بساطٍ أسود محروق في دقائق".
وأضاف "ليس القمح وحده الذي تعرض للإحراق؛ فحتى خطوط الري أيضًا وصنابير المياه، والآن لن يكون بمقدورنا زراعة البطاطا حتى يتم إصلاح كل ذلك".
وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر، الأحد الماضي، خصم قيمة التعويضات المُزمع تقديمها لمستوطنات الغلاف بفعل الحرائق المتكررة جراء الطائرات الورقية من فاتورة الضرائب الفلسطينية.
وحوّل الشبان الطائرات الورقية إلى أداة مقاومة تستنفر الاحتلال بعد ربط علبة معدنية داخلها قطعة قماش مغمّسة بالسولار في ذيل الطائرة، ثم إشعالها بالنار وتوجيهها بالخيوط إلى أراضٍ زراعية قريبة من مواقع عسكرية إسرائيلية.
ونجح الشبان مؤخرًا بإحراق آلاف الدونمات المزروعة للمستوطنين في مستوطنات "غلاف غزة" بواسطة تلك الطائرات ردًا على "مجازر" قوات الاحتلال بحق متظاهري مسيرة العودة السلمييِّن.