اتهمت صحيفة "الأهرام" المصرية والدة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، الشيخة "موزة بنت ناصر المسند"، بدعم الإرهاب في المنطقة، وحملتها، وزوجها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، مسؤولية الدماء التي تسيل في الشارع العربي.
وخصصت "الأهرام" افتتاحيتها، في عددها الصادر اليوم الإثنين(13 تموز/يوليو2015)، تحت عنوان "اعترافات الشيخة موزة والإرهاب"، للتعليق على حوار الشيخة موزة مع صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
وقالت الصحيفة: "لا أحد الآن يمكنه أن يلوم مصر في اتهامها دولة قطر بالوقوف وراء ما تمر به البلاد من إرهاب، وها هي الشيخة موزة والدة الشيخ تميم أمير قطر، تكشف في حوار لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، أنها أيدت، وبشدة، جهود زوجها، وحاكم قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لدعم الإسلاميين خلال اندلاع ثورات الربيع العربي، خصوصا مصر".
وقالت الأهرام: "تأتي اعترافات الشيخة موزة لتقدم الدليل لكل الذين رفضوا أن يصدقوا أن قطر متورطة، وللآخرين الذين كانوا، ولا يزالون، يرفضون بعناد أن يتقبلوا أن دولة صغيرة مثل قطر بإمكانها إلحاق الأذى ببلدان العالم العربي، وفي مقدمتهم مصر، إلا أن الشكوى من أفعال قطر الخطيرة تكررت ليس فقط من مصر بل ومن بلدان أخرى مثل: ليبيا وتونس وسوريا وغيرها من الدول"، بحسب "الأهرام".
وأبدت الصحيفة دهشتها من أن "السيدة القوية في أروقة الحكم القطرية تصر على الانزعاج من الانتقادات الموجهة لبلادها"، كما قالت.
وتساءلت الصحيفة: "هل يجب على الآخرين أن يصفقوا لقطر، وهي تقدم الدعم المالي والسياسي والدبلوماسي للجماعات الإرهابية؟ وهل يجب على مصر أن تهلل للتحريض الإعلامي السافر، والتبرير الدائم لأعمال العنف والإرهاب؟".
وأضافت "الأهرام": "من سخريات الأمور أن تخرج "قناة الجزيرة ـالبوق الإعلامي للإرهاب والإرهابيين، لتنتقد الإفراط في القوة، ضد الإرهابيين من تنظيم داعش؟".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "في الوقت الذى كشفت فيه وثائق ويكيليكس السرية عن جهود دبلوماسية للشيخة موزة، واستعانتها بزوجة توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، للقاء وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، فإنها لا تحترم عقول القراء، وتدعي البراءة بتأكيدها، أنها لم يكن لها كلمة في السياسة التي كان يقرها زوجها الشيخ حمد".
ووصفت "الأهرام" ذلك بأنه "مجرد أكذوبة أخرى من أكاذيب النظام القطري، الذي ما زال يدعي أنه لم يتورط في أعمال فساد للفوز بتنظيم كأس العالم"، بحسب الصحيفة.
واستطردت "الأهرام": "يبقى في النهاية الاعتراف الأخير للشيخة موزة بشأن أفعال قطر، وعبثها في الشؤون الداخلية للدول العربية، فقد أعربت عن استيائها من الحال الذي أصبح عليه الشارع العربي".
وخلصت افتتاحية "الأهرام" -غير المسبوقة في الإساءة إلى دولة قطر، وفق مراقبين- إلى أن "موزة وزوجها حمد عليهما أن يدركا أنهما يتحملان مسؤولية الدماء التي سالت، ولا تزال تسيل، في الشارع العربي".
وكانت الشيخة موزة رأت أن "الثورات العربية لم تنته، بالرغم من الانتكاسات، ولكن ما زال هناك أمل في أن الأمور ستتغير".
