الجهاد: قمع متظاهري رام الله تجاوز خطير ويستوجب موقف وطني

الجهاد الإسلامي.jpg
حجم الخط

أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي د. يوسف الحساينة ، أن التظاهرات التي يقوم بها أهلنا في الضفة المحتلة تضامنا مع إخوانهم في غزة تمثل مشهد عز وفخر وسيسجل التاريخ في صفحاته بأحرف من نور هذا الموقف الاصيل لأهالي الضفة الغربية ورام الله الذي يعكس ايمان الشعب الفلسطيني في كل الساحات بالوحدة والمصير الواحد المشترك.

واعتبر الحساينة، اقدام أجهزة السلطة على قمع المتظاهرين والمتلاحمين مع اخوانهم في قطاع غزة والرافضين لإجراءات السلطة العقابية بحق غزة وما يجرى الآن في ساحة المنارة هو سلوك قمعي ومستهجن وطنيا ويمثل تجاوز خطير لكل القيم النضالية والموروث النضالي الذي تربى عليه الشعب الفلسطيني.

وأوضح أن هذا الامر يستوجب موقف وطني حازم ومسئول يتصدى لحالة التغول التي تقوم بها اجهزة السلطة على شعبنا الفلسطيني لأنه من حق الجماهير الطبيعي التضامن والتلاحم مع اخوانهم في قطاع غزة لمواجهة العقوبات التي طالت كل مناحي حياة الشعب الفلسطيني فيها  فهى تتزامن مع الحصار الذي يفرضه الاحتلال الصهيوني ولابد ان تقف القوى الوطنية والاسلامية ومؤسسات المجتمع المدني وقفة وطنية لمواجهة هذه الاجراءات .

واعرب عن استغرابه من إصرار السلطة على قمع هذه المسيرات والحراك الشعبي المتضامن مع اشقائه في غزة في الوقت الذي تصر السلطة على التمسك بالتنسيق الامني مع الاحتلال الذي ينكر على السلطة ممارسة أي شكل من اشكال السيادة على الارض.

ودعا القيادي بالجهاد خلال لقاء اذاعي عبر "صوت القدس"، السلطة ممثلة برئاستها واجهزتها احترام ارادة الجماهير وتمكينها من التعبير عن رأيها وتضامنها وتلاحمها مع اخوانها في غزة.

وقال الحساينة:" القيم الوطنية النضالية التي كرسها شعبنا على مدار عشرات السنوات في نضاله ضد الاحتلال اسمى وارفع من القرارات الادارية واي قوانين تضعها السلطة".

وثمن الحساينة موقف حركة فتح الذي يطالب بمحاكمة كل من أمر بقمع الحراك الشعبي في رام الله وهو موقف مسئول ويجب ان يبنى عليه ويترجم من خلال قرارات جادة على الارض تلزم السلطة بوقف هذه الاجراءات ووقف العقوبات بشكل فوري على قطاع غزة.

وذكر الحساينة:" لا يجوز معاقبة اهل قطاع غزة بعد كل التضحيات التي قدموها والتي مثلت على مستوى التاريخ مخزون نضالي كبير للقضية الفلسطينية، ولا يجوز ادارة الظهر للجماهير الفلسطينية وعقابها وانما الواجب احتضان هذه الجماهير وتوفير كل مقومات الدعم والصمود لها."

وتابع لا يمكن التصدي لصفقة القرن وخطر تصفية القضية الفلسطينية الا من خلال تحقيق الوحدة واحتضان الجماهير التي تمثل في كل المنعطفات التاريخية خزان للثورة الفلسطينية والنضال الفلسطيني وللجهاد الفلسطيني.

وبَين الحساينة ان الشعب الفلسطيني يمر بتحديات خطيرة تواجه القضية الفلسطينية وعلى رأسها ما يسمى بصفقة القرن التي يراد من خلالها تصفية القضية الفلسطينية وسرقة مقدساتها خاصة مدينة القدس ، حيث كانت بدايتها قرار الادارة الامريكية المتصهينة بنقل السفارة الامريكية لمدينة القدس.

وأوضح القيادي بالجهاد أنه لا يمكن مواجهة هذا الخطر الداهم والحقيقي والوجودي على القضية الفلسطينية ما لم يتم تحقيق الوحدة وانهاء الانقسام.

وأضاف لا يجوز التذرع بأي ذرائع في مسألة التمكين فهو لن يأتي الا عبر خطوات متدرجة ولابد ان تكون هنالك ارادة حقيقية في تحقيق المصالحة وتوحيد الموقف واستجماع اوراق القوة لمواجهة هذه المخاطر وهذه التهديدات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني والتى تتعرض لها القضية الفلسطينية.

وثمن ما يجري في الضفة الغربية من حراك شعبي يمثل حالة الوعى الجمعي للشعب الفلسطيني هذا الوعي اليقظ الذي يزن الامور بالميزان الوطني، فالشعب الفلسطيني شعب واعي وحساس ولماح، يدرك ان ما يجرى الان على الارض في الضفة الغربية من تغول للاحتلال الصهيوني على أهالي الضفة الغربية، في ظل صمت مريب من قبل السلطة الفلسطينية، هو يدرك تماما ان الاستهداف واحد والمصير واحد، وهذا الوضع الطبيعي والمنطقي الدي عبر عن الشعب الواحد فالشعب الفلسطيني فهو دائما متجاوز لكل الحسابات الضيقة من قبل السياسيين خاصة في السلطة.

ودعا السلطة الفلسطينية الى أن تلتف حول الجماهير وتدعمها في خيارها الوطني الراقي والمسئول وان تستجمع اوراق القوة من جديد من خلال تحقيق الوحدة لمواجهة صفقة القرن ومواجهة تعنت الاحتلال الصهيوني، بعد أن وصلت مسيرة التسوية الى طريق مسدود باعتراف رئاسة السلطة وعليها ان تعيد حساباتها من جديد والا الزمن سيتجاوز هذه السلطة.

ووصف القيادي في  الجهاد أن ما يجري اليوم برام الله من حراك شعبي يمثل حالة الوعي الجمعي الفلسطيني، هو نقلة كبيرة على مستوى الاحساس بالمسؤولية الوطنية والهم الوطني والمصير الواحد لاسيما ما جرى بحيفا من تضامن مع مسيرات العودة ومن مشاركة جدية لأهلنا في الداخل المحتل . 

ونوه بأنه لا يمكن قبول تبرير الناطقين باسم الاجهزة فى قمع للمظاهرات برام الله وهى ادعاءات واهية تسقط امام الهدف النيل للحراك الذى خرجت الجماهير لتعبر عنه في الحراك الوطني. 

واعتبر القيادي بالجهاد ان التنسيق الامني يهدد النسيج الوطني الفلسطيني والوحدة الفلسطينية وهو بمثابة سلوك غريب عن الشعب الفلسطيني لا يجوز لشعب تحت الاحتلال ان يمارس التنسيق الامني ويجمل الاحتلال فلابد من وقف هذا التنسيق الامني الذي يكبل الشعب الفلسطيني لا التلويح بإيقافه فقط.

وأكد أن القانون الفلسطيني يسمح للجمهور بالتعبير عن آرائهم في المشاركة بالاحتجاجات، رغم ذلك لا ترفع السلطة الفلسطينية قبضها الامنية عن الجماهير في الضفة الغربية ولا تترك الجماهير تعبر عن رأيها وتحدث حالة من الاشتباك مع الاحتلال فهي تقف بوجه المقاومة السلمية من خلال قمع المظاهرات والاعتداء على حريات الصحفيين.