أعطت رام الله توأمها قبلةَ الحياة حين تكاثروا عليها وقرروا قتلها ودفنها وهي على قيد الحياة.
لم تمت غزة ولن تمت، فهذا يقين لا يتغير ولا يتبدل، لأنها وُهبت للحياة وليس للموت، ولن تستجدي ثلة من ذوي الحسابات الخاصة كي يمنحوها شبه حياة، بل ستحيا كريمةً بروح مواقف الأحرار الشرفاء الذين غادروا موقع الصمت وقرروا أن يهتفوا لها بأعلى صوت ومن قلوبهم وضمائرهم، وأقسموا أنهم سيمنحوها الحياة بكل تفاصيلها؛ لأنها تستحق العيش بكرامة.
لقد صمتَ الأحرار والفقراء لوقتٍ طويل وغابوا قسراً عن الشارع وانتفض فقراء الضفة ليسمعونا نشيد غزة الجميل، ففي ليلة رمضانية أسمعنا الأحرار في رام الله صوتهم لنا ولكل العالم، لكننا لم نسمع صوت أصحاب الملايين المتربحين من مشروع الانفصال والداعمين له، لم نسمع صوتاً مختلفاً لقيادات غزة القاطنة في رام الله الذين نسوا أنهم من غزة.
من يرغب أن تكون نهايته نهاية شرف وكرامة وعزة فليلتحق بغزة، وليهتف الجماهير في كل يوم وكل ساعة وكل لحظة بقولهم "تسقط لجنة غزة"؛ بل لجنة أعداء غزة.
لم يستطع الاحتلال أن يقهر غزة على مدار التاريخ عندما تمنى قادته أن يبتلعها البحر، ولم تأتِ تلك الأمنية عبثاً بل لأسباب كثيرة اختصرها بكلمة واحدة هي (غزة) أُم البدايات والنهايات.
كانت البداية مع حيفا التي أسمعت صوتها لغزة باكراً كما تعودنا عليها وثارت تنشد: غزة ليست وحدها، وانتفضت بكل مكوناتها وأحرارها وحرائرها.
يا حيفا صوتك الشجي يطربنا كرامة، كذلك رام الله التي قالت كلمتها الفاصلة على المكشوف آملة أن يستيقظ ذاك الفريق الذي يعمل ليل نهار من أجل إركاع غزة ورجالها وكل شئ فيها، أيعرفون ماذا يعني طفلاً في العيد لا يستطيع أن يشتري ملابس العيد الجديدة ويفرح بها؟ أتشعرون بشابّة تنتظر العيدية كي تشتري حوائج تفرحها ولن تجدها بسبب سياستكم؟ أتفهمون ماذا يعني رجلاً لا يستطيع أن يمنح السعادة لأسرته في العيد
فثمانون بالمائة من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية، حسب تقديرات الأنروا، ومستويات البطالة قد وصلت إلى ما يقارب 49.1%، والحال يزداد سوءًا.
أتكسرون بخاطر شعب ضحى ويُضحّي بكل شيء يملكه من أجل فلسطين؟
أيها الساديون، ارفعوا الكراهية من قلوبكم، لا يليق بنا حكماً ديكتاتورياً، لن يبقى الحال إلى الأبد بهذا الشكل والمضمون الخطأ بل سيعود حتماً رجال فلسطين الأحرار ويعيدوا لنا الأمل.
أثق بأن شعبنا سيجعل من هذا الظلم نهاية حاسمة لمرحلة تاريخية سيئة أساءت لنا ولتاريخنا وشهدائنا وأسرانا وجرحانا ومقدساتنا، بالتأكيد تعلمنا منها الكثير وخسرنا فيها الكثير ولن يسمح شعبنا بالانحدار أكثر من ذلك.
شكراً لكل الأحرار في فلسطين، وإننا ننتظر أن تنتفض جميع المدن في وجه الظلم السادي الغريب عن عاداتنا وثقافتنا وتاريخنا، ليعلو اسم الحقّ ولتعلو راية العز والكرامة والشهامة لفلسطين، وليبقى اسم "غزة" عروس فلسطين، عاليًا شامخًا ممزوجًا بأسمى معاني الفخر والعز والكرامة.