جاء ذلك في مقابلة لها مع صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، حيث عبرت عن رأيها حول تلاشي آمال التغيير والإصلاح في الوطن العربي، معتبرة أن "الأمر محزن، ولكن ما زال هناك أمل في أن تتغير الأمور".
وردا على مزاعم تشجيعها لتحمس زوجها لثورات الربيع العربي، أكدت الشيخة موزة أنها "لم تتدخل في سياسات زوجها أمير قطر السابق".
وفي الوقت نفسه، كشفت صحف بريطانية أن شيري بلير، زوجة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، قامت بالوساطة بين وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، والشيخة موزة بنت ناصر، لـ"تحسين العلاقة بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية بصورة عامة".
وعلى الرغم من هجوم الأهرام على قناة "الجزيرة"، ووصفها لها بأنها "البوق الإعلامي للإرهاب والإرهابيين"، فإنها خصصت مانشيتها الاثنين، للحوار الذي أجرته القناة مع رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي، ونشرته مع تنويه واضح بالقناة، إذ جاء العنوان كالتالي: "لا سـلام بالمنطقة بـدون مـصر.. رئيس وزراء إيطاليا لـ"الجزيرة": السيسي زعيم كبير والوحيد القادر على إنقاذ بلاده"!
وتمر العلاقات المصرية – القطرية، من وقت لآخر، بشد وجذب، وفي خطوة تؤكد غلق كل محاولات إعادة السفير المصري مرة أخرى إلى الدوحة، أصدر وزير الخارجية سامح شكري قرارا، قبل أيام، بنقل سفير مصر في قطر، محمد مرسي عوض، الذى تم استدعاؤه للقاهرة قبل عام، لمنصب قنصل مصر العام في مدينة مومباي في الهند.
ويأتي هذا القرار بعد استدعاء سفير مصر في قطر إلى البلاد للتشاور في كانون الثاني/ يناير 2014، اعتراضا على تحركات قطر المساندة لجماعة الإخوان، وفق الصحف المصرية.
ونقلت صحيفة "اليوم السابع" عن مصدر مطلع قوله إن تعيين محمد مرسي في مكان آخر يعد رسالة بتخفيض مستوى التمثيل المصري في الدوحة، بل ويغلق الباب أمام أي عودة للسفير في المستقبل القريب، موضحة أن السفير ظل مسحوبا لمدة عام ونصف العام على أمل تحسن العلاقات خاصة في ظل الوساطات الخليجية، إلا أن استمرار قطر في تدخلها بشؤون مصر، ودعمها لجماعة الإخوان، دفع القاهرة لاتخاذ هذا القرار لقطع الطريق على عودة السفير، وتخفيض مستوى التمثيل.
وكانت وسائل الإعلام المصرية صعدت من نبرتها في شهر فبراير الماضي في مهاجمة قطر بعد حادث ذبح 21 مسيحيا مصريا بيد تنظيم الدولة، ووجهت الدعوات علنا إلى ضرب قطر جوا، باعتبارها سبب المشكلات الحاصلة في الدول العربية، والداعم الرئيس لتنظيم الدولة"داعش".
بل ودعا عدد من الإعلاميين المصريين المقربين من السيسي إلى ضرب قطر، وقطع العلاقات السياسية معها، بل ومحاكمة أميرها، ووجه بعضهم السباب لها بألفاظ فاحشة، وطالبوا بطرد سفيرها من القاهرة، فيما استضاف عدد منهم أشخاصا مناوئين لقطر، تحدثوا عن مؤامرة قطرية على مصر، انطلاقا من ليبيا، تزامنا مع الغارات الجوية التي شنتها الطائرات المصرية على مدينتي سرت ودرنة الليبيتين.
وكان السيسي، حذر في آب/ أغسطس الماضي، مما وصفه بـ"مؤامرات دولتي قطر وتركيا للنيل من استقرار مصر"، من خلال بث قنوات فضائية ومواقع إخبارية، على حد قوله.